نهاية عصر الاستكبار الإسرائيلى.. مخاوف انهيار السلام فى المنطقة كابوس عالمى يعيد حل الدولتين إلى الواجهة.. الضغوط تتوالى على حكومة نتنياهو لوضع حلول طويلة المدى للقضية الفلسطينية
أشعلت الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل هواجس ومخاوف المجتمع الدولى، بسبب الاحتمال الأكثر واقعية فى ظل الصراع الصفرى بين إسرائيل والمقاومة، وهو انهيار مسار السلام فى منطقة الشرق الأوسط وانعدام أى أمل فى رؤية حل الدولتين.
ويعنى حل الدولتين دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية تتعايشان بسلام على الحدود التى رسمت فى أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، والتى رسمت حينها بالخط الأخضر الذى يحدد الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية التى يطالب الفلسطينيون بها عاصمة لدولتهم.
ونمت المخاوف المتعلقة بحل الدولتين مع إصرار تل أبيب على المضى قدما وبلا هوادة فى حربها، رغم الضغط الدولى عليها حتى من قبل حليفتها الأمريكية، كما انتشرت ردود الفعل الدولية الغربية والعربية ردا على التصريحات الأخيرة للمسئولين الإسرائيليين، فالحكومات العربية لا سيما مصر والأردن أكدت منذ تفجر الحرب فى السابع من أكتوبر الماضى أهمية ألا يُطرد الفلسطينيون من الأراضى التى يريدون إقامة دولتهم عليها فى المستقبل.
أما الإدارة الأمريكية من جانبها، فتؤكد بشدة على حل الدولتين، وتعتبره سبيلا وحيدا لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولهذا تكثف الحديث عنه كحاجة ضرورية لمرحلة ما بعد الحرب على غزة.
فى الوقت نفسه تعرقل حكومة بنيامين نتنياهو أى جهود فى هذا المسار، وتبدو غير متحمسة للأمر، فالموقف الإسرائيلى الأخير بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية ضد حماس بات أكثر تشددا، وهو ما أكد عليه عدد كبير من المسئولين فى إسرائيل على رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الذى أكد أن بلاده لن تقبل بأى سلطة تنطلق مع الشكل الحالى لحكم غزة.
من ناحية أخرى، رفضت سفيرة إسرائيل فى بريطانيا تسيبى هوتوفلى بشكل واضح وصريح أى حل يتضمن إقامة دولة فلسطينية، مشددة على أهمية أن يعرف العالم السبب فى فشل اتفاقات أوسلو الموقعة منذ عام 1993 والتى تنص على قيام دولة فلسطينية بحلول 1999.
وزعمت أن الفلسطينيين لم يرغبوا قط فى أن تكون هناك دولة إلى جانب إسرائيل، بل يريدون أن تكون لهم دولة من النهر إلى البحر، أى من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط.
واستكملت: ما عزز هذا الغموض حول حل الدولتين أيضًا، موقف الرئيس الفلسطينى محمود عباس الذى لم يقدم رؤية واضحة لخطة ما بعد الحرب التى تمت مناقشتها مع المسئولين الأمريكيين وبموجبها تتولى السلطة إدارة القطاع، مكتفيًا بقول إن الولايات المتحدة الأمريكية تخبرنا أنها تدعم حل الدولتين وترفض أن تحتل إسرائيل قطاع غزة، أو تقتطع أى جزء من أراضيه، أو تكون لها سيطرة أمنية عليه.
وردا على تلك التساؤلات المتكررة يقول الدكتور مهدى عفيفى، العضو بالحزب الديمقراطى الأمريكى، إن مسألة حل الدولتين لم ولن تحدث، فأمريكا الآن تزعم رغبتها فى حل الدولتين وتدعى ذلك فقط لتهدئة الوضع، نظرا للضغوط التى يتعرض لها الرئيس الأمريكى جو بايدن والإدارة الأمريكية، وكذلك بسبب المظاهرات المنتشرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية فى جميع أنحائها.
