حكاية أسود يوم في تاريخ الاحتلال.. القسام يقتل أكثر من 24 جنديا.. بينهم مقتحمو المسجد الأقصى.. الكارثة تزلزل إسرائيل.. والمسئولون الصهاينة يستعينون بسفر أيوب
جيش الاحتلال الإسرائيلي، لم يكن أمس يومًا عاديًا لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، أو حتى جنود الاحتلال، الذي كانوا يعدون العدة لتفجير مدوٍ لمنازل أهل غزة، بالفعل قاموا بإعداد المتفجرات التي سيضعونها في المنازل لتفجيرها، كانوا يمرحون ويضحكون، فغايتهم دائمًا التدمير.
حكاية أسود يوم في تاريخ الاحتلال
وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، بنقل العبوات المتفجرة إلى حيث يريدون وضعها في المنازل، وتحصنوا داخل المنازل المراد تدميرها لإكمال مهمتهم بوضع المتفجرات، وفي هذه الأثناء، خرجت قذيفة مدوية من فوهة صاروخ يحمله أحد مقاومي القسام، لتفجر المنازل التي تحصنت بها قوات العدو، وتسفر عن مقتل جميع من كانوا في المبنيين.
وفي صباح اليوم أعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن مقتل 24 ضابطا وجنديا من جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة، لكن المقاومة تؤكد أن عدد القتلى في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي أكبر من ذلك.
كانت الصدمة كبيرة على سلطات الاحتلال، الذي قرر أن يحاصر منطقة خان يونس بعدد كبير من جنوده، في محاولة للقضاء على المقاومة، لكنه تفاجأ أنه غرس أكثر في رمال غزة، وتحول يوم أمس على الاحتلال الإسرائيلي إلى ليلة "سوداء" كما وصفها العديد من مسئولي الاحتلال الإسرائيلي والخبراء والمحللون السياسيون، حيث وصف موقع "والا" الإسرائيلي، أمس الاثنين، بأنه أصعب أيام القتال في قطاع غزة منذ بدء الحرب البرية عليها، في أكتوبر الماضي.
مسئولو الاحتلال الإسرائيلي يعترفون بالكارثة
ووصف يوأف جالانت، وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، مقتل العدد الكبير من قوات الاحتلال في خان يونس، فقال: "إنه صباح صعب ومؤلم.. قلوبنا مع عائلات الضحايا في أصعب أوقاتها"
كما تابع جالانت قوله: "هذه حرب ستحدد مستقبل إسرائيل للعقود القادمة، ومقتل جنودنا لتحقيق أهداف الحرب".
الأمر لم يكن سهلًا على عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس، الذي وصف مقتل جنود الاحتلال بإنه "صباح صعب لإسرائيل بأكمله مع كارثة مقتل 24 عسكريا".
أما وزير الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير فقال: "إنه صباح صعب ومؤلم، القلب منكسر ومحطم"، أما وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش فقال: "إنها أخبار مفجعة".
تفجير جنود الاحتلال بقذيفة الياسين
في الوقت الذي قال زعيم المعارضة للاحتلال يائير لبيد: "أنه صباح مع الأخبار المريرة عن مقتل 24 جنديا في غزة"، وقال رئيس الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج إنه: "صباح صعب على التحمل بإضافة أسماء المزيد من جنودنا إلى لائحة القتلى."
حكاية اليوم الأسود على الاحتلال، كما يرويها الإعلام العبري، حدثت به عجائب، لا يجدون لها تفسيرا، ففي البداية، استهدف مقاومو القسام دبابة إسرائيلية، في منطقة خان يونس، بقذيفة "إلياسين" فتم تفجيرها، ثم حدثت انفجارات في مبنيين كانا بجوار الدبابة، وانهار مبنى ثالث، كان يحتمي فيه جنود إسرائيليون.
الغريب أن المتحدث باسم جهاز الإنقاذ الإسرائيلي كتب تدوينة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عن مقتل وإصابة 22 جنديا إسرائيليًا، خلال أحداث أمنية، وصفها بالصعبة، لكنه قام بحذفها بعد ذلك.
المستوطنون يكشفون أعداد القتلي
بعد تدوينة المتحدث باسم جهاز الإنقاذ الإسرائيلي، بدأت الحسابات الخاصة بالمستوطنين الإسرائيليين في تداول أنباء تفيد "بانهيار مبنى على جنود احتلال إسرائيليين في قطاع غزة، والقوة التي انهارت عليها المبني تتراوح من 20 إلى 40 جنديًا للاحتلال، ويزعم البعض بأنهم قُتلوا وهم نائمون، في المقابل كان هناك تكتم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بسبب الرقابة العسكرية.
تداول الأنباء عن سلسلة انفجارات أسفرت عن مقتل عدد كبير من جنود الاحتلال، أربكت وسائل الإعلام العبرية، الذين لم يجدوا لها تفسيرًا، وطرحت العديد من الأسئلة عن التفجيرات، هل هي ناتجة عن ذخائر لجيش الاحتلال؟، أم هي فخ دبره لهم مقاومي القسام؟
وخرجت دعوات تطالب الإسرائيليين بالصلاة والدعاء من أجل جنود الاحتلال، الأمر الذي أحدث حالة من الصدمة في المجتمع الإسرائيلي، بسبب ارتفاع أعداد القتلى بين صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي، وعدم قدرتهم على تفسير ما يحدث.
مقتل مقتحم المسجد الاقصى
وجاء التفسير سريعًا من قبل عدد من حسابات المقاومة، فنشرت الحسابات أن مقاومي القسام قاموا بضرب متفجرات جنود الاحتلال التي كانوا يريدون زرعها في منازل أهل غزة، وأردتهم قتلى، وقدرت الحسابات أن عدد القتلي يتجاوز 24 قتيلًا.
ونعت منظمة "جبل الهيكل بأيدينا- بيدينو" أحد أنصارها، الذي قًتل، أمس، في تفجير المقاومة مبنى كان جنود الاحتلال يجهزون لتفخيخه، وقالت المنظمة في منشور على منصة "أكس" أن الجندي القتيل (إسرائيل سكول) كان وعائلته من أبرز مقتحمي المسجد الأقصى، وكانوا من المساهمين الفاعلين في نشاطات المنظمة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، صباح اليوم، عن مقتل 24 ضابطًا وجنديًا في تفجير المقاومة دبابة إسرائيلية ومبنيين في قطاع غزة."
اليوم الأسود في تاريخ إسرائيل
كشف عدد من الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين عن حالة جنود الاحتلال، واليوم الأسود الذي واجهه المجتمع الإسرائيلي وسلطات الاحتلال.
فقال الخبير العسكري، اللواء فايز الدويري، عن اليوم الأسود في تاريخ إسرائيل: "يوم يسجل في تاريخ المقاومة، ٢٤ قتيلا، هذا ما اعترف به جيش الاحتلال، والمخفي أعظم، المقاومة تعيد الكرامة العربية، وتخط بحروف من ذهب، بدء مسار التحرير وإن طال الطريق وكثرة التحديات، الحرية شجرة تروى بالدماء، والعربي أصل المروءة وسليل الشهامة، وتراب الوطن عزيز وغالي لدرجة التقديس، والقول الخالد للفاروق، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهم أحرارا، فالعربي الأصيل لا يرضى بالضيم، أما المتصهينيون فمآلهم معروف."
إسرائيل تفشل في القضاء على حماس
أما المحلل السياسي التركي محمد كانبكلي فقال: "الإعلام الإسرائيلي يصف الحدث بالكارثة، بعد تسريب القسام خبر مقتل 24 جنديا إسرائيليا في معارك الأمس بخان يونس، الجيش الإسرائيلي يسمح للإعلام الاسرائيلي بنشر أسماء 21 جنديا إسرائيليا قتلوا بالأمس في معارك خان يونس"
وتابع كانبكلي قائلًا: "وفقًا للتقرير السري لوحدات الاستخبارات الأمريكية، إسرائيل فشلت في"القضاء" على حماس. حماس تملك مخزون ذخيرة كاف لضرب إسرائيل وكل القوات الإسرائيلية في غزة، لقد أظهرت حماس نجاحا كبيرا في التكيف مع الظروف الجديدة وابتكرت تكتيكات جديدة في الحروب في نصب الكمائن"
يوم دموي في تاريخ إسرائيل يمس بشرعية الحرب
وعلق المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة قائلًا: "تحذير المحلل العسكري لـ"يديعوت" بعد "اليوم الأسود". بعد تحليل طويل لحادث مقتل الجنود الـ(24) أمس؛ نشره قبل قليل "رون بن يشاي".. ختم بالقول: "إن يوم دموي مثل الأمس يمكن أن يمسّ بالشرعية التي يمنحها الجمهور للحرب". قلت ذلك سابقًا. هذا مجتمع لا يحتمل الكثير من الخسائر."
وأضاف الزعاترة "عن صباحهم الأسود الجديد وتبعاته. كما كتب وزير حربهم ورئيسهم وسيكتب نتنياهو والآخرون، إن "التضحيات ضرورة لأمن ومستقبل إسرائيل"، وسيتمّ التأكيد على استمرار الحرب، وسيتم استدعاء النصوص الدينية لبث الصبر، كما فعل "جالانت" في تغريدته بالحديث عن "سفر أيوب". كل ذلك هو المتوقّع في الساعات التالية، تماما كما يحدث في الساعات الأولى لأي عزاء، حيث يتم تجاوز الخلافات إلى حين دفن الميت وأخذ عزائه، لكن المشهد ما يلبث أن ينجلي عن مسار آخر بعد ذلك."
وقال ياسر الزعاترة: "ما يعزّز أهمية "الكارثة" الجديدة، كما أسمتها صحف الغزاة وبعض مسؤوليهم، هو مجيئها في توقيت بملامح عديدة لافتة أهمها: غياب أي صورة انتصار مُقنعة بمعيار أهداف الحرب مع بسالة استثنائية للمقاومة وصمود أسطوري لشعبنا، تصاعد كبير لاحتجاج أهالي الأسرى ودعم مطالبهم من عدد من الرموز والفعاليات السياسية بجانب المجتمع، تصاعد الخلاف مع واشنطن حول أهداف الحرب ومسارها وقصة "اليوم التالي" و"الدولة الفلسطينية، تصاعد الموقف الأوروبية المشابهة، القضية في محكمة العدل الدولية، صراعات القيادة الصهيونية.. كل ذلك سيجعل من "كارثة اليوم" نقطة بالغة الأهمية تضيف إلى ما سبق كله سؤال الأعداد المتصاعدة من القتلى والجرحى في مجتمع لا يطيق ذلك، بدليل موقفه من نحو 100 أسير، واستعداده لدفع أي ثمن لاستعادتهم."
وأضاف الزعاترة: "نحن إذن أمام محطة بالغة الأهمية في مسار الحرب، قد تدفع نحو تطور ما، إن كان عبر صفقة جديدة (جزئية أو شاملة)، وإذا لم يحدث (وهو المرجّح بسبب تعنت مجلس الحرب)، فإن أيام سوداء جديدة قد تؤدّي إلى ذلك. لن نعيد الكلام عن موقف عباس المخزي، ولا عن موقف النظام العربي الرسمي، فقد أفضنا في ذلك من قبل، رغم أهميته في سياق تعديل المسار، لكنه اليأس من تغيير لافت على هذا الصعيد."
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
