موسى صبري.. 32 عامًا على رحيل رجل السادات.. كتب له 980 خطابا ومقالا.. أبرزها كلمته في القدس.. والشيخ الباقوري شهد على زواجه
الكاتب موسى صبري، صحفي ومعلم أجيال، رحل في مثل هذا اليوم 8 يناير 1992 وهو كاتب وروائي ورائد من رواد الصحافة وصاحب مدرسة الخبر، هو الصحفي الوحيد الذي لقب برجل السادات لشدة قربه منه، وقيامه طوال مدة حكمه بكتابة خطب السادات التي وصلت إلى مايقرب من 980 خطابا ومقالا وأهمها خطاب السادات في القدس.
الصحفي والرئيس.. موسى صبري يرفض دولارات السادات ويكتب له خطاب الكنيست (فيديو جراف)
ولد موسى صبرى عام 1925، بمركز الفشن بمديرية بني سويف، حلم والده كامل أفندي الذي يعمل بمحكمة الفشن كاتبا بأنه سيرزق بطفل ذكر واسمه موسى، ولما ولد الابن رفضت أمه بشدة اسم موسى وأصرت أن يكون اسمه صبري، وتدخل كبار العائلة واقترحوا حلا للخلاف أن يصبح الاسم موسى صبري وشغف منذ صغره بالعمل الصحفي قبل أن يكمل العشرين من عمره حتى أنه تردد على أنطون الجميل للعمل في الأهرام ورفض، وأيضا تردد على دار الهلال كما رفضه مصطفى أمين في الأخبار لصغر سنه وكتب عنه مقالا بعنوان "جناية النبوغ".
موسى صبري، دخل السجن بسبب الكتاب الأسود وزامل السادات في الحبس
عمل وكيلا للنيابة
تخرج الكاتب موسى صبري في كلية الحقوق، وبواسطة الدكتور طه حسين عين وكيلا للنيابة لكنه قبض عليه بتهمة توزيع الكتاب الأسود الذي وضعه مكرم عبيد وكشف فيه فساد حكومة الوفد، واعتقل لذلك 9 أشهر عام 1944 في معتقل الزيتون حيث التقى جلال الحمامصي وقابل السادات، وحين خرج من المعتقل بدأ الكتابة في مجلة " بلادي" التي تصدرها نبوية موسى، ثم فاز في مسابقة أحسن قصة واقعية تصلح للنشر التي أقامها الصحفي جلال الدين الحمامصي في مجلة "الأسبوع" الذي كان قد أعد الكتاب الأسود لمكرم عبيد.
موسى صبري يكتب: حب المرأة عند إبراهيم ناجي مثل قزقزة اللب
قرار ناصر بنقله إلى الجمهورية
عمل موسى صبري مع الكاتب محمد زكي عبد القادر في مجلة الفصول عام 1947 وبعدها صحف الأساس والزمان حتى انتقل إلى العمل محررا برلمانيا بجريدة الأخبار عام 1950، ثم نائبا لرئيس تحرير مجلة الجيل، وبأمر من الرئيس عبد الناصر انتقل إلى العمل بباب المرأة بجريدة الجمهورية بعد كتابته مقالا عن محاكمة المشير وعباس رضوان كتب في نهايته عبارة "وما خفي كان أعظم " وكان الرئيس عبد الناصر قد نقله إلى جريدة الجمهورية بشرط أن يكتب في الاجتماعيات ولا يكتب سطرا واحدا في السياسة، وبالفعل نفذ موسى صبري النقل وخصصت له جريدة الجمهورية عمودين لا يخرج عنهما بعنوان "حواء تستغيث" والثاني بعنوان "آدم يصرخ" وكان معظم ما يكتبه عن المرأة والموضة والعلاقة بين الزوجين.
موسى صبري يحكي قصة غرام المطرب والملكة.. فاروق يقاضي فريد الأطرش.. وعبد الناصر ينتصر لأهل الفن
رئيس تحرير الأخبار
صفح عنه عبد الناصر وعاد موسى صبري إلى الأخبار واستمر بها حتى وفاته نائبا لرئيس التحرير ورئيسا للتحرير ورئيسا لمجلس الإدارة حتى خروجه على المعاش عام 1984 ثم وفاته عام 1992.
الجبان والحب أشهر رواياته
من أشهر مؤلفات الصحفى موسى صبرى كتابه (٥٠ عاما في قطار الصحافة) الذي وثق فيه مشواره الصحفي منذ تخرجه في الخمسينات، و(وثائق ١٥ مايو) و(وثائق حرب أكتوبر) و(السادات.. الحقيقة والأسطورة) كما أن له مؤلفات روائية منها: الجبان والحب.
في ذكرى رحيله.. سر جملة "ما خفي كان أعظم" التي أطاحت بموسى صبري من الأخبار
وعن قصة ميلاده يقول موسى صبري في مذكراته "50 عاما في بلاط صاحبة الجلالة" إنه لم يسجل بسجلات المواليد إلا بعد حوالى الشهرين لأن والدتي أخفت عن الجيران انجابها الولد اتقاء للحسد، وقد أنحزت بكل عواطفي إلى أبي، وكانت أسرتي تعمل في صناعة الغزل وإنتاج الحرير الأخميمي، عن طريق جدي لأبي الذي عمل كاتبا بوزارة الحقانية وعن طريقه تعرفت على القضاة والوزراء.
