لماذا أغلقت السفارة الأمريكية فى مصر؟
قرار الإدارة الأمريكية بإغلاق سفاراتها فى عدة دول ومنها مصر يدعو للقلق والتساؤل لماذا الآن؟ وهل كما يقولون لدواعٍ أمنية أم هناك أسباب أخرى لا يعلمها أحد تتعلق بالدور الأمريكي فى المنطقة وإعادة تشكيل المنطقة عبر المخطط الأمريكى المعروف بالشرق الأوسط الكبير أم ماذا يحدث؟
فإغلاق السفارات المفاجئ يدعو للقلق ورؤية الإدارة الأمريكية لما يحدث فى مصر على سبيل المثال يدعو للغرابة فالجميع يعلم الدور الأمريكى فى دعم نظام الإخوان المسلمين وكيف تضغط الإدارة الأمريكية لعودة نظام الإخوان ومصر كلها شاهدة على دور السفيرة الأمريكية وعلاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين ومكتب الإرشاد وخصوصاً خيرت الشاطر.
والمثير للغرابة هو قرار غلق السفارة بعد الاتصال بين أوباما والرئيس المؤقت فى مصروالدعم الأمريكى للمرحلة الانتقالية الجديدة وكأننا نعيش عالم الألغاز السياسية ولكن هناك عدة رؤي من التجارب السابقة فى قرارات إغلاق السفارت الأمريكية حول العالم منها على سبيل المثال:
فى بعض الأحوال تقرر الإدارة الأمريكية إغلاق سفاراتها فى دولة ما بعد ورود تقارير أمنية حول حدوث غضب شعبى ضد السياسات الأمريكية وتوارد معلومات حول وجود جهات تنوى تفجير مقرات أمريكية أو خطف دبلوماسيين أو تهديد للرعايا داخل الدولة محل النزاع وأعتقد أن السبب فى مصر متعلق بالأمن بشكل كبير فصيحات الغضب الشعبى تتصاعد ضد الدور الأمريكى فى مصر والتدخل الواضح فى الشأن المصري بعد الدعم الواضح لجماعة الإخوان المسلمين ويرى بعض معارضى الإخوان أن التهديد بقطع المعونات الأمريكية وتوقف شحنات السلاح وتأخر توريدات الغذاء والقمح لمصر هو وسيلة ضغط لعودة مرسي وحكم الإخوان وهو ما بسببة تصاعدت الاحتجاجات والدعوات لمحاصرة السفارة وطرد السفيرة ولذلك بادرت الحكومة بقرار غلق المقرات لحين عبور الأزمة واستقرار الأوضاع فى مصر.
فى حالات نادرة كان غلق السفارة الأمريكية بسبب ورود معلومات حول أن الدولة التى بها المقر مقبلة على فوضى سياسية وأمنية وفترات مشوشة ولذلك تخشى الإدارة من حدوث عنف منتشر فى الشوارع وغياب كامل للأمن كما يحدث فى ليبيا مثلا وفى تلك الحالات تكون تقارير الأجهزة الأمنية هى المعيار الوحيد لقرار غلق المقر.
ولكن ذلك صعب حدوثة فى مصر فى هذه الأيام رغم علم الجميع أن مصر منذ ثورة يناير وهى ساحة مفتوحة لأجهزة مخابرات بعض الدول تريد بث سموم الفتنة والقلائل والاضطرابات للتحول مصر لحالة الشبة دولة ونرى حركات انفصالية تستقل بأجزاء من الدولة وندخل فى مسلسل تقسيم مصر ولكن الإدارة الأمريكية تعلم صعوبة ذلك فى مصر فى ظل وجود مؤسسات قوية مثل الجيش والمخابرات العامة وبعض المؤسسات الأخرى والأهم هو تصاعد الوعي الشعبى بخطورة المؤامرة العالمية حول مصر والرغبة فى قمع ثورتها وتقسيمها لعدة دول وكل ذلك للحفاظ على مستقبل وأمن إسرائيل.
قرار غلق السفارة الأمريكية فى مصر فى مثل هذة الأجواء السياسية الملتهبة يجعلنا نقلق ونخشى من حدوث موجات عنف تنتشر فى مصر فى الأيام المقبلة.
dreemstars@gmail.com