4 أزمات دولية فى العام الجديد تهدد بقاء الحياة على الأرض.. اللقاء المستحيل بين البرهان وحميدتى.. عواصف تعوق اجتماع قائد الجيش وزعيم التمرد السريع
لقاء المستحيل، هكذا يمكن وصف الاجتماع الذى طال انتظاره بين قائد الجيش السودانى المشير البرهان، وزعيم ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان حميدتى، واللقاء يعول عليه الجميع فى إنهاء الحرب الأهلية الدائرة التى ستدمر السودان حال استمرارها على نفس الوتيرة، لكن لا يمكنك تحقيق كل شيء بالتمنى أو التفاؤل.
وكانت أحداث مدينة ود مدنى ودخول مليشيا الدعم السريع إليها زادت من ارتباك البلاد، الأمر الذى ضاعف من مخاوف انجرار البلد العربى إلى صراع طويل الأمد، يقضى على الأخضر واليابس، مما دفع قائد الجيش السودانى عبد الفتاح البرهان، وزعيم مليشيا الدعم السريع، حميدتى إلى القبول بمبادرة منظمة إيجاد وعقد لقاء مباشر بينهما فى جيبوتى.
وعلى الرغم من أن اللقاء كان مقررا له الخميس 18 من شهر ديسمبر، إلا أنه تم إعلان تأجيله مؤخرا، مما تسبب فى حالة من القلق داخل الشارع السودانى الذى شعر ببريق أمل وانفراجة قريبة فى لقاء البرهان وحميدتى.
وقال مصدر سودانى إن هناك عقبة قد تعوق اللقاء المحتمل بين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي)، إذ يشترط الأخير لقاء البرهان بوصفه قائدا للجيش فقط، لا بوصفه رئيسا لمجلس السيادة، بينما يصر البرهان على دخول اللقاء باعتباره رئيس المجلس السيادى، وهو ما قد لا يقبله قائد مليشيا الدعم السريع.
وأوضح بيان الخارجية الجيبوتية: “بعد القرارات المتخذة فى البيان الختامى لقمة الإيجاد الاستثنائية فى الـ9 من ديسمبر فى جيبوتى لتنظيم لقاء بين البرهان وحميدتى، فقد تم تأجيل اللقاء إلى أوائل يناير 2024 لأسباب فنية”.
وفى هذا السياق قال مجدى عبد العزيز، الكاتب والمحلل السياسى السودانى، إنه لم يكن مرتبا فى وقت سابق اللقاء بين رئيس مجلس السيادة السودانى عبد الفتاح البرهان، وقائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتى.
وأضاف مجدى عبد العزيز أن هذه الدعوة جاءت من قبل منظمة الإيجاد، ولم يكن قبل ذلك هناك أى مفاوضات مباشرة بين البرهان وحميدتى ما عدا المفاوضات التى أجراها وفدا الجيش والدعم السريع فى جدة برعاية سعودية أمريكية ولم تسفر سوى عن هدنة إنسانية لفترة مؤقتة.
وأوضح مجدى عبد العزيز أن إعلان جدة الذى تم توقيعه فى السعودية بين الجيش السودانى ومليشيا الدعم السريع هدفه الرئيسى حماية المدنيين فى السودان، مشيرا إلى أن الفريق البرهان يرفض الانتقال إلى أى مربع آخر أو مرحلة أخرى قبل التزام المليشيا المتمردة بهذا الإعلان.
ونوه الكاتب والمحلل السياسى السودانى إلى أن الجيش السودانى بقيادة عبد الفتاح البرهان اشترط خروج مليشيا الدعم السريع من منازل المواطنين والمستشفيات لضمان سلامة الأهالى قبل الدخول فى أى مفاوضات، موضحا أن الميليشيا تستخدم المدنيين ورقة ضغط.
وأكد مجدى عبد العزيز أن منظمة إيجاد هى التى طلبت من عبد الفتاح البرهان الاجتماع مع حميدتى، موضحا أن البرهان وافق على هذا المقترح لأنه يقتنع بأن السلام لا بد أن يكون له قاعدة ينطلق منها بناء على ما تم التوصل له فى إعلان جدة.
وأشار عبد العزيز إلى أن غياب حميدتى أثار لغطا حول حياة قائد ميليشيا الدعم السريع خاصة بعد التقارير التى أكدت إصابته فى إحدى المعارك، موضحا أن الاجتماع كان مقررا له الخميس فى جيبوتى، إلا أن حميدتى تخلف عن اللقاء.
وأكد عبد العزيز أن التطور الكبير الذى حدث فى السودان، خاصة بعد دخول مليشيا الدعم السريع إلى ولاية الجزيرة والممارسات التى تقوم بها هناك، وعمليات السلب والنهب تسببت فى مشكلات كبيرة، لأن مدينة ود مدنى التى دخلتها المليشيا لجأ إليها اللاجئون والنازحون السودانيون من أجل توافر الخدمات الصحية هناك.
