رئيس التحرير
عصام كامل

باحث يكشف مخاطر تسليح المدنيين فى السودان وشبح المجاعة قادم

محمد الجزار،فيتو
محمد الجزار،فيتو

ازمة السودان، قال الباحث محمد الجزار، المتخصص بالشأن الافريقي، إن الأزمة الإنسانية في السودان  تتصاعد يوما تلو الآخر،  مع تصاعد الصراع المسلح في السودان، وفشل الوساطات الدولية والإقليمية في تسوية الصراع ووقف معاناة الشعب السوداني،  الذي أصبح بين نارين، نار الصراع المسلح، ونار تفاقم الأوضاع الإنسانية، واقتراب حدوث مجاعة في بعض المناطق المنكوبة التي دمرتها الحرب وقضت علي الأخضر واليابس فيها

 

مأساة إنسانية للشعب السودانى 

 

وأكد الجزار فى تصريح لفيتو، إن هناك  مآساة إنسانية لا تقل عن المآساة التي يعيشها أشقائنا الفلسطينيين في غزة، حيث بلغ عدد ضحايا الحرب السودانية وفقا لآخر الإحصاءات نحو 12 ألف قتيل من الطرفين، بجانب وجود نحو 10 ألاف جريح، و2 مليون لاجئ ونازح، علي أقل تقدير،  بل تشير التقارير إلي احتمالية تضاعف هذه الأعداد خلال الفترة المقبلة بسبب عرقلة جهود تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين من المدنيين، والذين قدرت أعدادهم بأكثر من 25 مليون شخص، بينهم نحو 18 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد، مع تحذير من احتمالات وقوع كارثة مجاعة وشيكة في السودان وخاصة بعدما قامت ميلشيات الدعم السريع باستهداف المساعدات الإنسانية , وكذلك صعوبة  قيام العاملين في مجال الإغاثة من الوصول للمدنيين المحتاجين للمساعدات في مناطق النزاع الساخنة وعلي رأسها الخرطوم , ودارفور , وكردفان. 
 

مخاطر تسليح المدنيين في السودان 

 


وواصل حديثة قائلا مما لاشك فيه إن إدخال المدنيين للمشاركة في الصراع المسلح والإنخراط فيما يعرف بالمقاومة الشعبية التي دعا إليها الفريق عبدالفتاح البرهان من أجل الدفاع عن ممتلكاتهم وأعراضهم من ميلشيات الجنجويد ومرتزقة الدعم السريع أمر دعت إليه الضرورة، خاصة بعد أن انهكت القوات المسلحة السودانية من طول أمد الصراع , وحصول ميلشيات الدعم السريع علي دعم عسكري من دول الجوار الإقليمي وخاصة تشاد وأوغندا وإثيوبيا , بالتنسيق مع بعض القوي الإقليمية الصهيوعربية، والتي تمثل خنجرا مسموما في خاصرة العرب بعد تحالفها مع الصهاينة، ومساهمتها في دعم التمرد علي الجيش في السودان

 

اطماع الهيمنة على موانى السودان 

 

وتابع ان الدول التى تساند حميدتى تسعى  تحقيقا لمصالحها الخارجية واقتسامها لثروات السودان وعلي رأسها الذهب، وطمعها في الهيمنة علي موانئ السودان , وهو ما جعلها تدعم ميلشيات حميدتي،  بعد استيلائها علي ود مدني وولاية الجزيرة , وانتقالها إلي ولاية سنار التي أصبحت علي أن تكون مثلة لما حدث في ود مدني , ولهذا فإن دعوات تسليح المدنيين وانخراطها في لجان المقاومة الشعبية، هو أمر ضروري فرضته حالة التراجع والضعف التي يعيشها الجيش السوداني الآن، خاصة بعد الخيانات العسكرية التي حدثت في صفوفه. وإن كان مثل هذه الدعوات قد تحمل مخاطر كبيرة أبرزها اندلاع حرب أهلية بين المجموعات الإثنية والعرقية والقبلية في السودان , ويزداد الطين بلة. 
 

غياب دور الحلفاء الإقليمين للجيش السوداني


رغم وجود حلفاء معلنين للجيش السوداني واستقبالهم لرئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، غير أن دورهم في تسوية الصراع لا يزال هامشيا , غير مبالين بمخاطر اتساع الصراع، أو علي الأقل بمالين ولكن حالهم أصبح كما يقول الشاعر: 
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له  إياك إياك أن تبتل بالماء، في إشارة إلي عجزهم عن اتخاذ قرار قوي يدعم كفة الجيش السوداني ويحقن الدم العربي المراق , في مقابل قيام حلفاء قائد ميلشيات الدعم السريع بتقديم العتاد العسكري والسلاح والذخائر والطائرات بدون الطيار , وعلاج الجرحي , بجانب تقديم الدعم اللوجستي والعسكري لهؤلاء المرتزقة , بل إن جولة حميدتي الإقليمية التي تمت خلال الأيام الماضية كانت برعاية بعض القوي الصهيوعربية، التي منحته طائرة خاصة لكي يقوم برحلة الخزي والعار هذه التي يحاول من خلالها تقسم السودان والقضاء علي الجيش السوداني الوطني والشرعي , ولهذا فإنه من المهم أن يبادر حلفاء البرهان بالمعاملة بالمثل وإمداده بالمؤن والذخائر، وعلي رأسها الطائرات بدون طيار التي يمكن أن تساعد في دحر تمرد ميلشيات الدعم السريع وتستأصل شوكتهم من السودان، بل يمكن توقيع اتفاق دفاع مشترك مع قائد الجيش السوداني والتدخل في الحرب بصورة مباشرة لإنقاذ ما يمكن انقاذه في السودان بوصفها هي صمام الأمن في الجنوب للأمن القومي العربي. 
 

 


واضاف يقول المثل السوداني الشهير الحل في البل , وهو يعني أنه عندما يكون هناك حبلا معقدا ناشفا وصعب حله فإنه يجب بله في الماء حتي يسهل حله وفك العقدة الموجودة فيه، وهو يشير إلي أن الصراعات يمكن أن تحل باللين وليس بالجفاء والشقاق , غير أن تطبيق هذا المثل علي تفاعلات الصراع في السودان يشير إلي أن الحل ليس في البل حتي الآن , نظرا لوجود تدخلات دولية وإقليمية في المعادلة السياسية، والتي لا تسعي لفك عقدة حبل الصراع بل تريد أن تقطع أوصال هذا الحبل وتقسم السودان، بجانب تمسك طرفي الصراع باستكمال مسيرة الحرب , أملا في أن يقضي أحد الطرفين علي الآخر، ويتمكن من الصعود علي السلطة في ظنون كاذبة أن الأمور قد تستقر له إذا هزم صاحبه في الحرب غير مدرك أن السودان بها عشرات الفصائل المسلحة المتناقضة في تركيبها وأهدافها وأن الصراع لا يمكن حله نهائيا إلا بجلوس كافة الفرقاء معا وتوافقهم علي بل حبل الخلاف وحل عقده واحدة تلو الآخر بعد وضع مبادئ عادلة لتقاسم السلطة والثروة في السودان.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية