الضيف الثقيل.. التحالف الدولى فى العراق مرفوض من أصحاب الأرض.. بغداد تطالب برحيله وواشنطن تتمسك بالبقاء.. وطوفان غضب غزة يهز قواعده
وضعت التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط بعد اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في غزة، العراق على غرار دول عربية عدة بالمنطقة، في قلب التداعيات الإقليمية لهذا النزاع الدموي الذي خلّف حسب آخر حصيلة مقتل أكثر من 23 ألف شخص في غزة.
ومنذ تفجر الصراع الذي لا يبعد مركزه سوى نحو ألف كيلومتر من بغداد، باتت السفارة الأمريكية وأيضا قواعد التحالف الدولي بقيادة واشنطن المتواجد منذ 2014 لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومنع عودته، هدفا لهجمات متكررة.
تبنى معظم تلك الهجمات التي تشن غالبا بواسطة الصواريخ وأيضا الطائرات المسيّرة، ميليشيات شيعية سابقة باتت تنضوي اليوم تحت لواء القوات النظامية. وهي تحالف فصائل "المقاومة الإسلامية في العراق" والتي تجمع تنظيمات حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي. تندد هذه الفصائل بالدعم الأمريكي للدولة العبرية في حربها على حركة حماس.
مطالب بإنهاء التحالف الدولي فى العراق
وفي الـ 5 من يناير الجاري، أعلنت بغداد، تشكل لجنة ثنائية مع الولايات المتحدة، مهمتها تحديد ترتيبات إنهاء مهمة التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، الذي تقوده واشنطن، في العراق.
جاء تشكيل اللجنة بعد يوم من استهداف طائرة مسيرة مقرا لـ"حركة النجباء"، التي تنضوي ضمن فصائل "الحشد الشعبي"، مما أسفر عن مقتل المسؤول العسكري البارز للحركة، طالب علي السعيدي الملقب بـ"أبو تقوى". وقتل إثر الضربة أيضا عناصر آخرون، حسبما ذكر مقربون من "النجباء".
وقال مسؤول في "البنتاجون" آنذاك إن الولايات المتحدة "تواصل اتخاذ إجراءات لحماية قواتها في العراق وسوريا، ومن خلال معالجة التهديدات التي تواجهها".
ووصف العراق هذه الغارة بأنها اعتداء على سيادته، في حين عدتها الولايات المتحدة دفاعا عن النفس وردا على الهجمات التي تشنها "المقاومة الإسلامية في العراق" وفصائل أخرى على قواعد تضم قوات أميركية في العراق وسوريا.
لجنة ثنائية لتحديد ترتيبات إنهاء مهمة التحالف الدولي
وأعلنت رئاسة الوزراء في العراق أن الحكومة شكلت لجنة ثنائية لتحديد ترتيبات إنهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في البلاد، وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني: "إننا بصدد تحديد موعد بدء الحوار من خلال اللجنة الثنائية التي شُكلت لتحديد ترتيبات انتهاء هذا الوجود، وهو التزام لن تتراجع عنه الحكومة، ولن تفرط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على أرض وسماء ومياه العراق".
ولفت السوداني -خلال تشييع جثمان القيادي بحركة النجباء إلى أن "العراق تربطه مع واشنطن اتفاقية شراكة إستراتيجية وعلاقات دبلوماسية، وبهذا تم خرق المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية، وما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة من المساواة في السيادة بين الدول، وحظر استخدام القوة في العلاقات الدولية" مضيفًا أن "العراق خسر رجلا كان همه طوال سنوات عمره أن يكون العراق حرا مستقلا".
وأوضح السوداني أن المنطقة تعيش في وضع محتقن منذ 7 أكتوبر الماضي "بسبب السياسات العدوانية والإجرامية التي تمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة والأراضي المحتلة".
الولايات المتحدة ترفض الانسحاب من العراق
بدورها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها لا تخطط حاليا لسحب قواتها من العراق على الرغم من إعلان بغداد قبل أيام أنها بدأت إجراءات لإنهاء وجود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية عقب ضربات أمريكية أسفرت عن مقتل قيادي في الحشد الشعبي.
