رئيس التحرير
عصام كامل

4 أزمات دولية في العام الجديد تهدد بقاء الحياة على الأرض.. السنوات العجاف.. الصين تترقب.. يد تحمل السلام والأخرى تعلن الحرب الشاملة

تعبيرية، فيتو
تعبيرية، فيتو

حياة تمضى بطعم المرارة، هكذا كانت ذكريات العالم يوميا عام 2023، بعدما تصاعد صوت المدافع والقنابل والدمار والحرائق، طافت الجثث بالشوارع على عربات «كارو» فى مشهد يعيد الإنسانية 100 عام إلى الوراء، غابت السياسة وحضرت البلطجة السياسية والسفه الأخلاقي من أوكرانيا إلى غزة.

كان عام احتضار المنظمات الدولية أيضًا، لم تستطع هذه المؤسسات تغليب صوت العقل، فى أقصى شرق آسيا تبدو ثقافة التربص على أشدها بين الصين وتايوان، الصدام العسكري على المحك مع قرب عقد الانتخابات الرئاسية فى شبه الجزيرة التى تصر الولايات المتحدة -الطرف الفاعل فى أزمات العالم- على نزع سيادة الصين عنها، وتنصيب حاكم يدار عن بعد من البيت الأبيض.

وعلى حدود مصر الشرقية انفجرت أم القضايا العربية، وأصبح الشعب الفلسطيني الأعزل يذبح فى غزة بدعم من واشنطن أيضًا التي تستغل نفوذها فى إشعال الحرائق، وتكيل حقوق الإنسان بمكاييل يحددها أبناء العم سام.

ووسط رفات الشهداء تتحدث أمريكا عن حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من جذوره، مع أنها تتحدث منذ عقود طويلة، نستمع وتطرح نفس الأسطوانة، ومع كل عام جديد نترقب بصيصًا من الضوء فى نهاية النفق المظلم على أمل صدق الوعود وميلاد دولة فلسطين، ولكن لا جديد فى الأفق إلا القتل والتشريد ومحاولة خنق القضية وأهلها.

وعلى شاكلة جميع الأزمات التي ما زالت لا تراوح مكانها، تفجر الوضع فى الجارة الجنوبية السودان، وبرز للعلن بدون مواربة لعبة الأجندات الخارجية، وأصبحت الخيانة على المشاع لمن يدفع أكثر لضمائر ارتهنت إلى الدولار، وتخلت طواعية عن الأوطان.

والسؤال الأكثر منطقية: ماذا يحمل 2024 فى جعبته لشعوب باتت على حافة الانهيار على يد نخبة حاكمة تستدعى النهاية سريعا وتقف منتظرة فناء الكوكب لتحكم الفراغ؟ ما مصير حرب روسيا وأوكرانيا؟ وما هو مستقبل السودان الغارق في القتال؟ وهل نرى الدولة الفلسطينية قبل القيامة؟ ومتى يمكن كتابة السطر الأخير فى الصراع الصيني الأمريكي أم تكون الحرب قشتها تايوان؟

التفاصيل في ملف «فيتو»..

 

انتخابات فى أجواء صعبة، ترصد من كل اتجاه صراع التاريخ والمكاسب والثروة والحرية الذى يفرض نفسه على الحدث، إما احترام نداء الجغرافيا، وإما الانسلاخ والانتماء للحداثة والدوران فى فلك الولايات المتحدة الأمريكية وزيادة الضغط على أسباب الصراع مع الصين وتحمل التكلفة كاملة، هذه هى التداعيات المنتظرة من الانتخابات الرئاسية فى تايوان الآن.

ويتصاعد التوتر حول تايوان خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وينذر بسيناريوهات ربما تكون أكثر حدة خلال المراحل المقبلة، خاصة بعد أن شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدًا من جانب الصين التى قامت بمحاكاة غارات جوية على الجزيرة، بينما طوقت قواتها البحرية تايبيه، فى رد اعتبره البعض تحذيرا شديد اللهجة جراء زيارة رئيسة تايوان للولايات المتحدة الأمريكية، ما استفز الصين، إذ تعد تايوان ورقة ثمينة فى الحرب التكنولوجية والتجارية الراهنة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وذلك نظرا لريادتها فى صناعة الرقائق الإلكترونية.

وازدادت المخاوف قبل أسبوعين من إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التايوانية، والمقرر إجراؤها 14 يناير ٢٠٢٤، فى ظل ظروف غامضة ومضطربة، خاصة بعد الهزيمة التى تعرض لها الحزب الديمقراطى التقدمى الحاكم نوفمبر 2022 خلال الاقتراع المحلى، وانتصرت إرادة الصين والحزب الشيوعى الحاكم على الأعضاء والموالين للحزب الديمقراطى التقدمى من المنادين بانفصال تايوان عن بكين، الأمر الذى اعتبر حينها بمنزلة ضربة قاضية بالنسبة للانفصاليين التايوان ومن خلفهم أمريكا.

وتايوان هى نقطة توتر كبرى بين الصين والولايات المتحدة، فضلًا عن ذلك فالجزيرة منتج رئيسى لأشباه الموصلات، بينما يشكل مضيق تايوان طريقًا بحريًا مهمًا للتجارة العالمية.

وتعتبر الصين تايوان إقليما لم تتمكن بعد من إعادة توحيده مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1949، وفى السنوات الأخيرة، كثفت بكين ضغوطها العسكرية على الجزيرة وزادت المخاوف بعد أن أعلنت تايوان رصدها نشاطًا لطائرات وسفن حربية صينية تمثلت فى مقاتلات «جيه - 10» و«جيه -11» و«جيه - 16» وطائرات إنذار مبكر فى المجال الجوى بشمال ووسط وجنوب غربى الأسبوع الماضى، قبل نحو أسبوعين من الانتخابات التايوانية.

كما أن الـ10 طائرات التى عبرت الخط الفاصل لمضيق تايوان والمناطق القريبة منه نفذت بالتعاون مع سفن حربية صينية دوريات للاستعداد القتالى المشترك -ويعد الخط الفاصل بمنزلة حدود غير رسمية بين الجانبين، لكن الطائرات الصينية تحلق حاليًا فوقه بانتظام- الأمر الذى لم تعلق عليه الصين حتى الآن.

وترصد كل من بكين وواشنطن فى الوقت الحالى الانتخابات الرئاسية التايوانية من كثب، لأن نتائجها قد تقرر مستقبل العلاقات بين الجزيرة والصين، لذا تكثر التساؤلات حول مستقبل الانتخابات فى تايوان ومدى إمكانية أن تؤدى إلى حرب كبرى بين تايوان والصين بسبب تدخل الأخيرة وردود أفعالها المختلفة فى الأيام القليلة الماضية، والتى تسبق عملية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وردا على هذه التساؤلات قال اللواء الدكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجى، إن الصين تتقدم اقتصاديا بطريقة كبيرة جدا، وأصبحت هى العدو الرئيسى لأمريكا، لذا تحاول عرقلتها بكل الطرق عبر الزج بها فى أى صراع عسكرى يلهيها عن التقدم الاقتصادى المتطور، أملا فى هدم اقتصادها، مشيرا إلى أن الصين تعى بشكل كاف كل تلك المخططات، ولن تدخل فى أى صراع عسكرى يهدد بإيقاف تقدمها الاقتصادى، ما يحقق فى النهاية رغبة الولايات المتحدة الأمريكية.

وتابع: إن كل ما يحدث فى الفترة الأخيرة ما هو إلا مناوشات ومناورات فقط، لكن من المؤكد أن الصين لن تدخل فى عمل عسكرى، لأنها تدرك جيدا أن تايوان لها فى النهاية، كما أن العالم أجمع يدرك جيدا أن الصين وتايوان بلد واحد.

واستكمل حديثه قائلا إن الصين بحلول 2030 ستصبح أكبر قوى اقتصادية فى العالم وستتفوق على أمريكا التى تسعى وتحاول جاهدة لتشتيت بكين فى أى معارك جانبية تستنزفها.

وبدورها قالت الدكتورة نادية حلمى، الخبيرة فى الشئون السياسية الصينية الآسيوية وأستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف، إن تايوان أعلنت رصد نشاط طائرات وسفن حربية صينية بالقرب من الجزيرة التايوانية قبيل بدء الانتخابات الرئاسية التايوانية رسميا، وتضمن ذلك عبور الطائرات لخط يقسم مضيق تايوان، فى استمرار لأنشطة بكين العسكرية قبل ٣ أسابيع من الانتخابات الرئاسية فى تايوان.

وتابعت: تهدف كافة تلك التحركات العسكرية الصينية إلى حماية سلامة الأراضى الصينية، فضلًا عن تخوف الحكومة من رفض تايوان مطالبات بكين بالسيادة عليها، وتأكيد مسئوليها أن شعب الجزيرة وحده هو الذى يمكنه تقرير مستقبله، مضيفة: وفقًا لكافة استطلاعات الرأى زعيم الحزب التقدمى الديمقراطى الحاكم المعارض لبكين “لاى تشينج تى” هو الأوفر حظًا فى الفوز بالانتخابات الرئاسية التايوانية المقبلة، وهو ذاته الذى نددت به بكين بوصفه انفصاليا، ولكنه فى الوقت نفسه الأقرب أن يكون الرئيس القادم لتايوان.

واستطردت: “إصرار الصين على انتزاع اعتراف من الرئيسة الحالية لتايوان بإجماع ١٩٩٢، وهو عبارة عن اتفاق ضمنى ينص على أن تايوان جزء من الصين، محاولة لفرض نفس الإطار على الحزب التقدمى الديمقراطى الذى يرفض ذلك.

وأضافت: “ومع ذلك، من وجهة نظرى، فإن الحرب لا تزال غير محتملة بين الصين وتايوان، على الرغم من الزيارة التى قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكى السابقة “نانسى بيلوسى” إلى تايوان فى أغسطس ٢٠٢٢، والتى أدت إلى تصعيد التوترات إلى مستوى جديد، ورغم وجود ٤ تصريحات للرئيس الأمريكى جو بايدن منذ توليه الرئاسة، أكد فيها أنه سيرسل قوات أمريكية لحماية الجزيرة التايوانية فى مواجهة الصين.

وتابعت: هناك محاولات جدية من قبل الحزب التقدمى الديمقراطى الحاكم فى تايوان للاستعداد للحرب، من خلال تقوية علاقات تايوان مع الولايات المتحدة الأمريكية والديمقراطيات الأخرى ذات التفكير المماثل والمؤيد لانفصال تايوان عن الصين، بما فى ذلك تقوية علاقاته مع حلفاء غير رسميين مثل (اليابان - أستراليا)، ومع ذلك فإن احتمالية تقديم هذه الدول مساعدة لتايوان وقت خوض أى حرب مع بكين ضعيفة للغاية.

واستكملت: بناءً عليه تؤيد الصين موقف الحزبين المعارضين الرئيسيين التايوانيين، وهما حزبا: “الكومنتانج” و”حزب الشعب التايوانى”، وكل منهما يرى حاجة تايوان إلى الحوار مع الصين من أجل تحقيق السلام، إذ لا يمكنها الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية أو أى طرف آخر لإنقاذ الموقف.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية