الزيارة الرابعة، بلينكن يحمل في جعبته ما لا يعجب إسرائيل، وشرط وحيد لدولة الاحتلال للسماح بعودة سكان غزة للشمال وإنهاء الحرب
تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الربعة لإسرائيل منذ بدء عملية طوفان الأقصي، وعدم قدرته على إيقاف أو تهدئة الحرب، يتساءل العديد حول مدى قدرة واشنطن على التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، وايقاف عمليات القصف الإسرائيلي علي قطاع غزة، وكذلك شروط اسرائيل لوقف عملياتها.
خطة بلينكن لتخفيف حدة الحرب
ويحمل بلينكن في جعبته خطة أو أفكارًا أمريكية بغية تخفيف حدة الحرب، وتقليص أثرها على المدنيين الفلسطينيين، كما يسعى إلى تقصير أمد الصراع الذي دخل شهره الثالث بكلفة بشرية فلسطينية عالية جدًا، إذ بلغ عدد القتلى المدنيين في القطاع المحاصر أكثر من 23 ألفا، أغلبهم من الأطفال والنساء.
وكان بلينكن أفاد سابقًا بأنه سيضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بشأن الضرورة الملحة لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة، وللتأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجون إليها".
كما شدد على ضرورة أن تسمح إسرائيل للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى ديارهم في غزة، ردا على دعوات أعضاء يمينيين في الائتلاف الحاكم في إسرائيل لهم بالانتقال إلى مكان آخر.
شرط إسرائيل لعودة الفلسطينيين للشمال ومدى استمرار القصف
لكن رياح بلينكن قد لا تجري بما تشتهيه سفن إسرائيل، لاسيما أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أكد أكثر من مرة أن قتاله سيستمر طوال العام الحالي (2024). فقد ذكر الأميرال دانيال هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن "مزيجا مختلفا من القوات يلاحق مقاتلي حماس في الشمال بينما يشهد وسط غزة وأنحاء مدينة خان يونس الجنوبية نشاطا عملياتيا مكثفا".
كما أردف قائلًا في إحاطته اليومية أمس "أن القتال سيستمر طوال عام 2024".
وكشف موقع "إكسيوس" الأمريكي أن المسؤولين الإسرائيليين سيبلغون بلينكن أن تل أبيب لن تسمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة إذا لم توافق حماس على إطلاق سراح المزيد من الرهائن".
ويعد إحراز تقدم نحو عودة الفلسطينيين إلى ديارهم وضمان عدم تهجيرهم قسرًا من غزة هو أحد أهداف محادثات بلينكن في إسرائيل هذا الأسبوع.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد أعربت عن قلقها إزاء التصريحات الأخيرة لبعض الوزراء الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين الذين دعوا إلى طرد الفلسطينيين من القطاع.
والأحد الماضي، قال بلينكن في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء القطري في الدوحة: “يجب أن يتمكن المدنيون الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم بمجرد أن تسمح الظروف بذلك”، مشددًا علي أنه لا يمكن ولا يجب الضغط عليهم لمغادرة غزة.
صفقة رهائن جديدة
لكن مصادر إسرائيلية كشف للموقع الأمريكي أنه في حين أن تل أبيب لا تعارض من حيث المبدأ السماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة، فإن المسؤولين سيخبرون بلينكن أن مثل هذه الخطوة يجب أن تكون جزءًا من صفقة رهائن جديدة".
وفي هذا الصدد، قال مسؤول إسرائيلي كبير في تصريحات صحفية: "لن نسمح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة إذا لم يتم إحراز تقدم في إطلاق سراح الرهائن".
بدوره، أوضح مسؤول إسرائيلي ثان، لم يذكر اسمه، أن المفاوضين الإسرائيليين الذين يعملون على هذه القضية يعتقدون أن عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة تمثل وسيلة ضغط كبيرة لا تريد تل أبيب التخلي عنها في الوقت الذي تحاول فيه تأمين صفقة رهائن جديدة.
وذكر المسؤول أن هناك رهائن من الإسرائيليين والأمريكيين ما زالوا محتجزين في غزة، لذا فهم يعتقدوا أنهم سيعرفون في غضون أسابيع قليلة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراحهم أم لا".
ورفضت وزارة جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليق على مثل هذه المعلومات. وفق ما ذكره الموقع الأمريكي.
استمرار القتال في خانيونس
وأمس الإثنين، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري، أن الجيش بصدد الانتقال من العمليات عالية الكثافة في معظم أنحاء قطاع غزة إلى العمليات منخفضة الشدة، وهذا يعني أنه سيكون هناك عدد أقل من القوات البرية داخل القطاع وعدد أقل من الغارات الجوية، خاصة في مدينة غزة وشمال القطاع.
ومن المتوقع أن يستمر القتال العنيف في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، حيث لا يزال الجيش الإسرائيلي يبحث عن قادة حماس الذين تعتقد إسرائيل أنهم يختبئون في الأنفاق.
وفي تعليق له على المرحلة الجديدة من الحرب، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن انتقال الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة أقل كثافة من عمليته العسكرية سيسمح للأمم المتحدة بتقييم ما يجب القيام به للسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى الشمال.
كذلك فعل نتنياهو الذي أوضح أن الحرب ستستمر أشهرا عدة، ولن تنتهي قريبًا. وتعهد بمواصلة القتال لحين تدمير حماس بشكل كلي على الرغم من تعرضه لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة، أقرب حليف لبلاده.
موقف اسرائيل وأمريكا من العودة للشمال
ولفت مسؤول إسرائيلي كبير إلى إسرائيل والولايات المتحدة تدركان أن العودة إلى الشمال لن تحدث على المدى القصير لأن القتال مستمر في بعض المناطق وبسبب الظروف.
لكن من المتوقع أن يخبر المسؤولون الإسرائيليون بلينكن أنهم مستعدون لبدء عملية التخطيط مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة من أجل عودة الفلسطينيين إلى منازلهم في المستقبل، إن أمكن، أو إلى الملاجئ التي أنشأتها المنظمات الدولية، حسبما ذكر المسؤول نفسه.
وتقول مصادر فلسطينية والأمم المتحدة، إن ما يصل إلى 1.9 فلسطينيًا – 85% من السكان – نزحوا من منازلهم في القطاع المحاصر، بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية التي بدأت بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وفر مئات الآلاف من الفلسطينيين من شمال قطاع غزة بعد أوامر الإخلاء المتكررة التي أصدرتها إسرائيل وبدء الهجوم البري للجيش، ولن يكون لدى العديد منهم منازل ليعودوا إليها، نظرًا لانتشار الدمار الناجم عن القصف الإسرائيلي على نطاق واسع وتحويل منازلهم إلى ركام.
ووفق بيانات أقمار صناعية تم تدمير ما بين 70% إلى 80% من المباني في شمال غزة في الحرب. كما تم تدمير جزء كبير من البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والكهرباء في شمال غزة.
يشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي على غزة أدى إلى استشهاد أكثر من 23 ألف فلسطيني، وتدمير جزء كبير من القطاع الساحلي الصغير، وتشريد معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، مما أوجد أزمة إنسانية متفاقمة.
أما في الجانب الإسرائيلي، فقد أدى هجوم حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة إلى مقتل 1200 في أكتوبر الماضي.
كما احتجزت الحركة 240 أسيرًا إسرائيليًا، لا يزال أكثر من 100 منهم داخل غزة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.