من كارت شحن لـ بيومي فؤاد: عفوًا لقد نفد رصيدكم، يرجى إعادة المحاولة
ظل بيومي فؤاد قاسمًا مشتركًا في معظم الأعمال السينمائية والتليفزيونية في السنوات الأخيرة، كما أصبحت صورته عنصرًا أساسيًا في أغلب الأفيشات والبروموهات الجديدة، حتى صار البعض يتندر قائلًا: "متى يرفع بيومي فؤاد الأذان"؟!
أسباب كثيرة ومتنوعة أغرت المنتجين والمخرجين بالتعامل مع بيومي فؤاد، أبرزها: عدم المغالاة في أجره وعدم وضع شروط تعجيزية وعدم تقمص دور النجم. أحيانًا كثيرة.. يذهب بيومي فؤاد إلى اللوكيش دون الاطلاع على نص العمل، ودون معرفة هويته من الأساس، ولا معرفة شركائه فيه!
بيومي فؤاد الذي يلامس عامه التاسع والخمسين عرف طريق النجومية وأدركته الشهرة في سن متأخرة نسبيًا، ربما بعد الأربعين، عقب سنوات عديدة قضاها موظفًا في وزارة الثقافة، وممثلًا صغيرًا لبعض الأدوار.
انطلاقة الدكتور ربيع
كان ظهور بيومي فؤاد في الأجزاء الأولى من مسلسل "الكبير" في شخصية "الدكتور ربيع"، بدءًا من العام 2010، مؤشرًا على ظهور ممثل كوميدي ذي طابع خاص.
استطاع "بيومي" خلال أجزاء "الكبير"، جزءًا وراء جزء، أن يطرح نفسه بديلًا للراحل حسن حسني، أو أن يكون امتدادًا لممثلين راحلين على غرار عبد الفتاح القصري.
وبالفعل فتح الفن أبوابه واسعة أمام النجم الجديد، ولم يتوقف كثيرًا عند اسمه غير الفني وأشياء أخرى، ولم يبخل عليه بشيء، وسرعان ما جاور نجوم الصف الأول، وكان في بعض الأعمال ندًا لهم.
بيومي فؤاد متصالح مع نفسه
بدا "بيومي"، سواء في مقابلاته المتلفزة أو في أعماله، متصالحًا جدًا مع نفسه، فهو ليس مشغولًا بما يتحدث عنه بعض زملائه من إشكاليات رسالة الفن وتنظيراته، ولكنه يقدم فنًا من أجل المال.
أوجد بيومي فؤاد لنفسه نظرية فنية ثالثة، بعد: "الفن للفن"، و"الفن للمجتمع"، وهي: "الفن من أجل المال". جميع تصريحاته وتصرفاته كانت تنبيء إلى ذلك وتقود إليه.
كانت إيفيهات بيومي فؤاد في بداياتها حاضرة وطازجة ومثيرة للضحك غالبًا، رغم ما يشوبها من تنمر وحِدَّة، ولكنها تواكب الذوق العام، قبل أن يقع في فخ التكرار والنمطية..وأحيانًا الإسفاف.
مغامرة الرهان على الجمهور
عندما يحب الجمهور ممثلًا ما، فإنه يعفو له عن كثير، ويتغاضي له عن عمل هابط أو رديء، وهو ما حدث مع "بيومي" في مرات عديدة.
ظل بيومي فؤاد البسمة المضمونة في أي عمل فني، في وقت تعاني فيه الكوميديا أشد المعاناة؛ ما دفعه إلى الرهان على حب الجمهور طول الوقت.
لم يتخيل بيومي فؤاد أن الرهان على الجمهور طول الوقت مغامرة غير مأمونة العواقب. التاريخ الفني يحفل بكثير من المواقف الداعمة لذلك. طالما انصرف الجمهور وأدار ظهره لفنانين أمتعوه وأدخلوا البهجة على قلوبه البائسة.
كما كانت شخصية "الدكتور ربيع" تُعتبر "ماستر سين" في مسيرة بيومي فؤاد، ونقلة غير طبيعته في حياته الفنية، فإن مداخلته عقب تقديم أحد العروض المسرحية في موسم الرياض في الأيام الأولى من شهر نوفمبر الماضي تُعتبر "ماستر سين" آخر، ولكن في الاتجاه العكسي تمامًا.
لم يكن "بيومي" مضطرًا إلى الركض في الاتجاه العكسي –كما فعل لأسباب لم تعد خافية على أحد- ولكنه فعل، فكان موقفًا له تبعاته وتداعياته التي لم يحسبها، فكان لا يزال حينها يراهن على رصيده عند الجمهور، متوهمًا أنه سوف يغفر له ما تقدم من سقطاته وما تأخر وما يستجد!
مداخلة بيومي فؤاد تضمنت إساءة مباشرة وواضحة إلى شخص زميله محمد سلام الذي كان قد أعلن انسحابه من المشاركة في مسرحية "زواج اصطناعي" في اللحظات الأخيرة؛ تعاطفًا مع غزة التي تتعرض منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن إلى عدوان غاشم من الاحتلال الإسرائيلي.
رفض "سلام" السفر إلى موسم الرياض، وتنازل عن أجره الكبير؛ معلنًا عدم استعداده النفسي للمشاركة في عمل يتضمن أغاني واستعراضات، في الوقت الذي تغتال فيه إسرائيل جميع مظاهر الحياة في غزة.
موقف سلام وغضب بيومي
الموقف الوطني والإنساني للممثل الشاب لم يرق لـ"بيومي" الذي انبرى مهاجمًا ومنتقدًا إياه في ختام العرض المسرحي، ولا يعلم أحد إن كان قد فعل ذلك من تلقاء نفسه أو مدفوعًا. فعل "بيومي" ذلك وهو لا يزال يراهن على من جديده على رصيده عند الجمهور.
منذ هذه اللحظة..بدأ رصيد بيومي فؤاد محليًا في تراجع كبير على جميع الأصعدة، بدءًا من متابعيه في الفضاء الإلكتروني وصولًا إلى أعماله السينمائية الجديدة.
وكما أعلن المصريون مقاطعة السلاسل التجارية والشركات العالمية الداعمة للكيان، منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، فإنهم ضموا أيضًا إلى قوائم المقاطعة أعمال بيومي فؤاد..ياللهول..سبحان مغير الأحوال.
الأفلام الأخيرة التي شارك بيومي فؤاد فيها وظهر على أفيشاتها مثل: "أنا وابن خالتي" وصولًا إلى "كارت شحن" تعاني –بلغة الأرقام- ولم تحقق سوى إيرادات هزيلة جدًا، فضلا عن أفلام أخرى سوف تُطرح قريبًا للعرض، تواجه مصيرًا مجهولاً.
رهان بيومي فؤاد على رصيده عند الجمهور المصري جاء خاسرًا هذه المرة؛ لأن الأمر لا يتعلق بالمشاركة في عمل فني رديء، أو إعادة تدوير إيفيهات، أو إطلاق أخرى هابطة، ولكن يتصل بقضية كل العرب، بل والإنسانية الرشيدة، وهي القضية الفلسطينية، حيث وطنٌ مُحتل، وشعبٌ يُباد، وحياة تُغتال.
إيرادات هزيلة والمقاطعة لا تزال مستمرة
الأرقام الصادرة يوميًا عن غرفة صناعة السينما تؤكد أن بيومي فؤاد، الذي كان "حصانًا جامحًا" وورقة مضمونة لإنجاح أي فيلم تجاريًا، تحول إلى أشبه بـ"حصان الحكومة"، لم يعد وجوده الفني مرغوبًا فيه، ولا ضامنًا لأي مكسب.
إيرادات فيلم "كارت شحن" الذي يُعرَض حاليًا في دور السينما يبعت رسالة مباشرة إلى بيومي فؤاد..مفادها: "عفوًا..لقد نفد رصيدكم..يرجى شحن الرصيد وإعادة المحاولة"..ولكن يبقى السؤال: هل فعلًا تنجح المحاولة؟ أم إن بيومي فؤاد لم يعد في حاجة أصلًا لها؛ فالرجل لم يكن مشغولًا –كما يقول ويؤكد- سوى بجمع المال، وها هو قد وجد ضالته المنشودة في مكان آخر؟.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.