وقال المتحدث باسم البنتاجون باتريك رايدر في إيجاز صحفي- إنه ليس لديه علم بأي خطط للانسحاب من العراق، مضيفا أن القوات الأمريكية المشاركة في التحالف تواصل التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم الدولة.
وأضاف رايد أنه لا يعلم كذلك بأي إخطار من بغداد للبنتاجون بشأن قرار سحب القوات الأمريكية، مشيرا إلى أن هذه القوات موجودة في العراق بدعوة من الحكومة هناك.
بدوره، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني علي موقف بلاده الثابت بإنهاء وجود التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بعد انتهاء مبررات وجوده، حسب تعبيره.
العراق يمثل أهمية استراتيجية كبيرة لدى واشنطن
من جانبها، قالت السفيرة الأمريكية في بغداد ألينا رومانوسكي، في لقاء خاص مع شبكة «سكاي نيوز»، إن الولايات المتحدة "لن ترحل عن المنطقة"، مؤكدة أن العراق يمثل أهمية استراتيجية كبيرة لدى واشنطن، وأن العراقيين لا يريدون دولة تسيطر عليها ميليشيات.
وأضافت ألينا رومانوسكي: "قبل نحو عام، وبالضبط في يوليو الماضي، زار الرئيس الأمريكي جو بايدن السعودية، والتقى بزعماء المنطقة، وأوضح بشكل جلي أن الولايات المتحدة لن ترحل عن المنطقة، فهي تعتبرها ذات أهمية استراتيجية، وتربطنا علاقات قديمة وطويلة في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم".
وتابعت: "عملنا مع شركائنا في المنطقة لوقت طويل من أجل مواجهة عدد من التحديات، خصوصا لوضع حد لمختلف الأزمات في المنطقة. واضح إذن أن الولايات المتحدة ستظل موجودة بالمنطقة وستبقى مهتمة بتعميق شراكاتها مع دولها، خصوصا مع العراق".
وفيما يتعلق بالوضع في العراق، ورغبة الشعب في الاستقرار، زعمت: "عندما أخرج وأتحدث إلى العراقيين، يتبين لي بوضوح شديد أنهم لا يريدون دولة تسيطر عليها الميليشيات، بل يريدون نزع السلاح من أيدي الميليشيات وإعادتها للدولة، لذلك، مهما تكن طبيعة علاقة رئيس الوزراء مع هذه الجماعات المسلحة والفصائل، فإن الهدف يجب أن يبقى منصبا على ضمان تمتع العراق بالاستقرار والأمن، وهو هدف منوط تحقيقه برئيس الوزراء.. وهذا الاستقرار ستستفيد منه حتما الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.. جميعنا لا يمكننا جلب الأعمال والانخراط على نطاق أوسع إذا لم يكن هناك استقرار وأمن في العراق".
معلومات عن التحالف الدولي في العراق
قوات التحالف الدولي في العراق هي قوات عسكرية مكونة من عدة فرق عسكرية من دول العالم المختلفة تقوده الولايات المتحدة ويضم دولا أخرى مثل فرنسا وإسبانيا وبريطانيا، وقد أنشئ عام 2014 لمكافحة تنظيم الدولة الذي كان يسيطر على مساحات كبيرة من العراق وسوريا. وتعد واشنطن صاحبة أكبر عدد للقوات داخل التحالف.
وتنشر الولايات المتحدة 900 جندي في سوريا، و2500 جندي على الأراضي العراقية ضمن قوات التحالف التي تقدم المشورة والمساعدة للقوات المحلية من أجل منع عودة تنظيم داعش الذي سيطر عام 2014 على مساحات كبيرة من الأراضي في البلدين قبل هزيمته.
ومنذ تفجر الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، تعرض الجيش الأميركي بالفعل لأكثر من 120 هجوم على الأقل من فصائل مسلحة في العراق وسوريا عبر مزيج من الصواريخ والطائرات المسيرة الملغمة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.