رئيس التحرير
عصام كامل

خسائر بتريليونات الدولارات.. خطورة اندلاع حرب بين الصين وتايوان على الاقتصاد العالمي

أزمة مضيق تايوان،
أزمة مضيق تايوان، فيتو

 في ظل الصراع المتزايد بين الصين وتايوان، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية التي أجرتها الجزيرة التايوانية، والتي أسفرت عن فوز المرشح الذي يدعم استقلال تايبيه عن بكين، ظهرت تقارير تحذر من خطورة نشوب حرب بين البلدين وتأثيره المدمر على الاقتصاد العالمي.

تأثير أزمة تايوان على الاقتصاد العالمي 

وكشف تقرير لـ بلومبرج إيكونوميكس أن  سيناريو الحرب في تايوان يكلف  الاقتصاد العالمي ما يعادل نحو 10 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ما يوازي 10 تريليونات دولار، وبالتالي فإن جميع الأطراف لديها الأسباب التي تجعلها تفكر مرارًا قبل المخاطرة بتلك الحرب.
وأكد التقرير أن الاقتصاد العالمي سيتعرض لضربة قوية  في حال نشوب حرب بين الصين وتايوان، نظرا لأنهما قوة اقتصادية كبيرة في العالم.

 


وتعتبر تايوان من أقوى اقتصادات العالم وذلك يرجع إلى  القوة التي تتمتّع بها تايوان في عالم الرقائق، إلى أنها موطن لشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (TSMC) وهي أكبر شركة لصناعة الرقائق في العالم، إذ تستحوذ على أكثر من 50 بالمئة من الإنتاج العالمي للرقائق العادية ومتوسطة القوة، كما تستحوذ الشركة على أكثر من 90 بالمئة من الإنتاج العالمي للرقائق فائقة التطور.

اقرأ أيضا 

أزمة الصين وتايوان بعد فوز لاي تشينج- تي.. بكين تتأهب لغزو الجزيرة بعد فوز مرشح الحزب الحاكم.. وأمريكا تمسك العصا من المنتصف

وتجدر الإشارة إلى أن شركة  TSMC التايوانية الوحيدة القادرة حاليًا على إنتاج رقائق فائقة التطور، بدقة 3 نانوميتر بكميات تجارية والتي هي أسرع بنسبة تفوق الـ 60 بالمئة، مقارنة بالأجيال السابقة من الرقائق، بدقة 5 و4 نانوميتر، حيث أن التقدم السريع الذي تحققه TSMC، في تطوير الرقائق يضع هذه الصناعة تحت السيطرة التامة لتايوان.

احتمالية اندلاع حرب بين الصين وتايوان 

واشارت بلومبرج إيكونوميكس إلى أن  الثقل الاقتصادي والعسكري المتزايد للصين، والشعور المتزايد بالهوية الوطنية في تايوان، والعلاقات المتوترة بين بكين وواشنطن، كلها أمور تعني أن الظروف الملائمة لحدوث أزمة أصبحت قائمة.

شركة الرقائق التايوانية،  فيتو


وبعد نتائج الانتخابات التي أجريت  في تايوان في الثالث عشر من يناير الجاري والتي تشكل "نقطة اشتعال محتملة". قليلون وضعوا احتمالًا كبيرًا لـما وصفوه بـ "غزو صيني وشيك"، بحسب تقديرات الوكالة.

ويضع خبراء الأمن القومي في البنتاجون، ومراكز الأبحاث في الولايات المتحدة واليابان، والشركات الاستشارية العالمية، سيناريوهات مختلفة لتلك المخاطر.
 
الخطر العالمي لحرب تايوان
وأشارت العديد من التقارير إلى  أن حرب تايوان يمكن أن يكون لها تأثير أكبر على الناتج المحلي الإجمالي العالمي مقارنة بالصدمات الأخيرة الأخرى.

حرب تايوان،  فيتو



وأوضحت التقارير أن الاهتمام بأزمة تايوان من جانب الشركات متعددة الجنسيات التي يقدم لها المشورة زاد منذ الحرب في أوكرانيا في فبراير من العام 2022، موضحًا أن هذا الملف يأتي في 95 بالمئة من المحادثات.

وتجدر الإشارة إلى أن  تايوان تصنع  معظم أشباه الموصلات المتقدمة في العالم، والعديد من الرقائق المتطورة أيضًا على الصعيد العالمي، يأتي 5.6 بالمئة من إجمالي القيمة المضافة من القطاعات التي تستخدم الرقائق كمدخلات مباشرة - ما يقرب من 6 تريليون دولار

ويبلغ إجمالي القيمة السوقية لأفضل 20 عميلًا لشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات العملاقة للرقائق حوالي 7.4 تريليون دولار. ويعد مضيق تايوان أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم.

 

سيناريوهان أساسيان للحرب 

وضعت بلومبيرج إيكونوميكس نموذجين لسيناريوهين عن حرب تايوان:

الهجوم الصيني الذي يجر الولايات المتحدة إلى صراع محلي.الحصار الذي يقطع تايوان عن التجارة مع بقية العالم.

ويتم استخدام مجموعة من النماذج لتقدير التأثير على الناتج المحلي الإجمالي، مع الأخذ في الاعتبار الضربة التي تلقتها إمدادات أشباه الموصلات، وتعطيل الشحن في المنطقة، والعقوبات التجارية والرسوم الجمركية، والتأثير على الأسواق المالية.

وبالنسبة للأطراف الرئيسية، والاقتصادات الكبرى الأخرى، والعالم ككل، فإن الضربة الأكبر تأتي من أشباه الموصلات المفقودة، وخطوط المصانع التي تنتج أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والأجهزة اللوحية، والهواتف الذكية - حيث الرقائق المتطورة في تايوان هي "المسمار الذهبي" الذي لا يمكن استبداله. كما أن قطاع السيارات والقطاعات الأخرى التي تستخدم الرقائق ذات الجودة المنخفضة ستتعرض لضربة كبيرة أيضًا.

وتؤدي الحواجز أمام التجارة والصدمة الكبيرة الناجمة عن العزوف عن المخاطرة في الأسواق المالية إلى زيادة التكاليف.

ماذا سيحدث في حالة الحرب؟


وضعت الوكالة عددًا من النقاط الرئيسية لما يُمكن أن تفضي إليه أي حرب في تايوان، على النحو التالي:

بالنسبة لتايوان: سوف يدمر اقتصاد تايوان، واستنادًا إلى الصراعات الأخيرة المماثلة، تقدر بلومبيرج إيكونوميكس ضربة بنسبة 40 بالمئة للناتج المحلي الإجمالي. ومن شأن تركز القاعدة السكانية والصناعية على الساحل أن يزيد من التكلفة البشرية والاقتصادية.
بالنسبة للصين: مع انقطاع العلاقات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين وعدم القدرة على الوصول إلى أشباه الموصلات المتقدمة، فإن الناتج المحلي الإجمالي في الصين سوف يتعرض لضربة بنسبة 16.7 بالمئة.

بالنسبة للولايات المتحدة: باعتبارها بعيدة عن مركز الحدث، لكن لا تزال على المحك؛ فمن خلال اعتماد شركة آبل وغيرها الكثير من الشركات الأميركية على سلسلة توريد الإلكترونيات الآسيوية، على سبيل المثال - فإن الناتج المحلي الإجمالي سينخفض بنسبة 6.7 بالمئة.

بالنسبة للعالم ككل: سينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10.2 بالمئة، وستكون كوريا الجنوبية واليابان وغيرها من اقتصادات شرق آسيا هي الأكثر تأثرًا.

وحذرت الصين من خطورة  فوز لاي تشينج- تي بالانتخابات، خاصة أنها لن تسمح باستقلال جزيرة تايوان، مؤكدة أنه سيضع الأمور بين البلدين على المحك.

وكانت الصين تدعم مرشح حزب المعارضة في الانتخابات الأخيرة، لأن هذا الحزب يرى من الضرروي إجراء حوار مع الصين لتفادي الأزمة وضرورة البعد عن الصدام مع بكين.

وفي أول تصريح له تعهد لاي تشينج- تي  بالدفاع عن بلاده من ترهيب الصين، وذلك بعد إعلان فوزه بسباق الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد اليوم.

ووصفت الصين الانتخابات الرئاسية في تايوان بأنها خيار بين الحرب والسلام، وذلك في تهديد واضح وصريح لتايوان بأن بكين لن تسمح لها بالاستقلال.

وفاز لاي تشينج- تي مرشح الحزب الحاكم في انتخابات الرئاسة التايوانية في الانتخابات التي أجريت اليوم السبت، والتي وصفتها الصين بأنها خيار بين الحرب والسلام.

وبهذه النتيجة يتولى "الحزب الديمقراطي التقدمي"، الذي يناصر هوية تايوان المستقلة ويرفض مطالب الصين بالسيادة عليها، السلطة لثالث فترة على التوالي، وهو أمر غير مسبوق في نظام الانتخابات في تايوان

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية