الخطة كلفت أمريكا وإسرائيل مليار دولار، ومهندس هولندي وراء إدخال فيروس ستاكسنت، تفاصيل أكبر عملية تعطيل لتخصيب اليورانيوم في إيران
كشف تحقيق استقصائي جديد لجريدة هولندية هوية العميل الذي أدخل الفيروس الدودي «ستاكسنت» إلى منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في نطنز وسط إيران قبل حوالي 16 عاما، واستهدف من خلالها البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى كشف خطة التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
الفيروس الدودي ستاكسنت
ففي عام 2010، طورت كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل الفيروس «ستاكسنت» بعد استخدامه لمهاجمة منشأة نطنز/ محطة بوشهر النووية، المطلة على الخليج العربي في أول هجوم من نوعه يستخدم فيروس لمهاجمة معدات صناعية.
طبيعة الفيروس الخبيث
ويعد الفيروس، برنامج كمبيوتر خبيثًا يهاجم أنظمة التحكم الصناعية المستخدمة على نطاق واسع التي تنتجها شركة «سيمنس ايه جي» الألمانية، ويستغل ثغرات أمنية في نظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز، كما أنه يمكن أن يستخدم في التجسس أو التخريب، لكنه استهدف ايران علي وجه الخصوص وأصاب الكثير من الدول في وقت لاحق.
وبعد سنوات من الهجوم الذي عطل البرنامج النووي الإيراني، وتسبب في توتر بين طهران والغرب، تمكنت صحيفة «دي فولكس كرانت» في ازاحة الستار عن تفاصيل وصول المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، إلى المنشأة الشديدة التحصين، وذلك بعدما نجح مهندس هولندي في إدخال معدات ملوثة بالفيروس، إلى شريان الحياة في نطنز، وتركيبها على مضخات مياه.
تكلفة الاختراق الأكبر
وكشفت الصحيفة أن المهندس الهولندي إريك فان سابين، عميل جهاز المخابرات والأمن العام الهولندي (AIVD)، هو من نجح في الوصول إلى منشأة نطنز، لتنفيذ العملية السرية المذهلة التي سبقتها سنوات من الإعداد والتعاون بين وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والموساد الإسرائيلي وتكلفة قدرها مليار دولار لتطوير الفيروس.
وفي يناير 2011، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» وجود تعاون استخباراتي أمريكي - إسرائيلي، لتطوير الفيروس المعلوماتي، وقالت مصادر استخباراتية للصحيفة: إن «إسرائيل اختبرت فعالية الفيروس في مجمع ديمونة النووي».
مهمة مخفوفة بالمخاطر وخطر الانتقام الإيراني
ذكرت صحيفة«دي فولكس كرانت»، أن وفاة المهندس أزالت خطر الانتقام الإيراني منه كما أن عائلته وافقت علي ذكر اسمه ونشر صورته.
وأوضح التحقيق أن المهندس قام بمهمة محفوفة بالمخاطر للغاية في إيران، عبر تسلله إلى منشأة نطنز، في 2007، حيث ركب أجهزة ومعدات ملوثة، قبل أن تظهر نتائج أكبر ضربة كبيرة يتلقاها البرنامج الإيراني للتسلح النووي، بعد ثمانية أشهر من تركيب المعدات، وأدى ذلك إلى تعطيل ألف جهاز مركزي في منشأة نطنز.
وبحسب الصحيفة، فإن المهندس الهولندي المتزوج من إيرانية، كان يعمل في شركة نقل في دبي، وسافر مرات عدة إلى إيرانـ بينما قالت شركة النقل «تي تي إس إنترناشيونال» إنها أرسلت قطع غيار لصناعة النفط والغاز في إيران سابقًا، لكنها لم تكن على علم بالأنشطة السرية لموظفها، العميل الهولندي.
ومن غير الواضح ما إذا كان سابين استغل مهامه في الشركة لاستيراد المعدات النووية إلى إيران، أو كان يعلم أن المعدات التي أرسلها إلى نطنز، كانت تحتوي على فيروس مدمر.
