خبير استراتيجي: السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية تتناقض مع سياستها الفعلية
قال الدكتور طارق فهمي، الخبير الاستراتيجى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن ما يجري على الأرض في الضفة يلغي عمليًا فكرة حل الدولتين رغم المناشدات الدولية لعبور أزمة الحرب الدائرة بقطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل، ويدفع هذا إلى البحث مجددًا عن بدائل قد تكون مقبولة في هذا الإطار، أو على الأقل إعادة تدوير فكرة الدولة ثنائية القومية أو الدولة متعددة الأعراق والإثنيات علي سبيل المثال.
الإدارة الأمريكية ليس لديها رفاهة الوقت للعمل على مقاربة أيديولوجية
وأكد في تصريح لـ “فيتو”، أن الإدارة الأمريكية ليس لديها رفاهة الوقت للعمل على مقاربة أيديولوجية في توقيت بالغ الأهمية، وفي ظل انشغالات الأمة الأمريكية في حدث الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعدم ووجود آليات للتعامل، أو في الأقل، البناء على ما قد يتم وفي ظل ما تواجهه إسرائيل من الداخل من تحديات حقيقية مؤثرة ومكلفة، مما قد يدفع الإدارة الأمريكية لتأجيل أي طرح. وفي ظل وجود تلال من الإشكاليات التي تواجه الإدارة الأمريكية الحالية لإعادة تدوير خيار حل الدولتين، وفي ظل تحركات إسرائيل لفرض استراتيجية الأمر الواقع وعدم تقبل أي طرح.
أمريكا وراء إفشال التحرك الفرنسي بمؤتمر باريس للسلام
وتابع الدكتور طارق فهمي: كان للسلوك الأمريكي دور لافت في هذا الإطار اعتمادًا على عدم السماح لأي طرف دولي مثل روسيا أو فرنسا بالعمل مجددًا في هذا الإطار.
لهذا أفشلت الولايات المتحدة التحرك الفرنسي ممثلًا بـ"مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط"، كما رفضت عقد "مؤتمر موسكو للسلام في المنطقة"، استنادًا إلى ما يجري من تطورات، بل وعطلت عمدًا "الرباعية الدولية"، لتنفرد بدور الوسيط المعني والمهم في هذا السياق من التطورات الكاشفة، والتي تعطي دلالات أن الولايات المتحدة تتبنى الموقف الإسرائيلي مع الاكتفاء بالطرح العام لحل الدولتين من دون مضمون حقيقي يمكن البناء عليه، مما سيبقي أي طرح في شأن الدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية مجمدًا، ومن خلال رواية مفادها أن الطرف المعني لا يريد التجاوب مع أي طرح، بل على العكس يمضي في سياق محدد، رافضًا أي مواقف أولية مع التوجيه بالتحرك في مسارات متعددة، مما قد يؤكد أن إسرائيل ليست جادة في تقبل أي طرح راهن، ولو على مستوى الاتصالات السياسية للتمهيد للخطوة اللاحقة المتعلقة باستئناف الاتصالات الرسمية والمفاوضات الجادة التي يمكن أن تقود إلى تحديد مستقبل الكيان الفلسطيني المستقل، وليس البقاء في دائرة السلطة الفلسطينية التي توجد على جزء من أرض فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر، وفي إشارة إلى أن الواقع الفلسطيني الراهن ما زال منقسمًا ما بين قطاع غزة ورام الله، مما قد يؤدي إلى استبعاد، ولو جزئي لفكرة كيان فلسطيني مستقل في الوقت الراهن.
الموقف الأمريكى لا يزيد عن التصريحات
وواصل حديثه، قائلا: إن ما طرحه الجانب الأمريكي في شأن خيار حل الدولتين مكرر ويمضي في سياقات تاريخية، ولعل التصريح الذي صدر عن إدارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر في شأن تقرير المصير للفلسطينيين، كان ذلك الذي أدلى به الرئيس كارتر في أسوان في 4 يناير (كانون الثاني) 1978، حيث تحدث عن حل المشكلة الفلسطينية بوجوهها كافة، ولا بد للمشكلة من أن تقر بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، ومن أن تمكن الفلسطينيين من المشاركة في تقرير مصيرهم الخاص كما أشار الرئيس الأسبق رونالد ريجان في سبتمبر 1982 عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.. وتحدث الرئيس جورج بوش الأب، في خطابه أمام اللجنة المشتركة للكونجرس في السادس من مارس 1991، عن حقوق الفلسطينيين السياسية المشروعة، ومع حدوث تطورات مفصلية مهمة تتعلق بالواقع السياسي والتاريخي لتأكيد خيار حل الدولتين كأساس للحل في المديين المتوسط والطويل الأجل، وذلك لإنهاء حالة التوتر الراهن في الشرق الأوسط، وأنه من دون حل حقيقي وجامع للواقع الفلسطيني الراهن لن يكون هناك استقرار سياسي يعم دول الإقليم بأكملها، ولعل هذا ما أكده الطرح المصري بأن الدولة الفلسطينية المستقبلية يمكن أن تكون منزوعة السلاح، مع وجود قوات أمن دولية موقتة لتحقيق الأمن لها ولإسرائيل.
تناقض الموقف الأمريكى
وأضاف الدكتور طارق فهمي، الخبير الاستراتيجى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: سيظل الموقف الفلسطيني من رؤية الدولة الفلسطينية مرتبطًا في الأصل برؤية تقوم على أن التصريحات في ما يتعلق بالسياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية تتناقض باستمرار مع السياسة الأمريكية الفعلية، فالولايات المتحدة تعارض المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة، لكنها تمول بناءها، وهي تسلم بأن للفلسطينيين حقوقًا سياسية مشروعة، لكنها ترفض أبسط حقوقهم، وليس فقط الدولة الفلسطينية، أو أي كيان مستقل، وعلى رغم ذلك لن يكون في وسع إدارة بايدن أن تمضي إلى ما لا نهاية في منع الشعب الفلسطيني من إقامة دولته، ولا يمكن لإسرائيل أن تتمتع بالأهمية الاستراتيجية نفسها بالنسبة إلى مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد نهاية الحرب الحالية في غزة، كما أن اعتراف "منظمة التحرير" بحق إسرائيل في الوجود، وقبولها قرار مجلس الأمن 242، ونبذها الإرهاب، صعب على الولايات المتحدة الإمعان في تأييد إسرائيل على طول الخط، ولكن مع استمرار الحرب في غزة فإن الأمر سيختلف، وسيتطلب مراجعة لمجمل السياسات الأمريكية بما في ذلك الشروع في تبني موقف راسخ قد يترجم ما تم إقراره في الخطاب الرسمي للولايات المتحدة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.