إخوان أمريكا!
لماذا تساند أمريكا الإخوان كل هذه المساندة حتى الآن؟
هذا هو السؤال الذي يطرحه كثير من المصريين الآن، خاصة أنهم يعرفون أن أمريكا ليس لديها عزيز وأنها تتخلى عن أصدقائها وحلفائها وحتى عملائها دومًا، ومثال شاه إيران مازال ماثلًا في الأذهان، حيث رفضته حتى مجرد لاجئ!
لا إجابة عن هذا السؤال سوى أن الأمريكان يرون من وجهة نظر مصالحهم أن دور الإخوان لم ينته أو يجب ألا ينتهى ، وأنهم في حاجة إلى هذا الدور في الفترة الحالية والمستقبلية.. ولذلك يستميت الأمريكان الآن من أجل توفير حماية للإخوان ودعمهم من أجل العودة إلى السلطة والحكم في مصر مجددًا ولو حتى عودة جزئية.. وهذا ما فعلوه مع شاه إيران أيضًا حينما ساعدوه في المرة الأولى التي عزل فيها حينما أطاحوا بحكومة مصدق من أجله وأعادوه إلى الحكم.
هكذا ليس الإخوان بمجانين حينما يصرون حتى الآن على عودة مرسي ودستورهم ومجلس الشورى.. فهم يراهنون على هذا الدعم الأمريكى الذي يحظون به.. فهذا الدعم هو الذي أوصلهم إلى الحكم قبل أكثر من عام مضى فلماذا لا يعتمدون عليه في العودة إلى الحكم مجددًا بعد أن أطاح بهم الشعب في ثورة يونيو؟!
أما لماذا يحتاج الأمريكان لحكم الإخوان في مصر وعدد من دول منطقتنا فإن سببه أن الإخوان في الحكم سوف يقررون للأمريكان دورًا ومهمة ينتظرها الأمريكان.. فهم - أي الأمريكان - ينتظرون أن يساعدهم الإخوان في تصفية القضية الفلسطينية بإقامة دويلة فلسطينية على قطاع غزة ومساحة من أراضى سيناء..
ولأن الإخوان لا يهمهم الوطنية المصرية فهم مستعدون للتفريط في الأراضى المصرية.. كما أن الأمريكان والإخوان ومعهما الإسرائيليون يشتركون في رغبة التخلص من الجيش المصرى القوى وتغريم هذا الجيش.. وبعد عزل مرسي بمساعدة الجيش صار الآن عدوًا للإخوان مثلما هو عدو للإسرائيليين ومثلما يخشاه الأمريكان..وهكذا المصالح الإخوانية الأمريكية باتت مشتركة.