وفي نهاية 2008، سافر سابين وأسرته إلى إيران، لقضاء عطلة نهاية السنة، لمدة عشرة أيام، لكنه غداة وصوله، أراد من أسرته المغادرة فورًا، حسبما قالت زوجته والتي أكدت أنه كان منزعجًا للغاية وأصر على أن نغادر على الفور، وبعد أسبوعين من مغادرته الغامضة لإيران، توفي سابين في حادث في الشارقة بالقرب من دبي، إثر خروجه بدراجته النارية التي انقلبت به وكُسرت رقبته.
وفاة غامضة تثير التساؤلات
وأثارت وفاته تساؤلات لدى جهاز المخابرات الهولندي، وكانت مخاوف من أن تكون وفاته على صلة بأنشطته السرية في إيران.
وقال ضابط في جهاز المخابرات والأمن العسكري: لقد دفع ثمنًا باهظًا، ولا يزال الأصدقاء والعائلة يفترضون وقوع حادث مميت، بينما قالت الصحيفة إنها تحدثت إلى أشخاص كانوا في مكان الحادث، ولا توجد مؤشرات على أن الحادث كان متعمدًا.
واستند التحقيق الذي استغرق عامين إلى شهادات 43 شخصًا، 19 منهم من جهاز المخابرات العامة والأمن الهولندي (AIVD) وجهاز المخابرات والأمن العسكري الهولندي (MIVD) وموظفين سابقين في الموساد وجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) والمخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه).
وهذه ثاني تحقيق استقصائي تنشره الصحيفة الهولندية، بعد تحقيق مشترك مع موقع «ياهو نيوز» في 2019، كشف عن الدور الحاسم الذي لعبه عميل لجهاز المخابرات العامة والأمن الهولندي في إدخال فيروس «ستاكسنت» إلى المجمع النووي الإيراني، دون تحديد هوية العميل.
ووصف مصدر استخباراتي هولندي، عملية فيروس «ستاكسنت» بـ الفاشلة لجهاز المخابرات العامة والأمن الهولندي، بينما قالت الصحيفة: إن إطلاق فيروس «ستاكسنت» بمثابة إعلان عن تدشين الحرب الرقمية.
وحذر خبراء حينها من أن انتشار الفيروس سيؤدي إلى تأجيج سباق تسلح متسارع على الإنترنت تنخرط فيه الدول الغربية المتقدمة والقوى الناشئة، ولا سيما الصين وروسيا.
وفي مارس 2012، صرح المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، مايكل هايدن، بأن الفيروس فكرة جيدة لتعطيل البرنامج النووي الإيراني، لكنه يشكل سابقة خطيرة.
يثير التحقيق أسئلة حول أسباب عدم إطلاع الحكومة الهولندية، والجهازين الأساسيين للمخابرات الهولندية، واللجنة البرلمانية المعنية بالأمن العام والمخابرات على تفاصيل عملية «ستاكسنت».
وأشارت الصحيفة إلى أن خبراء دوليين ينظرون إلى تخريب البرنامج النووي الإيراني على أنه عمل من أعمال الحرب في حين أن هولندا لم تكن في حالة حرب مع إيران، وحذرت الصحيفة من عواقب جيو - سياسية إذا ثبت تورط أجهزة مخابراتها.
وتشكل الحرب الإلكترونية ضلعًا أساسيًا من حرب الظل الدائرة بين إسرائيل، وإيران، خصوصًا على خلفية الملف النووي، محور النزاع الأساسي بين طهران والقوى الغربية.
ودق هجوم فيروس «ستاكسنت» جرس الإنذار في إيران من خطر اعتمادها على برمجيات مستخدمة على نطاق واسع والتكنولوجيا، وقطع الغيار المستوردة من الخارج عبر الالتفاف على العقوبات.
تخريب صاروخي جديد
في نهاية أغسطس الماضي، أعلنت إيران إحباط مؤامرة إسرائيلية لتخريب واسعة في برنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة، من خلال قطع غيار معيبة مستوردة من الخارج.
وقال التلفزيون الحكومي في 31 أغسطس الماضي: «أحبطت وحدة المخابرات بوزارة الدفاع واحدة من كبرى المؤامرات التخريبية لجهاز الموساد الصهيوني التي استهدفت الصناعات العسكرية للصواريخ والطيران والفضاء في البلاد».
وحسب الرواية الإيرانية، فإن وزارة الدفاع حصلت على قطع غيار ورقائق إلكترونية، تستخدم في إنتاج الصواريخ المتقدمة والمسيّرات.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.