سيناريو غزو الصين لـ تايوان.. عرقلة وصول السلاح الأمريكي لـ تايبية.. وتغيير إدارة بايدن الأمل الوحيد لوقف الحرب
الغزو الصيني لتايوان، بات السيناريو الأقرب لحسم التوتر الكبير بين بكين وتايبية خاصة في ظل التدخل الأمريكي المتزايد في منطقة شرق آسيا والذي تراه الصين انتهاكا لسيادتها.
سيناريوهات الغزو الصيني لتايوان
وتناولت تقارير إعلامية سيناريو الغزو الصيني لتايون، وجميعها أكدت أن هذا السيناريو أصبح الأقرب إلى أرض الواقع في ظل الخطوات التي اتخذتها بكين خلال الفترة الأخيرة من تطوير قدراتها العسكرية والتدريبات المكثفة التي تجريها حول تايوان والتي تشبه مناورة على اجتياح الجزيرة التي تعتبرها بكين خاضعة لسيادتها.
وبلغت التوترات بين الصين وتايوان أقصاها خاصة بعد صفقات التسليح التي حصلت عليها تايبيه من الولايات المتحدة الأمريكية والتي اعتبرتها بكين أنها تطور خطير يهدد أمنها القومي.
وما فتح شهية الصين نحو مسألة غزو تايوان، هو نجاح روسيا في تحقيق أهدافها في أوكرانيا حتى الأن، وقدرتها على التصدي للعقوبات الغربية والدعم الذي تقدمه دول الناتو لكييف، فقد تحذو بكين حذو موسكو لحسم الأزمة التايوانية.
وبدأت الصين في اتخاذ خطوات تمهد لغزو تايوان أخرها، فرض عقوبات على شركات سلاح أمريكية باعت صفقات سلاح لتايوان.
وفي السياق ذاته قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية اليوم الأحد إن بكين ستفرض عقوبات على خمس شركات أمريكية للصناعات العسكرية ردا على مبيعات أسلحة لتايوان.
وأضاف المتحدث أن الشركات الخمس هي بي.إيه.إي سيستمز لاند اند أرمامنتس وألاينت تيكسيستمز أوبريشنز وأيروفيرونمنت وفياسات وداتا لينك سولوشنس.
تحركات عسكرية صينية ضد تايوان
وتأتي العقوبات قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تايوان في 13 يناير التي وصفتها الصين بأنها اختيار بين الحرب والسلام.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية وافقت في الشهر الماضي على مبيعات معدات قيمتها 300 مليون دولار إلى تايوان لمساعدتها في صيانة نظم معلوماتها التكتيكية.
رئيسة تايوان ترد على تصريح نظيرها الصيني بشأن "إعادة التوحيد"
وقال المتحدث في بيان إن مبيعات الأسلحة في الآونة الأخيرة "تقوض بشدة سيادة الصين ومصالحها الأمنية وتضر بشدة بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان".
وأضاف أن الصين ستجمد أصول هذه الشركات وستمنع الأفراد والمؤسسات في الصين من التعامل معها.ولم ترد السفارة الأمريكية في بكين حتى الآن على طلب للتعقيب.
ومما يزيد من حدة هذه التوترات هو قيام المقاتلات الصينية باختراق الأجواء التايوانية بشكل متكرر، في نشاط عسكري متزايد خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأكدت تقرير إعلامية فرضية اجتياح الصين عسكريا لجزيرة تايوان، بعدما أوردت الاستخبارات الأمريكية معلومات هي الأخرى تزامنا مع النشاط العسكري الصيني هناك، تزعم استعداد الصين لشن هجوم على تايوان عام 2027.
وذكرت وزارة الدفاع التايوانية أن 19 طائرة، جميعها مقاتلات من طراز جيه - 10، حلقت داخل الركن الجنوبي الغربي من منطقة الدفاع الجوي التايوانية. وهذا الركن أقرب إلى الساحل الصيني منه إلى تايوان وفقا لخريطة نشرتها الوزارة.
وفي مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية، قال مدير المخابرات المركزية "سي أي إيه"، وليام بيرنز، إن معلومات جهازه تظهر أن الرئيس الصيني، شي جين بينج، أمر قوات بلاده "بأن تكون جاهزة" بحلول عام 2027 لاجتياح تايوان.
وأضاف بيرنز بأنه في نفس الوقت، يوجد شكوك حول قدرة الجيش الصيني على النجاح في هذا الأمر؛ نظرا لتجربة روسيا في حرب أوكرانيا.
الاجتياح الحتمي لتايوان
وأشارت التقارير إلى أن كل المؤشرات تدل بالفعل على أن الاجتياح الصيني أصبح قريبا، وبكين تنوي السيطرة على تايوان التي تعتبرها جزء من أراضيها، وتخشى التحريض الأميركي للتايوانيين باتجاه الانفصال.
وحذرت التقارير من الاستهانة الأمريكية بقدرة الصين على تنفيذ الاجتياح، واصفة ذلك بأنه "أمر يثير الضحك؛ فتايوان ستكون هدفا سهلا للغاية، لن يكلف الصين الكثير، والضربة ستكون سريعة وخاطفة".
وعن مقارنة واشنطن الوضع بحرب أوكرانيا، فإن هذه المقارنة "بعيدة تماما"، خاصة وأن أوكرانيا تجاورها دولة عضوة في حلف "الناتو"- في إشارة إلى بولندا- تمرر دول الحلف عبرها الأسلحة والمساعدات إلى أوكرانيا، أما تايوان فهي جزيرة بمجرد أن تحاصرها البحرية الصينية سيكون الأمر انتهى، والمساعدة عن طريق الجو محفوفة بالمخاطر.
وعلى ما يبدو فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا يهمها كثيرا النتائج العسكرية للاجتياح مثلما تنظر إلى العواقب الاقتصادية على الصين، فهي تسعى إلى استنزاف بكين بشكل كبير.
وربطت تقارير مصير اجتياح تايوان بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة عام 2024.
ويوضح أنه إذا فاز بها الحزب الديمقراطي، الداعم لتقويض طموح الصين وروسيا بأي شكل "ستكون المواجهة موجودة لا محالة"، أما لو فاز الحزب الجمهوري، فإنه المعروف من تجربة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب أن معركته مع الصين اقتصادية، ولم يطور الأمور لتصل لاشتباك عسكري وإشعال حرب.
ومن أشكال "الحرب الباردة" بين بكين وواشنطن، توثيق العلاقات الأمريكية مع دول المنطقة صاحبة الخصومات والنزاعات مع الصين بشأن ملكية مناطق وأراضي، مثل اليابان والفلبين.
رسم وزير الدفاع التايواني، تشيو كو تشنج، الخطوط العريضة للاجتياح الصيني، وتوقعاته لنتائجه، قائلا إن بلاده قد تشهد هجوما صينيا خاطفا.
وأضاف في تصريحات صحفية قبل أيام: "نستطيع صد الهجوم الأول، ولكن يجب أن يكون هناك دعم"، و"ستواجه الصين صعوبات"، "الصين ليست قوية للسيطرة على تايوان في أسبوع أو اثنين"، و"إذا فرضت علينا حصارا فلدينا الخطط للالتفاف عليه".
وفي وقت سابق أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج أن "إعادة توحيد" الصين مع تايوان حتمي، قائلًا إن "توحيد الوطن الأم بأكمله حتمية تاريخية".
وفي خطابه بمناسبة العام الجديد، استخدم جين بينج لهجة أكثر حزمًا مقارنة بتلك التي استخدمها العام الماضي، قبل أسبوعين من انتخاب زعيم جديد لتايوان.
وأضاف: "كل المواطنين أبناء الوطن الواحد على جانبي مضيق تايوان يجب أن يجمعهم شعور واحد ويتملكهم شعور الفخر بتجديد شباب الأمة الصينية".
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تايوان في 13 يناير، في وقت تشهد فيه العلاقات بين بكين وتايبه توترًا، وتكثف الصين ضغوطها على تايوان التي تنظر إليها على أنها جزء "مقدس" من أراضيها.
والعام الماضي، اكتفى شي بالقول إن الشعبين على جانبي المضيق هم "أفراد من نفس العائلة"، وعبّر عن أمله في أن يتعاون الناس من الجانبين معا؛ من أجل "التعزيز المشترك للرخاء الدائم للأمة الصينية".
وتكثف الصين ضغوطها العسكرية لتأكيد مطالبتها بالسيادة على تايوان الخاضعة لحكم ديمقراطي والتي ستُجري انتخابات رئاسية وبرلمانية في 13 يناير.
وجاء تعليقات شي في خطاب ألقاه عشية العام الجديد وكانت أقوى من تصريحاته في العام السابق عندما اكتفى بالقول إن الشعبين على جانبي المضيق هم "أفراد من نفس العائلة".
وردا على سؤال عن خطاب الرئيس الصيني، قالت رئيسة تايوان في مؤتمر صحفي في المكتب الرئاسي في تايبه بمناسبة العام الجديد إن الديمقراطية هي المبدأ الأهم فيما يتعلق بالمسار الذي يجب اتباعه في العلاقات مع الصين.
وأضافت "هذا يشمل الإرادة المشتركة لشعب تايوان لاتخاذ قرار. وفي نهاية الأمر نحن دولة ديمقراطية".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