وشدد الكاتب والمحلل السياسى السودانى، على أن ذلك الهجوم تسبب فى متاعب كبيرة للمواطنين والنازحين السودانيين الذى فروا من ود مدنى بسبب تدمير الخدمات الصحية بها، والهروب إلى مناطق أخرى.
واستطرد: لا يوجد أى انقسام فى الجيش السودانى، مشيرا إلى أنه ملتزم بمحاربة التمرد والقضاء عليه فى البلاد ومنع انتشار سرطان ميليشيا الدعم السريع فى البلاد.
وقال مجدى عبد العزيز إن ما يطيل أمد الحرب فى السودان، هو استمرار الدعم الخارجى لميليشيا الدعم السريع، موضحا أن اللقاء بين حميدتى والبرهان قد يسفر عن وقف إطلاق النار فى الخرطوم، وخروج الدعم السريع من منازل المواطنين تنفيذا لبنود اتفاق جدة، وذلك لضمان حمايتهم.
وأضاف أن الأزمة التى تعانى منها السودان لن يتم حلها إلا بحوار سودانى سودانى دون أى تدخل خبيث من طرف خارجى، ما عدا التدخل الذى قامت به الشقيقة مصر، والذى أسهم فى تقريب وجهات النظر بين الجيش والدعم السريع.
وفى السياق ذاته قال محمد الجزار، الباحث فى الشأن الأفريقى، إنه بالرغم من مرور 8 أشهر منذ اندلاع الصراع الدامى فى السودان بين ميلشيات الدعم السريع إلا أن مجموعة الإيجاد أعلنت أنه سوف يتم تنظيم لقاء مباشر بين البرهان وحميدتى للوصول إلى تسوية عاجلة للصراع المسلح فى السودان.
وأضاف محمد الجزار: على الرغم من الترحيب الدولى والإقليمى بذلك اللقاء المنتظر، غير أنه لم يحدث حتى الآن، بل من المتوقع عدم حدوث مثل ذلك اللقاء لعدة أسباب، أهمها عدم وجود ثقة متبادلة بين أطراف الصراع ورغبة كل منهما فى القضاء على الآخر، بجانب وجود تدخل واضح لبعض القوى الدولية والإقليمية فى الصراع السودانى، وخاصة التى ترتبط بعلاقات مصالح مع حميدتى وقدمت له الدعم العسكرى واللوجستى منذ بداية المعارك مقابل حصولها على الموارد والثروات المعدنية للسودان.
وتابع: ولهذا فإن فكرة قبول حميدتى بالجلوس مع البرهان رغم رفضه لمثل ذلك اللقاء فى البداية ليس إلا دعاية سياسية لإيهام المجتمع الدولى بأنه يسعى للسلام، غير أنه لا يمكن الجلوس مع البرهان إلا بعد موافقة حلفائه الإقليميين والدوليين على مثل تلك الخطوة، وهو ما لا يمكن قبوله من جانبهم لكونهم مستفيدين من إطالة أمد الحرب والتى تمكنهم من نهب ثروات وموارد السودان، فضلا عن رغبة تلك القوى فى القضاء على القوات المسلحة السودانية وصناعة نظام سياسى جديد تقوم على حمايته مجموعة من الميلشيات والمرتزقة التى يمكن استخدامها لتنفيذ توجهات ومصالح تلك القوى فى المنطقة.
وأوضح الجزار أن حميدتى، يتبنى فكرة المراوغة السياسية مع أى وساطة دولية لا تصب فى صالحه، وخاصة أن قواته حققت مكاسب عسكرية على أرض المعركة خلال الأيام الماضية، بل توسعت فى مدن ومناطق جديدة، وبالتالى هو مستفيد من إطالة أمد الحرب بعد أن رجحت الكفة لصالحه، لافتا إلى أنه يتطلع إلى سيطرة قواته على السودان بصورة كاملة ووجوده الآن فى مركز قوى يعزز من فكرة عدم قبوله للجلوس مع البرهان، خاصة مع الشروط التى وضعها كلا الطرفين للجلوس مع الآخر.
واستطرد: فيما يتعلق بقيام حميدتى بجولة خارجية إلى كل من أوغندا وإثيوبيا وعدم ذهابه إلى جيبوتى للقاء البرهان، فإن ذلك يعبر عن رغبته فى بناء روابط جديدة مع دول الجوار الإقليمى التى كانت وما زالت داعمة تاريخيا للعديد من القوات المتمردة على الجيش السودانى، والتى تقدم حاليا دعما غير معلن لحميدتى، وباستقبالها له فإنها تعطيه شرعية، ولا تصنفه باعتباره أمير حرب وقائد ميليشيا فى السودان، ولهذا فإن مثل تلك الجولة لحميدتى تهدف فى الأساس إلى بناء مصالح مع تلك القوى الإقليمية التى تعزز من انتصاراته العسكرية وتدعمه فى الوصول إلى السلطة مستقبلا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.