رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل معاناة أهل الصعيد مع قطارات قصب السكر.. "الديكوفيل" بدائي الصنع وبلا وسائل أمان.. يمر بين المنازل السكنية بدون مواعيد.. ويسبب خسائر بالأرواح ويدمر القضبان الحديدية

قطارات قصب السكر،
قطارات قصب السكر، فيتو

يعد قطار قصب السكر أو "الديكوفيل" الذي يتم استخدامه في محافظات الصعيد شاهدا على عراقة السكة الحديد في مصر كأقدم خط للقطارات في الشرق الأوسط وأفريقيا وثاني خط عالمي بعد السكك الحديدية البريطانية، سواء في نقل الركاب والبضائع. 

 

حيث شهد عام 1879 استخدام قطارات الديكوفيل في نقل قصب السكر بمدينة نجع حمادي بمحافظة قنا، من الحقول إلى مصنع السكر الذي قام بإنشائه الخديوي إسماعيل من أجل تلبية الاحتياجات المحلية من منتج السكر بعد أن كانت مصر تستورد جزء منه من الخارج.

 

مرحلة اعتماد مصر على وابورات من الخشب في نقل قصب السكر

قطار قصب السكر، فيتو 

 

تستخدم قطارات قصب السكر في نقل محصول القصب من المزارع إلى مصانع السكر المنتشرة بمحافظات الصعيد، حيث تسير تلك القطارات بين المنازل السكنية للمواطنين وبحسب دليل متحف السكة الحديد، فإن عمليات نقل القصب التي كانت تتم في بداية دخول خطوط السكة الحديد في مصر على وابورات مصنوعة من الخشب وكانت حمولتها تصل إلى 5 أطنان من القصب وتم استخدامها رسميًا في عام 1879، حيث قامت مصر وقتها بشراء 223 عربة من إنجلترا وتم استخدام أيضا عربات مصنوعة من الصاج كنوع من التطوير وقتها وشكلت قطارات الديزل التي تعمل بالسولار نقلة نوعية في نقل قصب السكر وهي الموجودة حاليًا على خطوط قطارات القصب بالصعيد.

 

يتم تعبئة عربات القطار التي تصل حمولتها حوالي 5 أطنان، منذ الساعات الأولى من الصباح، وذلك باستخدام الوسائل المتاحة مثل عربات الكارو التي تجرها الحمير والبغال، وأيضا تحمل على الإبل وحديثا على  السيارات الكبيرة، ويتم تجهيز القطار التي تصل عدد عرباته إلى حوالي 30 عربة، تسير  على قضبان حديدية ضيقة جدًا تختلف عن قضبان القطارات التي تنقل الركاب لتتناسب مع الظروف المكانية، ويمر قطار القصب بين المنازل، ويقوم قائد القطار بتشغيل صافرة القطار لتنبيه المارة على الطريق ويسير بشكل بطيء حتى لا يصدم أحد، بالإضافة إلى الوزن الكبير الذي يحمله يصعب معه التوقف بسرعة في حالة الطوارئ، ويقوم مساعد قائد القطار بإزالة بعض العوائق الموجودة على قضبان القطار.

 

معاناة محافظات الصعيد من قطارات قصب السكر 

خروج قطارات القصب عن القضبان، فيتو

على الرغم من الأهمية الكبيرة التي شكلتها قطارات القصب في المراحل التاريخية المختلفة إلا أنها ومع مرور الوقت شكلت أزمة كبيرة عرضة حياة العديد من الأفراد والمنازل السكنية إلى الخطر بسبب الإهمال الشديد في أعمال الصيانة والتطوير ورصدت فيتو بعض المشاكل التي يعاني منها سكان محافظات الصعيد من هذه القطارات والتي تمثلت في المحاور الآتية:

