بعد 100 يوم من حرب غزة هل تغير إسرائيل أهدافها في الحرب؟ الدكتور طارق فهمي يجيب
قطاع غزة، قال الدكتور طارق فهمى،الخبير الاستراتيجي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة بعد مرور 100 يوم من الحرب على قطاع غزة سيظل السؤال المطروح: ماذا عن الخيارات والبدائل التي تملكها إسرائيل للتعامل مع القطاع بعيدًا من المزايدات الإعلامية والشو السياسي والإعلامي الذي تجاوزته أطراف المواجهة المباشرة، سواء كانت السلطة الفلسطينية - حماس أو إسرائيل، وغير المباشرة، التي تتمثل في الولايات المتحدة وإيران والأطراف الوكيلة التي تعمل في المشهد، سواء كانت الفصائل الفلسطينية في لبنان والعراق وفي سوريا، إضافة إلى قوات "حزب الله" والميليشيات الحوثية.
قطاع غزة، وأضاف فهمى لفيتو: "هذا يؤكد أننا الآن في مرحلة انتقالية وصعبة، وترتبط بالفعل بالترتيبات الأمنية والاستراتيجية الجاري التخطيط والتنفيذ لها في الفترة الراهنة، وتجاوز ما هو قائم من خيارات، بمعنى الانتقال من الأقوال والتصريحات إلى الأفعال وتخطط الحكومة الإسرائيلية في الوقت الراهن للانتقال إلى مرحلة أخرى من المواجهات في قطاع غزة، وهو ما يشير إلى أن المرحلة الحالية سترتبط بعدة خطوات".
الخطوات القادمة
وأشار إلى أن الخطوة الأولى العمل في عمق القطاع مباشرة من خلال خط تواصل استراتيجي ممتد يستهدف تقليص مساحة القطاع من الشمال، ومن مناطق التماس سواء من الشمال إلى شرق ووسط إلى الجنوب، وأن كانت هناك تباينات عديدة حول مساحة هذه المنطقة المحددة، التي قد توفر الأمن الاستراتيجي المنشود لإسرائيل في الأقل في المدى المتوسط، خاصة أن إسرائيل لا تريد أن يتكرر مشهد السابع من أكتوبر مرة أخرى، سواء من القطاع أو من الشمال، مع توجيه رسائل تطمينات إلى المستوطنين الذين هددوا بإحداث قلاقل في الساحة السياسية، ودفع الحكومة إلى تبني إجراءات وتدابير مختلفة، وإلا فإن الأمر سيكون كارثة على إسرائيل.
في تبني مقاربة للاعتماد على القبائل والعشائر الفلسطينية
وأضاف: "أما الثانية، الانتقال إلى تبني إجراءات تنفيذية في الداخل، من خلال الاستمرار في تبني مقاربة للاعتماد على القبائل والعشائر الفلسطينية المتعاملة. ومن ثم، فإن الحديث عن دخول عناصر من السلطة الفلسطينية أو قوة فلسطينية تتبعها ما زال مستبعدًا، وهو ما سيعني في محصلته عدم القبول بحلول وقتية، مثلما طالب وزير الخارجية بلينكن أخيرًا.
وتابع: "في ظل خيارات صعبة وغير مؤثرة تؤكد أن السلطة الفلسطينية لا تحظى فقط وإلى الآن إلا بدعم دولي وعربي لافت، وإن كانت إسرائيل لا تزال ترى أن السلطة أضعف من إدارة الأوضاع في القطاع، وفي ظل حالة عدم الاستقرار التي تعم قطاع غزة، بل والضفة الغربية أيضًا، وعدم وجود فرص حقيقية للاستقرار السياسي، أو الاستراتيجي، مما قد يضع الجميع في مساحة من عدم الاتفاق.
تقليص المقاومة الفلسطينية
وأردف:" الثالثة، ثبت جليًا أن القدرات الإسرائيلية العسكرية الكبيرة قد أدت بالفعل إلى تقليص المقاومة الفلسطينية بصورة كبيرة، وهدم القطاع وضرب بنيته الاقتصادية بصورة كاملة مما سيعوق الحياة فيه، ومن ثم فإن الحديث عن عودة سكان الشمال كلام مرسل، ولا معنى له، وأنه غير منطقي رغم ما تطرحه الولايات المتحدة من خيارات موقتة، وغير دائمة، وفي ظل تحفظات أميركية بالغة بأن الاستمرار في خط المواجهات مع المقاومة لن يكون مجديًا، بل وسيكون مكلفًا لإسرائيل بالفعل، وأن عليها مراجعة مجمل السياسات الراهنة بأكملها.
تدابير عاجلة
وأكد فهمي أنه يجري الحديث الإسرائيلي هنا عن إجراءات عامة وعمليات نوعية، وتخفيض مستوى الاستهداف للعناصر الفلسطينية، بخاصة في المستوى الميداني، والاكتفاء باستهداف العناصر التابعة لقوات "حزب الله".
واستطرد: "هذا الأمر يفسر أسباب توقف إسرائيل عن استهداف قيادات ميدانية أخرى من المقاومة الفلسطينية، بعد تصفية القيادي صالح العاروري، والاكتفاء باغتيال قيادات من "حزب الله"، خاصة أن المستوى السياسي حذر بالفعل من الذهاب إلى استراتيجية الحسم أو الخيار شمشون، مما قد يؤدي إلى جر إسرائيل وحلفائها إلى مساحات أخرى من المواجهات. وهو ما يفسر توسيع نطاق العمليات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي من جانب، والفصائل العراقية والسورية، واشتعال جبهة "حزب الله" تدريجًا، مما قد يؤدي إلى مواجهات إقليمية دولية، بعد أن بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا في توجيه ضربات في اليمن، مما يؤكد أن استراتيجية الولايات المتحدة دفع إسرائيل إلى التهدئة، والشروع قدمًا في تبني إجراءات عاجلة في عمق القطاع، وحسم مستوى النار، وهو مما يؤكد أن إسرائيل في طريقها إلى تخفيض مستوى المواجهات تحسبًا لسيناريوهات تطول المصالح الغربية عامة والأميركية، بخاصة مما تتطلب مراجعات وسياسات جديدة خلال المدى القصير.
الاتجاهات المطروحة
واختتم حديثة قائلا: "في ظل ما يجري، فإن الحكومة الإسرائيلية ستعتمد عدة خيارات محددة ومنضبطة، أهمها التسريع بمستوى الإنجاز الاستراتيجي من يناير إلى مارس، وخلال الأشهر الثلاثة الأولى ستتجه إلى اعتماد استراتيجية الجزم أولًا بالذهاب إلى حل سياسي وأمني، تشارك فيه الدول المعنية، على رأسها مصر. وقوات متعددة الجنسيات والولايات المتحدة وربما ألمانيا والنرويج كأطراف وسيطة مع تأجيل التعامل مع ما تبقى من المقاومة الفلسطينية، على اعتبار أن هذا الأمر مسؤولية دولية، ومن خلال دور عربي وفلسطيني بالأساس.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.