وتابع عفيفى: لو نظرنا إلى حقيقة الأمر داخل الكونجرس الأمريكى “مجلسى الشيوخ والنواب”، سنجد أن الدعم لإسرائيل غير عادى، حتى أن الدعاوى لإيقاف الحرب لا تجد صدى، مؤكدا أنهم فى لقاءات كثيرة لهم يرفضون حتى انتقاد ما تقوم به إسرائيل من أعمال وحشية، مضيفا أن: مسألة تطبيق حل الدولتين مجرد كلام تثيره الإدارة الأمريكية لتهدئة الأوضاع كما حدث من قبل.
واستكمل: “حل الدولتين موضوع يتم مناقشته منذ عشرات السنين، والحديث عنه أصبح بدون فائدة، وقد قالها نتنياهو مسبقا: “لقد عملت طوال هذه الفترة لإيقاف حل الدولتين، مشددا على أن إسرائيل ستعمل بجميع الوسائل للتلاعب بالمجتمع الدولى لتحقيق الأهداف التى لا تتغير”، وهى إسرائيل من النيل إلى الفرات، مؤكدا أنه هدف عقائدى ولن تتخلى عنه.
وشدد على أن مسألة حل الدولتين كلام للاستهلاك المحلى والتهدئة، مضيفا: لم نر الولايات المتحدة توجه نقدا لإسرائيل فى ما تقوم به أثناء حربها على غزة، متابعا: “لا بد من التعامل على أسس واقعية، الواقع الآن أن إسرائيل تسعى لاكتساب مزيد من الأراضى والقضاء على القضية الفلسطينية بالكامل.
وأضاف: سنرى فى الأيام القليلة القادمة أن إسرائيل تتحدث عن مكان أمن تقلص من خلاله أرض غزة وستدفع بالفلسطينيين إلى ترك المزيد من الأراضى: مضيفا أن ما تنتهى إليه هذه الحروب على فلسطين هو الاستحواذ على مزيد من الأراضى وتقليص تواجد الفلسطينيين، وبعد ذلك الحديث عن حل الدولتين، لكن الحقيقة لن تكون هناك دولتان ولا أى شيء.
ومن جانبه قال أحمد فؤاد أنور، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات والخبير فى الشأن الإسرائيلى، إن مسألة حل الدولتين مبدأ تتفق عليه كل أطراف المعادلة الدولية والإقليمية، لكن الجانب الإسرائيلى يتهرب منه، خاصة تيار اليمين فى إسرائيل.
وتابع: وفقًا للمعطيات الحالية، المقاومة الفلسطينية وصمود الفلسطينيين أبهر العالم، وأوضح لهم أن هناك شعبا يعانى ويواجه مخاطر أمنية فى ظل استمرار الاحتلال، مضيفا: تغير النظرة العالمية يفتح الملف ويعيده إلى سلم أولويات المجتمع الدولى، لكن فى المقابل أعتقد أن الطموح الخاص بتأسيس دولة فلسطينية سيحتاج إلى مزيد من الجهد والسنوات.
وتابع: ما أتصوره بعد انتهاء العدوان الإسرائيلى على غزة أنه ستكون هناك ترضية للشعوب العربية وبالقطع للشعوب الإسلامية والشعوب المناصرة، بمنح الشعب الفلسطينى بعض الحقوق، مضيفا: “تتحدث الوسائل عن فتح بيت الشرق فى القدس الشرقية من إيجاد تمثيل للفلسطينيين فى مؤسسات داخل القدس الشرقية، ربما حكم ذاتى لكنه أقل من دولة”.
واستكمل حديثه قائلًا: فيما بعد سيكون هناك اتجاهان للتقدم خطوة أخرى نحو تأسيس دولة لها استقلال اقتصادى وقدرة أمنية، موضحا أن الرئيس محمود عباس أبو مازن يشدد دائمًا على أنه لا يسعى إلى سباق تسلح مع الجانب الإسرائيلى بعد قيام الدولة بالفعل وممارسة سيادتها على حدودها وأجوائها ومياهها الإقليمية.
واختتم: هى معركة طويلة، لكن فى كل الأحوال الجانب الأمريكى يراجع حساباته الآن تجاه المقاومة التى صمدت على أكثر من صعيد، وهذا سيكون له مردود على لجم العدوان ومساعدة الشعب الفلسطينى على الصمود داخل أرضه وعدم النزوح منها، وبعد انتهاء العدوان سيكون هناك تصور لصيغة ما تعيد بعض الحقوق للشعب الفلسطينى وتحريره، على حد قوله.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.