رئيس التحرير
عصام كامل

هل أصبح نتنياهو عقبة أمام حلفائه الغربيين؟ خبير استراتيجي يجيب

نتنياهو، فيتو
نتنياهو، فيتو

قال الدكتور طارق فهمى استاذ العلوم السياسية إن استمرار الحرب على غزة سيعني مزيدًا من المواجهات في الشرق الأوسط، والنموذج الغربي والأمن الأوروبي والانتخابات الأميركية في مرمى النيران، ومع دخول الحرب على قطاع غزة مرحلتها الثالثة من العمليات الشاملة، لإقرار استراتيجية الأمن المطلق، مما يشير إلى أن الحرب ستظل مستمرة حتى إشعار آخر، بصرف النظر عما يدور في شأن الدخول في هدنة إنسانية جديدة يجري التعامل معها، وفي إشارة إلى أن القوات الإسرائيلية ستظل تعمل في نطاق من الحسابات الإسرائيلية الحذرة، وعدم إسقاط أي خيار، بما في ذلك التعامل مع ما يطرح من خيارات مهمة يمكن أن تعلن نفسها في التوقيت الراهن.

 

معطيات حاكمة

 

وأكد فى تصريح لفيتو أنه يمكن الإشارة إلى جملة من المعطيات الراهنة التي تحكم استمرار المواجهات، وتصميم إسرائيل على المضي في سياق ما يجري، واستمرار الحرب على القطاع، خصوصًا أن الصراع داخل الحكومة الإسرائيلية يشمل أكثر من توجه أو تيار.

 

وواصل حديثه قائلا : تيار عسكري، يضم بعض قيادات أجهزة المعلومات، بخاصة الشاباك، والاستخبارات العسكرية، يرى أن تخفيف العمليات وانتقاءها أمر ضروري، للمضي في إطار الحرب على قطاع غزة، وعدم التعجل في إنهاء الحرب، وهذا الأمر مرتبط ببعض الرؤى داخل المؤسسة العسكرية.

 

وترى المؤسسة العسكرية أنه من الضروري الانتقال إلى العمل العسكري النوعي، وحسم الأمر عبر ترتيبات أمنية محددة ومهمة في إطار ما يجري من خيارات، بل والتعجيل بإنشاء منطقة عازلة على طول منطقة الحدود، والعمل على فرض الترتيبات الأمنية من أعلى ومن دون تنسيق مع أي طرف، سواء أكان أميركيًا أو فلسطينيًا.

 

وتابع: التيار العسكري ذلك يمثل مركز القوة في الحكومة الإسرائيلية، ويعمل في مواجهة تيار آخر يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يعمل في اتجاه آخر، ويسعى إلى إطالة أمد الحرب على القطاع، لحسابات شخصية، والتخوف بالفعل مما سيجري من أحداث بدأت تتبلور صورها في المدى القصير من خلال استمرار محاكمة نتنياهو، واستدعائه إلى التحقيق في الاتهامات الموجهة إليه، كما أن هناك مخاوف من استمرار توجيه الاتهامات بالتقصير نتاج عدم تطوير بنية الجيش بالصورة المطلوبة، وفشله في الضغط على الكنيست، لتوفير متطلبات الإمداد والتطوير للقوات الإسرائيلية، بخاصة البرية.

 

مواقف متجاذبة

 

وواصل رغم أن الجيش الإسرائيلي ما زال في مرحلة بناء قدراته الجديدة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ما زال يعمل في الواجهة رافضًا أي خيارات وسط، بل ويحرض على الاستمرار في العمل العسكري، ومواجهة وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي، بل وقيادات الجنوب وبعض التشكيلات.

 

ولهذا خرجت التباينات في الرؤى والمواقف إلى العلن، وبات حديث الميديا الإسرائيلي، التي ترى أن نتنياهو كرئيس حكومة إسرائيل بات عبئًا على الدولة والحكومة، وهناك تحفظات حقيقية على أدائه، كما برز أنه رجل ضد أمن إسرائيل، وأن بقاءه سيؤدي إلى مزيد من الخسائر، لأنه ليس عسكريًا، ولا يملك رؤية ومقاربة استراتيجية، بل وسياسية مما يتطلب تنحيته.

 

في هذا الإطار يجري الحديث المعلن عن موقف إدارة الرئيس جو بايدن، التي طرحت ضرورة تغيير مكونات الائتلاف الراهن واستبداله، خصوصًا أن الحرب على غزة فرضت آليات تعامل بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.

 

أما اليوم فإن مساحة التباين تزيد، بخاصة أن الإدارة الأميركية فتحت أخيرًا قنوات تواصل مع وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي، وعدد من الوزراء من نوعية وزير التقديرات الاستراتيجية رون ديرمر، الذي أجرى أخيرًا سلسلة من الاتصالات في واشنطن، استكمالًا لما دار في  تل أبيب، التي كانت محور نقاشات بين وزيري دفاع البلدين.

 

وما سبق يعطي دلالات بأن الصراع بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس جو بايدن مستمر، وامتد بالفعل إلى داخل الحكومة الإسرائيلية، بخاصة أن الاستمرار في الحرب سيكون مكلفًا بصورة كبيرة للدولة العبرية بأكملها، وليس فقط الحكومة الراهنة، التي قد تواجه تغييرًا بالفعل، مما يعني تدخل المعارضة الإسرائيلية على الخط، واحتمال أن تكون حكومة وحدة وطنية قائمة في ظل التغييرات المتوقع حدوثها في إسرائيل خلال الفترة المقبلة.

 

صدامات حقيقية

 

إزاء ما يجري من صدامات مكتومة بين رئيس الوزراء نتنياهو والقيادات العسكرية سواء المؤيدة لاستمرار الحرب في قطاع غزة، وبين بعض مراكز التأثير في الحكومة الراهنة (تضم من داخل مجلس الحرب عددًا كبيرًا من القيادات العسكرية)، ومن خارجها من نوعية العسكريين السابقين، وبعضهم شارك في حرب غزة، فإنه من الواضح أن سلوك وتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مرتبط فعليًا بأمور عدة:

 

أولًا: خطورة عودة حركة "حماس" للداخل في قطاع غزة، والتخوف من إعادة بناء قدراتها العسكرية مجددًا خلال سنوات محددة، وهو ما يدفعه إلى نفي أي أمور متعلقة بوقف الحرب، أو العمل على وقف الحرب في الوقت الراهن.

 

ثانيًا: الاستثمار في ما يجري من تطورات سيخدم على أولوياته الشخصية، وإعادة تقديم نفسه للجمهور الإسرائيلي من جديد بأنه صانع النصر، وأنه رجل المهمات الكبرى، الذي نجح بالفعل في مواجهة أخطار الدولة، وأنه حقق ما لم يحققه أي رئيس وزراء إسرائيلي آخر، بل بالعكس حقق أمن إسرائيل، وأمن المواطن الدولة والفرد، وأنه سيعيد بناء مستوطنات للمستوطنين في قلب القطاع، وسيعيد تسكين المستوطنين في مواقعهم مرة أخرى.

 

ثالثًا أن نتنياهو يستهدف العمل على مسارات، بمعنى ربط الضفة بالقطاع، وعدم فصل الجانبين، على رغم أن استراتيجية الفصل بين القطاع والضفة كانت وظلت لسنوات هدفًا كبيرًا لإسرائيل، مما يشير إلى أن نتنياهو في تقديره إعادة بناء السلطة المنحازة مع عودة التنسيق الأمني، ومن ثم سيحظى موضوع خلافة الرئيس محمود عباس بأولوية مهمة في هذا السياق مع رغبة الحكومة الإسرائيلية في العمل بإجراءات انفرادية من دون أية تشاورات مع أي طرف

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


 

الجريدة الرسمية