 - عدم وجود مواعيد محددة لعبور تلك القطارات 

 - عدم توافر وسائل أمان  كافية للتعامل مع هذه القطارات

 - عدم وجود أي أساليب لتنبه المواطنين أثناء عبورها

 - بدائية عملية تشغيل القطارات في القيادة والتحرك

 - تآكل القضبان الخاصة بهذه القطارات

 - مرور قطارات قصب السكر بين المنازل السكنية للمواطنين

اصطدام قطارات القصب بالمنازل، فيتو

وشهدت السنوات الماضية بعض الحوادث التي كان سببها خروج بعض قطارات القصب عن القضبان نتيجة عدم توفير الصيانة الكاملة للعربات ولقضبان السكة التي يسير عليها القطار مما هدد حياة الكثيرون ممن يتواجدون بالقرب من خط السكة الحديد بالخطر كما تسببت تلك القطارات في إزعاج كبير للمواطنين نتيجة أصوات التشغيل العالية الخاصة بجرارات هذه القطارات وتتمثل مشكلة خطوط الديكوفيل أنها موجودة بين منازل القرى، وبسبب هذا تحدث الكثير من الحوادث، خاصة أن الديكوفيل عند قدومه لا يشعر به المواطنون، وتقع العديد سنويا من الضحايا؛ بسبب اصطدامه بـ الديكوفيل وأغلب الضحايا من الأطفال.

 

أهالي محافظات الصعيد طالبوا بأن يتم العمل على  توفير وسيلة أخرى لنقل محصول القصب بدلا من خطوط الديكوفيل التي تهالكت وسيارات النقل التي تسبب ازدحامًا كبيرًا واختناقات مرورية عديدة عند مرورها وسط التجمعات السكنية وفي الشوارع الرئيسية حفاظا على أرواحهم تحديدًا مع   بدء موسم الموسم الثاني لقصب السكر "الخريفي" ويبدأ موسم الحصاد منذ شهر يناير ويستمر حتى شهر مايو، وخلال هذه الفترة يبدأ  قطار القصب رحلته من كل عام في وقت الحصاد إلى الأراضي الزراعية التي يزرع بها محصول القصب لكي يحصل على إنتاج المزارعين من قصب السكر وتوريده  المصانع السكر المنتشرة بمحافظات الصعيد ويعتبر اقتصار تشغيل هذه القطارات على بعض المواسم من أهم أسباب عدم تطوير قطارات القصب بسبب تعرض القطارات إلى العوامل الجوية المختلفة بالإضافة إلى عدم وجود رقابة على قضبان قطارات قصب السكر.

 

مصادر بالسكة الحديد: عربات قطار قصب السكر تتبع شركات السكر والجرارات ملك للهيئة 

 حسب مصادر بهيئة السكة الحديد فإن هذه القطارات تتبع في الأساس شركات السكر التي تقوم بطلب استئجار الجرارات من السكة الحديد فقط وإنما عربات نقل القصب تتبع شركات السكر، وزارة النقل قامت بتطوير شامل لمنظومة نقل البضائع بالسكة الحديد مؤخرا حيث قامت بتحديث عربات نقل البضائع والاعتماد على بعض شركات القطاع الخاص لتشغيل وإدارة نقل البضائع بالقطارات.

 

اللواء عادل الخولي:  لابد أن يقتصر دور الهيئة على التخطيط والإشراف والقطاع الخاص يتولى الإدارة

اللواء عادل الخولي عضو الجمعية العامة للنقل البري أكد لفيتو أنه لابد من تكامل منظومة نقل البضائع عن طريق عربات السكك الحديدية مع القطاع الخاص وأن القطاع الخاص لابد أن يكون مشاركًا أساسيًا  في كل مشروعات النقل بالسكك الحديدية نظرًا لم يتمتع به القطاع الخاص من قدرة على الإدارة وتقديم خدمة أفضل ويكون دور هيئة السكك الحديد في التخطيط والمتابعة والإشراف وذلك طبقًا للسياسة الهيئة، التي لابد أن تسعى إلى تحقيق عائد من عمليات نقل البضائع والركاب وسد تكلفة المشروعات التي تكون بها الوزارة حاليًا دون أن تشكل عبئا على الدولة.

 

خبير النقل البري: هيئة السكة الحديد عانت من إهمال شديد طوال العقود الماضية 

وأشار عضو الجمعية العامة للنقل البري إلى أن هيئة السكة الحديد عانت من إهمال شديد طوال العقود الماضية على كافة المستويات "مكنش في قطار بيتغسل" على حد تعبيره ولكن في الفترة الأخير لاحظنا تطور كبير في إدارة الهيئة من تحديث في منظومتها الإدارية مما انعكس على مستوى جودة الخدمة وأن الأمر ليس مقتصرا على شراء عربات فحسب بل الأمر شمل تطوير طرق التشغيل والمتابعة والإشراف من خلال الاستعانة بكبرى الشركات من القطاع الخاص وغيره بالإضافة إلى استخدام الوسائل التكنولوجية في تشغيل وإدارة هيئات وزارة النقل.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية