رئيس التحرير
عصام كامل

الكاتب فتحي إمبابي الفائز بـ"ساويرس الثقافية": كنت فاقدا الأمل فى الجوائز.. والتجاهل المستمر لأعمالي دفعني للاستمرار بالكتابة (حوار)

الكاتب فتحي إمبابي
الكاتب فتحي إمبابي أثناء تسلم الجائزة - فيتو

>> روايتي الفائزة  "رقص الإبل" تحكي تاريخ القبائل الرعوية في السودان

>> أزمتي ليست في الجوائز لكن في النشر والنقد والإعلام والدعاية وغيرها

>> ترشحت لجائزة الدولة التقديرية العام الماضي ولم أحصل عليها

>> آخر جائزة كبيرة حصدتها كانت "الدولة التشجيعية" عام 1994 وجائزة من اتحاد كتاب مصر

>> فن الرواية في القرن الواحد والعشرين موجه للجمهور وليس للمؤسسات الثقافية والسلطة 
>>  إذا آمن الكاتب أنه مميز ورائع يكون انتهى وقليل من الشك يشفي العقل

>> لا يصح أن تكون الرواية عملًا تاريخيًا مخضًا ولكن يجب أن تحمل أبعادا تاريخية

 

حصد الكاتب فتحي إمبابي جائزة ساويرس الثقافية في فرع الرواية لكبار الأدباء، وذلك عن روايته «رقص الإبل» والصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، حيث نالت الرواية إشادات كبيرة وقت طرحها، واختارتها لجنة تحكيم الروايات بالجائزة لتكون الرواية الفائزة لهذا العام.

«فيتو» حاورت الكاتب فتحي إمبابي، حيث كشف عن العديد من جوانب رحلته الأدبية، بالإضافة إلى كواليس كتابة روايته «رقص الإبل»، وعن مشروع «خماسية النهر» الذي يواصله.. وإلى نص الحوار:

 

*بداية.. كيف استقبلت فوزك بجائزة ساويرس الثقافية فرع الرواية لكبار الأدباء هذا العام ؟

في الحقيقة، كان أمرا في غاية الدهشة أن أحصل على تقدير من جائزة كبيرة كجائزة ساويرس الثقافية في وقت مر علي وأنا أقول في نفسي أنني بعيد عن الجوائز تماما، خاصة أنني لم أحصد جائزة الدولة التقديرية العام الماضي وقد رشحت لها، أغلقت هذا الباب، دون انتظار أي شيء، ولم أعد أهتم بذلك.
ولا أخفي عليك، فإن آخر جائزة كبيرة حصدتها كانت عام 1994 وهي جائزة الدولة التشجيعية، حصدت أيضا جائزة تميز من اتحاد كتاب مصر منذ سنوات قريبة.
لكن كتقدير كبير من مؤسسة كبيرة مثل ساويرس الثقافية فاجئني للغاية، وأسعدني، وجاءتني الجائزة من حيث لا أدري، ولذلك أتوجه بالشكر لكل القائمين عليها.

Advertisements

*هل الكاتب يدون أفكاره وإبداعاته فقط للجوائز والتقدير؟

لا ليس كذلك، لكن الكتابة أو فن الرواية في القرن العشرين والواحد والعشرين هو فن موجه للجمهور والناس بالأساس وليس موجه للمؤسسات الثقافية والسلطة، لكن تأثير التقدير تعود أهميته للسؤال المتواصل في وجدان الكاتب دائما وهو «هل أنا بعرف أكتب فعلا ولا لا؟.. هل استطيع إيصال افكاري والقضية التي أكتب عنها أو لا» هذا سؤال وجودي يظل يدور في ذهن الكاتب ولا ينتهي إلا بالموت، إذا آمن الكاتب أنه مميز ورائع يكون انتهى، وقليل من الشك يشفي العقل.

أما على المستوى الشخصي فإن التجاهل المستمر كان دافعا لي للكتابة، وأزمتي ليست في الجوائز لكن في أمور أخرى كالنشر والنقد والإعلام والدعاية وغيرها، وكل العقبات هذه كانت حافز قوي للاستمرار في الكتابة.

*ترتكز معظم كتاباتك على أمور وقضايا الهوية.. لماذا اخترت ذلك الطريق تحديدا؟

في الحقيقة قضية الهوية هي همي الأول، وبدأت عندي عندما كتبت رواية «نهر السماء» في ثمانينات القرن الماضي وأكملت بعدها بمجموعة من الروايات، وكان بحثي الدائم حول الشخصية المصرية وعبقريتها، شخصية المصري الذي عاش قرابة الـ 2000 عام تحت حكم امبراطوريات وجماعات وشعوب أخرى تلاشت مع مرور الزمن وبقيت الشخصية المصرية، وكيف عاشت  هذه الشخصية وتكيفت مع ظروف وتحديات جسام مرت على هذا الوطن، وكيف استطاعوا الابقاء على الجوهر الرئيسي لشخصيتهم دون أن يتم سلبهم كينونتهم.

ومن خلال بحثي في جذور الشخصية الوطنية المصرية، وجدت موضوعات وجوانب يجب إيضاحها للمتلقي والناس، المصريين فقدوا هويتهم أثناء فترة حكم الرومان، عندما تسلب المصري أرضه وتكون كلها تابعة للإمبراطور، بالإضافة إلى عدم التحاق المصريين بالجيش، كانت هذه المادة دسمة للغاية لأقدمها في روايتي «شرائع البحر المتوسط القديم»، والتي صدرت عام 2018.

والأدب يظل هو الأدب بالنسبة لي يأتي أولا، ثم قضايا الهوية، ثم التاريخ، وفي وجهة نظري لا يصح أن تكون الرواية عملًا تاريخيًا مخضًا وسرد تاريخ فقط، لكن الرواية تحمل موضوعات وأبعادًا تاريخية.

*حدثنا عن كواليس كتابتك لروايتك الفائزة بجائزة ساويرس «رقص الإبل»؟

البداية عندما انتهيت من كتابة روايتي «عتبات الجنة» ولاقت إشادات كبيرة، ودعتني كاتبة للقاء في دولة السودان حول الرواية، ومن هناك جائتني فكرة رواية «رقص الإبل» والتي تدور أحداثها في السودان في عصر سابق، حول العالم البكر الجميل للقبائل الرعوية هناك، ورحلة الرعي التي كانت تقوم بها القبائل هناك، وتتضمن قصص حب لم تكتمل بسبب تدخلات كبار العائلات، ثم تنتقل إلى أحداث الرواية إلى فترة بدء احتلال الإنجليز لمصر والسودان، والمعارك الضارية التي وقعت في السودان في الفترة من 1882 وحتى 1890.

هذه المعارك خاضها الجيش المصري الذي كان يضم عناصر وأعراق مختلفة من وادي النيل، وهو الجيش الذي وضع بذرته محمد علي باشا، وهو خليط متناسق وضم مصريين وسودانيين شماليين وجنوبين كلهم كانوا موحدين في كيان واحد قاوم الاحتلال في معارك كبيرة، وسقط مئات الشهداء منهم، ثم تتطرق الرواية إلى ما فعله الإنجليز حتى يتم فصل السودان عن مصر.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية
 

الجريدة الرسمية