زغلول صيام يكتب: سمير زاهر سوبر هاتريك الأمم الأفريقية (كل يوم حكاية)
(التراب في إيده دهب) كلمة سمعتها كثيرا ولكن لم أعها إلا مع واحد من أفضل رؤساء اتحاد الكرة المصرية على مر التاريخ، ليس التراب في يده هو الذي يتحول إلى ذهب فقط وإنما تجده ماسا وياقوتا ومرجانا.
نعم كان“ بابا نويل ”الكرة المصرية لأن الإنجازات التي حققها لم تتحقق منذ تأسيس اتحاد الكرة في عام 1921، ودليلي كلمة عابرة قالها لي ذات يوم عم أحمد مسئول البوفيه في مكتب رئيس الاتحاد عندما أبلغني أنهم مع هذا الرجل يتقاضون راتب 24 شهرا في سنة دلالة على كمية المكافآت التي يحصل عليها الموظفون في الاتحاد.. إنه الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الأسبق برنس الكرة المصرية والتي حلق معها إلى عنان السماء ووصل منتخبنا الوطني إلى المرتبة التاسعة في تصنيف الفيفا لأول وآخر مرة في تاريخ الكرة.
سيقول أحدهم إنه كان محظوظا بوجود جيل ذهبي وجهاز فني عبقري بقيادة المعلم حسن شحاتة ونال كل الدعم من الدولة سأرد عليك وأقول إنه حقق الإنجاز نفسه مع الكابتن الجوهري ومع جيل لم يكن هو الأفضل في تاريخ الكرة المصرية.
إذا كان الجمهور يبهر بأداء ولمسات تريكة وزيدان وأهداف العميد فإنه متيم بالسيمفونية التي يعزفها سمير زاهر.. نعم لم يكن يلعب في الملعب ولكن أداءه في الخارج كان يتميز بالعبقرية.
إذا تحدثنا عن سمير زاهر سنحتاج إلى مجلدات لنسجلها سواء في خزائن الاتحاد التي امتلأت عن آخرها وما زال الاتحاد يعيش في الخير الذي صنعه.. يكفي أن تعرف أن سمير زاهر باع الخيال لدرجة أنه باع البث الفضائي عندما كان التليفزيون المصري يضع يده على الدوري بالقوة ونجح في إقناع مسئوليه بأن اتحاد الكرة يبيع البث الفضائي لإنعاش الأندية حتى أصبحنا نسمع أرقاما كانت خرافية حتى وقت قريب.
سمير زاهر تولى رئاسة اتحاد الكرة عشر سنوات ولاية أولى من 96 إلى 99 ومن 2005 حتى فبراير 2012.. عشر سنوات حقق فيها أربع بطولات أمم أفريقية - 98-2006-2008-2010- أي أنه حقق العلامة الكاملة في كل البطولات التي شارك فيها والبطولة الوحيدة التي لم يشارك فيها هي بطولة 2012 بعد أن ودع منتخبنا التصفيات التي جاءت في أعقاب ثورة يناير حيث كانت جرت في البحر مياه ومياه.
بطولة بوركينا فاسو الابن البكر
كان الكابتن سمير زاهر رحمة الله عندما سألته عن أقرب البطولات إلى قلبه كان يجيب بلا تردد:- بوركينا فاسو لأني اعتبرها الابن البكر ولأنها جاءت بعد ولادة متعثرة.. وعن ذكرياتها قال الكابتن سمير زاهر (لي) إن صديقه محمود الجوهري أصدر تصريحا فاجئ الجميع عندما قال إن تصنيف المنتخب يؤهله لتحقيق المركز الـ13 في البطولة وقتها كان المنتخب قد أنهى ترتيباته لإقامة معسكر في فرنسا وإذ بقرار الجنزوري آنذاك بإلغاء السفر والمعسكر الخارجي لتوفير النفقات.. زاهر ورغم الحزن اتفق مع الجوهري على إقامة معسكر في أسوان (كنت شاهدا عليه) ودعا إليه الإعلام وعدد من رؤساء المناطق ولعبنا مباريات ودية مع الجزائر وتوجو ثم فاجئ الجوهري الجميع بالحصول على البطولة وكانت المرة الأولى التي يستقبل فيها رئيس الجمهورية منتخبا عائدا بالكأس من الخارج.
في الثلاث بطولات المتتالية التي حققها زاهر كان لا يفارق معسكر المنتخب مع كل بطولة ودائما كانت هناك مكالمات يومية بيني وبينه وتنتهي بكلمة منه (خلي أمك تدعيلنا) ووقتها أبلغ الحاجة بأن تدعو للمنتخب وللكابتن سمير.. كنت أعتبر الكابتن سمير واحدا من أهل بيتي وهو الذي شرفني فيه أكثر من مرة وهو على رأس اتحاد الكرة.. ولذلك فإن جميع أهل بيتي يعتبرون الكابتن واحدا منهم.
هذا هو سمير زاهر الذي صنع للكرة المصرية ما لم يصنعه آخرون ورغم ذلك لم يطلق اسمه على بطولة أو على مقر أو أي شيء من هذا القبيل …نعم الكابتن صالح سليم أطلق اسمه على الشارع الموجود فيه النادي الأهلي والكابتن الجوهري أطلق اسمه على أحد شوارع مصر الجديدة …. ولكن الكابتن سمير عانى التجاهل من هؤلاء الذين كانوا في يوم من الأيام يحلمون بمجرد السلام عليه.
نعم إنه سمير زاهر الذي صنع تاريخا للكرة المصرية بفضل إدارته وجعل الكره المصرية في الصف الأول للكرة الإفريقية ولكنه لم يرد له أحد الجميل.
لم يرد له الجميل لأن هناك من ينغص قلبه عندما تذكر له أيام الكابتن سمير والخير الذي كان يعيشه الاتحاد وقتها ما بين إعلامي كف الكابتن سمير يده عن العبث بالمنتخب أو إعلامي آخر باع نفسه من أجل مصالحه الشخصية ومسئولين رأوا أن ذكر اسم الكابتن كفيل بأن يشعرهم بأنهم فشلة وأنهم غير جديرين بالكرسي الذي يجلسون عليه ولم يظهر حتى تاريخه رجل حكيم يعيد للرجل حقه.
نعم لو كان هناك عدل لتم وضع صورة الكابتن سمير زاهر بالحجم الطبيعي في مدخل اتحاد الكرة لربما يغير الجالسون على الكرسي ويحاولون تقليده.. رحم الله كابتن مصر سمير زاهر هذا الدمياطي الذي عاش كريما مع كل من تعامل معه.. أدعو الله أن يجعل مثواه الجنة.