وأضاف موسى صبري: أمي كانت قارئة نهمة درست بمدارس الأمريكان، قرأت كثيرا واستهواني وأنا في العاشرة الاستماع إلى القران واعترضت أمي على قراءتي في المصحف لكن لم يمنعني والدي لأني كنت مؤمنا بأن الإنجيل والقرآن كله كلام ربنا.
موسى صبري يكتب: الشرقاوي توأم عمري
بدأ موسى صبري يمارس السياسة والوطنية فحضر اجتماعات حزب الوفد واستمع إلى مكرم باشا عبيد وهو يعتنق شعار الدين لله والوطن للجميع، وتعرف على الأديب عبد الرحمن الشرقاوى وكان شاعر كلية الحقوق، وجمعه به حب الأدب والفن وكانا يتبادلان كتب طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم، وانضما إلى فريق التمثيل بالكلية ومثلا رواية باسم فاطمة الزهراء وقامت بالبطولة آمال زايد، ومثلا روايات الريحانى كشكش بيه، وبعد التخرج تفرقت دفعة الكلية فعمل عبد الرحمن الشرقاوى في إدارة التحقيقات بوزارة المعارف مع أحمد بهاء الدين وفتحي غانم.
يقول موسى صبري في مذكراته: كنا نأكل أنا والشرقاوى في مطعم خلف دار الأوبرا وهناك التقينا أنور وجدى ويحيى شاهين ووداد حمدي، وكنت أوفر من مصروفي الشهري ـ الذى كان يبلغ 3 جنيهات ـ عشرة قروش لكي أشاهد مسرح يوسف وهبي بشارع عماد الدين مرة كل شهر وهناك عرفت فاخر فاخر وفاطمة رشدي ومحمود المليجي.
موسى صبري يرشح عبدالغني السيد للكوميديا
الاتجاه إلى الصحافة
بعد خروجه من السجن عمل موسى صبرى بالصحافة مستقلا عن الأحزاب في مجلة بلادى التي تصدرها الرائدة نبوية موسى، وعمل الشرقاوى في إدارة التحقيقات بوزارة المعارف مع احمد بهاء الدين وفتحى غانم، واتجه موسى الى الصحافة بعيدا عن الأحزاب مهاجما للأوضاع والاستعمار والملكية، ومن دفعته أيضا بكلية الحقوق المستشار فاروق سيف النصر وممدوح عطية، وأحمد فؤاد رئيس بنك مصر فيما بعد ، وسعد فخرى عبد النور والدكتور أحمد خليفة الذي أصبح وزيرا للشئون الاجتماعية فيما بعد.
الباقوري شاهدا على زواجه
يقول موسى صبرى: هربنا انا والسادات وقبض علينا وأودعنا سجن الأجانب وهناك التقيت بالشيخ أحمد حسن الباقورى وصارت بيننا صداقة كبيرة وكانت تتجلى فيه سماحة الإسلام، حيث كان الشاهد على عقد زواجي عام 1958 في كنيسة مصر الجديدة، حيث تزوجت أنجيل وكانت طالبة في قسم صحافة وتتمرن في أخبار اليوم.
عانى الكاتب موسى صبرى قبل رحيله من المرض اللعين وقال وفي حوار أجراه الصحفى مفيد فوزى نشر بمجلة "صباح الخير وكانا صديقين، وهو يعاني المرض فى أيامه الاخيرة، بعد أن عاد من رحلة علاج فى أمريكا عام 1992: إن الذى يعذبنى أن عقلى لم يفقد قط يقظته، فأنا أتابع من سرير المرض القاسي كل ما يجرى فى مصر والدنيا.. ولكن الألم غير المحتمل يعوقنى.. فأنا أتكلم الأن من عقل قلبه قعيد.. حتى أصبح المقال الواحد اكتبه فى ثلاثة أيام، وايضا فى فترات خمود الألم فقط، الألم يخرس كل شيء، وكذاب من يدعي أنه يستطيع أن يتحدى الألم، خاصة فى مثل حالتى التي صاحبت ضمور عضلاتي، لقد كانت آلامى فظيعة لا تحتمل، وفى أمريكا استطاعوا بجلسات الأشعة ان يخلصوني نسبيا من هذه الآلام، واستغرقت المسألة 30 جلسة، ولكن حل محل الالم حالة تشبه "الكومة".. أنا في الغالب غائب او نصف غائب.
انتظار الموت الذي لا يجئ
وأضاف موسى صبرى: انى اتعذب من هذا النصف غياب، وفى جسمى حاجة غريبة كل مافيه يعمل بأداء سليم القلب والضغط والمعدة والكبد، وفى نفس الوقت لا أستطيع السيطرة على جسمي؛ لأن العضلات ضمرت فلا أستطيع أن أتحرك سنتيمترا واحدا.. ولذلك فمشكلتي الحقيقية اني انتظر الموت والموت لا يجيء.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.