محمد عبد الوهاب يقدم كشف حساب السنة الجديدة، ويروي قصة صدفة أنقذته من حفل صاخب وقت نكبة فلسطين
في مجلة "الجيل" مع نهاية عام 1957 كتب الموسيقار محمد عبد الوهاب مقالا بمناسبة الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية تحت عنوان "حساب السنة الجديد" قال فيه:
في الساعات القليلة التي أنهت عمر العام البالى جلست مع نفسي أحاسبها حساب الملكين عما قدمته طوال عام كامل، هل أفدت، هل استفدت؟ هل أديت واجبي نحو وطني وأهلي وأصدقائي؟ وهل وهل شريط طويل يتتابع أمام مخيلتي يعرض فصولا من حياة العام الذي انقضى من عمر الدنيا ومن عمري.
يقول الموسيقار محمد عبد الوهاب "في مقدمة الفصول التي يعرضها الشريط كوني مواطنا يحب وطنه وهل اديت واجبي كاملا نحوه أن حب الوطن شعور نفسي وإحساس وجداني وليس سلعة تباع وتشتري فهي أشرف خلق يتحلى به الإنسان وأحسن شيمة ينطوي عليها الفنان وسعادة الإنسان مرتبطة بسعادة بلاده ومن لم يعمل في خدمة وطنه فعدمه خير من حياته.
ماذا فعل صاحب المدرسة
يقولون إننى صاحب مدرسة فهل استطعت كمعلم أن أفيد، وهل استطعت أن أنقل صورتي ونظام احوالى إلى غيري، أم أنني كنت بعيدا عن القلوب، أن صاحب المدرسة أو المعلم الذى يعظ ويفعل كالشمس تضيء لغيرها وهي مضيئة في نفسها وكالمسك ينشر الطيب وهو طيب، أم كنت كالقمر الذي يضيء ولا يدفئ.
الفصل الثاني كوني إنسان يعيش في مجتمع، هل كنت أمينا على صداقة الناس موفقا في اختيار صحبتهم، إنني أرى أن الإنسان الوافر العقل الذى يطلب راحة البال هو الذي لا يصادق إلا من أجمع الناس على أنه من أهل الخير والمحبة، وكل من حولي بهذه الصفات وكنت حريصا على صداقتهم أحبهم لأنهم يحبونني، لا أحمل الحقد لأحد حتى لو كان الحقد يملأ قلبه مني.
مرتاح الضمير
يقول عبد الوهاب: "كوني رجلا وزوجا وأبا هل وفقت مسئوليتي نحو الزوجة والبيت والأولاد وكإنسان يعيش، هل أسعدت نفسي أم أسأت اليها؟ والحمد لله أجد نفسى في نهاية الشريط مرتاح الضمير لقد أديت الأمانة.
وهناك أيضا الذكريات وأنا يطيب لي دائما أن أتذكر القصة الآتية: كان ذلك منذ عدة أعوام وبعد الحرب مع إسرائيل عام 1948، وعاد بعض رجالنا بجراح الخيانة التي أضاعت فلسطين، ودعيت لقضاء سهرة رأس السنة عند أحد الكبراء ولبيت الدعوة، لكن زارني صديق عزيز في منزلي وكنت استعد للذهاب إلى السهرة وعلمت منه أنه سيقضي سهرته مع جرحى حرب فلسطين حيث ستقوم الجمعية بإقامة حفل للترفيه عنهم بمناسبة العام الجديد وأن الجمعية قد كلفته بدعوتي لحضور الحفل إلا أنه اعتذر بالنيابة عني لأنه يعلم أنني مدعو لقضاء السهرة عند أحد الكبراء.
وأضاف محمد عبد الوهاب: وما كدت انتهى من ارتداء ملابسي حتى طلبت من الصديق اصطحابي إلى مكان حفل الجمعية للسهر مع جرحى حرب فلسطين وسط دهشة الصديق لأنني سأعتذر للكبير، ومن مكان الحفل اتصلت تليفونيا به معتذرا وأخبرته بالسهر مع جرحى حرب فلسطين، وبعد أقل من نصف ساعة فوجئت بالكبير يدخل الحفل ومعه عدد ضخم من مدعويه جاءوا جميعا ليسهروا مع جرحى الحرب.
مشاركة الابطال سهرتهم
واختتم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مقاله قائلا: كانت سهرة غنيت فيها كما لم أغن من قبل، وشاركنى كثير من الزملاء الفنانين الحاضرين الغناء واستطعنا أن نزيل من ألم الحسرة التي تعيش في نفوس هؤلاء الأبطال وقدمنا لهم عاما متفائلا بالحب والتضامن.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.