رئيس التحرير
عصام كامل

صحفيون في "سلخانة الإخوان".. مسيرات الجماعة تتحول لـ"كمين" لاصطياد الصحفيين.. أنصار المعزول يختطفون محررى "فيتو" و"اليوم السابع".. "ممتاز" يكشف ساعات الرعب بـ"النهضة".. وإدانة واسعة للتعذيب الإخوانى

محمد ممتاز المحرر
محمد ممتاز المحرر بجريدة "فيتو"

أثار اعتداء الإخوان وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، على الزميل محمد ممتاز، المحرر بقسم الحوادث بـ "فيتو" بمحيط اعتصام النهضة ردود أفعال واسعة، وأعاد إلى الأذهان سلسلة الاعتداءات على الصحفيين أثناء قيامهم بعملهم المهنى، مثلما حدث مع الحسينى أبو ضيف، شهيد الصحافة المصرية، في أحداث الاتحادية الأولى، ما يؤكد أن الجماعة الإرهابية تهدف إلى إسكات أصوات الحقيقة، التي تكشف كذبهم، وتفضح جرائمهم.

وكانت جماعة الإخوان قد دعت اليوم إلى عدة مسيرات من أماكن مختلفة لتنضم إلى اعتصامى رابعة العدوية والنهضة إلا أن مسيرتهم التي انطلقت من أمام مسجد مصطفي محمود تحولت من مجرد مسيرة إلى "كمين" لاصطياد الصحفيين.

وكان الزميلان محمد ممتاز المحرر بجريدة "فيتو" والزميله أية حسن المحررة بـ"اليوم السابع" مكلفين بتغطية المسيرة الإخوانية، وأثناء انطلاق المسيرة قام الزملاء بأخبار إدارة جرائدهم أن هناك أمر غريب يحدث، وأن هناك من يتابعهم ويتابع اتصالاتهم أثناء تواجدهم وسط أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.. وعقب ذلك كان الزميلان على موعد مع ساعات عصيبة ومؤلمة نفسيًا وجسديا، وفوجئ الزميل محمد ممتاز بـ3 أشخاص من أنصار المعزول يمسكون به، وبدون أي مقدمات تعدوا عليه بالضرب وسرقوا حافظة نقوده وخلعوا عنه قميصه.

وحسب رواية "ممتاز" تم اقتياده من قبلهم في سيارة وذهبوا به إلى اعتصام النهضة، وكبلوا يديه وراء ظهره واتهموه بالعمالة والخيانة ضد مرسي ووصل بهم الأمر بالاعتداء عليه بدبشك فرد خرطوش على رأسه. 

ولم يختلف الأمر مع الزميلة آية حسن التي اقتادوها من وسط المسيرة إلى مقر الاعتصام واعتدوا عليها بالضرب وبالشتائم لما يزيد عن 4 ساعات متواصلة نتيجة قيامها بعملها وتغطية أحداث المسيرة.

وتوالت ردود الأفعال حول ما تعرض له الصحفيون في "سلخانة" الإخوان باعتصام النهضة.. قال الكاتب الصحفي جمال عبد الرحيم، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن الاعتداءات المتكررة على الزملاء الصحفيين والإعلاميين من جانب أنصار جماعة الإخوان أثناء ممارستهم لعملهم المهني "أمر مؤسف وغير مقبول ويعتبر ضمن الأعمال الإرهابية للجماعة".

وأضاف عبدالرحيم أن ما حدث اليوم من اعتداء على الزميل محمد ممتاز المحرر بجريدة "فيتو" والزميلة آية حسن المحررة بجريدة "اليوم السابع" بعد اختطافهما إلى ميدان النهضة، هو استمرار للحملة الشرسة التي تشنها الجماعة على الصحفيين في الآونة الأخيرة بهدف إرهاب الزملاء ومنعهم من أداء عملهم المهني.

وأكد الكاتب الصحفي عصام كامل، رئيس تحرير جريدة "فيتو"، أن عناصر من جماعة الإخوان، اختطفوا الزميل محمد ممتاز، داخل سيارة "فاميه" أثناء تغطيته مسيرة مؤيدة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بميدان مصطفى محمود بالمهندسين، وقاموا بتعذيبه لمدة 4 ساعات بطريقة ممنهجة، ثم قاموا بسكب الماء المثلج على مناطق الضرب لإخفاء آثار التعذيب ولكنها ظهرت عليه بشكل واضح.

وأضاف "كامل" أن الخاطفين قاموا بتصوير "ممتاز" عاريا وأخذوا هاتفه المحمول وبطاقته وهددوه بأنه إذا فضح أمرهم، فسوف يقومون بالتعدي عليه وعلى أسرته، خاصة وأنهم أصبحوا يعلمون عنوانه بالكامل.

وتابع: "فور وصول الصحفي إلى الجريدة في حالة صحية سيئة، توجهنا به إلى مستشفى مصر الدولي لإسعافه، ولكن أطباء المستشفى الذين تبين أنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان رفضوا إسعافه، وحالوا احتجازه، ما دفعنا إلى نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة.

وأشار "كامل" إلى أن هذه الحالة لم تكن الأولى التي يتعرض خلالها محررو "فيتو" للاعتداء، فقد سبق وأن تم التعدي على 3 منهم قبل "ممتاز" وأن الأمر بدأ منذ عامين، عبر الاعتداء على مراسل الجريدة بالإسكندرية والبحيرة، وعلى الزميلة إنجي عماد، إلا أن ماحدث مع ممتاز كان الأكثر عنفًا وشراسة.

وتري الكاتبة الصحفية عبير سعدي، عضو مجلس نقابة الصحفيين، أن اعتداءات الإخوان على الصحفيين ممنهجة وليست محض صدفة.

وشددت على أن ما حدث للزميل محمد ممتاز المحرر بجريدة "فيتو" والزميلة آية حسن المحررة بجريدة "اليوم السابع" واختطافهم أثناء تغطية مسيرة أنصار المعزول بميدان مصطفى محمود، يؤكد أننا أمام جرائم مخططة سلفا ترتكب بحق الصحفيين.

وتساءلت سعدي: "كيف يشكو الإخوان من أداء وسائل الإعلام وعن أي تعتيم إعلامي يتحدثون، وهم يتعدون على الصحفيين بهذا الشكل؟".

وأشارت إلى أن نقابة الصحفيين قد تلقت في الآونة الأخيرة عدة طلبات من الصحفيين الميدانيين، يطالبون فيها بإصدار بيان عن مجلس النقابة يطالب الصحف المصرية بوقف التغطية الإخبارية لاعتصام النهضة، لما يتعرضون له من مخاطر كبيرة.

ومن جانبها قالت حنان فكري، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن ما حدث اليوم مع الزميلين محمد ممتاز الصحفي بـ"فيتو" وآيه حسن الصحفية باليوم السابع، هو عنف ممنهج منذ بداية عهد تولي المعزول للحكم وحتى الآن، وكانت البداية ما حدث للزميل الشهيد الحسينى أبو ضيف والذي قتل على أيديهم في أحداث قصر الاتحادية.

وأضافت حنان فكري في تصريح خاص لـ"فيتو" أن أنصار المعزول يحاولون بشتى الطرق منع وصول الحقيقة للشعب المصري، متوقعة أن الفترة القادمة سوف تشهد استهداف أكبر من الإخوان للصحفيين، كمحاولة انتقام منهم لكشفهم حقيقة هذه الجماعة منذ بداية توليها للسلطة.

وأشارت إلى أن تعاملهم مع الصحفيين الأجانب مختلف تمامًا فهم يستقوون بالخارج، ويستضيفون هؤلاء الصحفيين لكى ينقلوا الصورة من وجهة نظرهم، بعكس ما يحدث مع الصحفيين المصريين الذين يخفون هويتهم من الإخوان خشية البطش بهم.

وأكدت أن النقابة سوف يكون لها رد قوى على ما حدث للزميلين ولن تتهاون في حق أي صحفي.

وأدانت الجمعية المصرية لمساعـدة الأحداث وحقوق الإنسان (EAAJHR) فرع الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال DCI بمصر، تعدى أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي على الصحفى محمد ممتاز، المحرر بقسم الحوادث بـ "فيتـو" وذلك أثناء تغطيته مسيرتهم المنطلقة من مسجد مصطفى محمود إلى مقر اعتصام النهضة.. وقيامهم باختطافه داخل سيارة فور علمهم بطبيعة عمله، وتعدوا عليه بالضرب وأصابوه بجروح بالغة في الوجه والضلوع.

وقال المحامى والناشط الحقوقى محمود البدوى، رئيس الجمعية، إن ما تم من وقائع تعدٍ على الصحفيين وتهديدهم بالإيذاء هو مؤشر غاية في الخطورة، ويهدد حرية الرأى والتعبير التي نادت بها الثورة المصرية كأحد مكتسباتها، التي لا يمكن التنازل عنها تحت وطأة إرهاب الجماعة الفاشية.

وأضاف البدوى أن تلك الواقعة تمثل تعـديًا سافرًا وصارخًا على حرية الرأى والتعبير التي جاءت بمواد الدستور المصرى، الذي أكد حرية الرأى والتعبير أثناء ممارسة العمل الصحفى.

وأكد "البدوى" أن الجمعية أعلنت تبنيها لقضية الصحفى المعتدى عليه وتقديم كل أشكال الدعم القانونى له، مطالبا نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة بضرورة الانحياز إلى جانب حرية الرأى والتعبير، واتخاذ موقف واضح في حماية حقوق أصحاب الرأى وفرسان الكلمة، وحاملى مشاعل الحقيقة من صحفيين وإعلاميين شرفاء.

الجريدة الرسمية