الصداقة ركن أساسى فى حياة طفلك
تعد الصداقة ركنا أساسيا فى حياة الأطفال، خاصة فى مرحلة الطفول المبكرة وحتى مرحلة المراهقة، إلا أن ظروفا قد تعترض استمرار هذه الصداقة بشكل يتسبب فى عناء نفسى للطفل والأسرة، بشكل يتطلب من الأب والأم شيئا من الصبر والتعرف على بعض الأسس التربوية.
أوضح محمود أمين خبير التنمية البشرية والعلاقات الأُسرية أن هذا التأثير السلبى على نفسية الطفل يعود فى علم الاتصال للأنظمة التى تحدد شخصية كل إنسان، فهناك ثلاث أنماط للشخصية، الحسية والبصرية والسمعية.
فإذا كان الطفل "بصرى" يكون من السهل تكيفه مع التغيرات البيئية سواء من مدرسة لأخرى، أو من مكان سكن لآخر، فهو شخصية منطلقة يسعى دائما لتكوين صداقات جديدة.
أما الأطفال الحسيون فيعتمدون أكثر على المشاعر، لذا تجد أن أصدقاءهم قليلون فى الأساس، وبالتالى يصعب عليهم جدا تقبل الانفصال عن أصدقائهم، أو حتى التفكير فى الارتباط بأصدقاء جدد.
ويوضح "أمين" أن الطفل الحسى صادق المشاعر ولا يمكن إلهاؤه عن أصدقائه، لنجده يشعر بوحدة فى البداية، وهنا يظهر الدور المحورى لأولياء الأمور فى تفهم هذه المرحلة الحرجة والتى تتدخل كثيرا فى بناء شخصية الطفل مع الشعور بالأمان والاستقرار.
وفى اليوم الأول لتغيير البيئة لابد من تواجد الأب واصطحابه ليعرفه على أصدقائه الجدد، حتى يشعر بالأمان أكثر، كما يجب أن يحتفظ بصوره مع أصدقائه، ويساعدوه على الاتصال الدائم، ووعد الطفل بأن تكون رؤية أصدقائه مكافئة له على التزامه فى الإجازة، مع تجهيز غرفة جديدة يختارها بنفسه، والتحاور معه بشكل إيجابى لينشأ إنسان يعى جيدا أن الله يكافئنا على العمل الصالح.
ويتابع: تكمن المشكلة حينما يكون الطفل حسيا والآباء بصريين، هنا يمكن أن يسخر الأب من مشاعر ابنه أو لا يوليها الاهتمام اللازم، أو تغضب الأم لمجرد أن ابنتها تبكى.
ويؤكد خبير العلاقات الأُسرية أن هذا البكاء له دلالات اجتماعية رائعة، فهو دليل على ارتباط الطفل بأصدقائه الذين يفهمونه، فإذا تقرب منه الأب والأم وأولوه الحب والحنان وساعدوه على التعرف على صداقات جديدة بشكل تدريجى فستمر هذه المرحلة بأمان.
أما الطفل السمعى فعنده مشكلة أنه تابع وليس قائدا، وبالتالى عندما ينتقل لمكان آخر يكون أسهل من الحسى وأصعب من البصرى، ويكون أقل تأقلما وفى الأساس طبعه أنه يكون شخصا منزويا، وليس له أصدقاء بشكل عام، وبالتالى فإن تأثير التغيرات الاجتماعية لا تؤثر بشدة عليه.
ويوضح "أمين" أن شخصية الطفل تتكون من الميلاد وحتى 7 سنوات ويكون مجرد مستوعب، ومن 7 – 14 -20 ينتقل لمرحلة الاختيار ويكون له اختيارات معينة، وبالتالى فإن أصعب مرحلة عمرية يبتعد فيها الطفل عن أصدقائه هى المرحلة الابتدائية، لكن بالثقة بالله، والتفهم والصبر والحنان المُقنن نعبر المرحلة بأمان.