رئيس التحرير
عصام كامل

مصيدة الحوثيين.. الولايات المتحدة تستخدم هجمات أنصار الله لابتلاع البحر الأحمر.. سفير سابق فى اليمن: تسارع وتيرة التحركات العسكرية يوسع رقعة المواجهة فى المنطقة

الحوثيين، فيتو
الحوثيين، فيتو

لا تتصور أن الولايات المتحدة تتحرك فى عرض البحار، وتحشد سفنها مع أنصارها دون أن يكون لها أهداف معلنة وأخرى سرية، دع هذا المبدأ فى جانب وأنت تتابع تصاعد وتيرة التوترات فى البحر الأحمر بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى فى الـ7 من أكتوبر الماضى، وانتقام الحوثيين من الصراع المفتوح ضد غزة، بالهجوم على السفن التابعة للكيان الإسرائيلى، ما أدى إلى إعلان بلدان كبرى عن مخاوف بشأن أمن وسلامة الملاحة الدولية، وقرروا فجأة تعزيز قواتهم العسكرية فى المنطقة.

 

يقول أشرف عقل، السفير السابق فى اليمن وفلسطين، إنه فى الوقت الذى أعلنت فيه الولايات المتحدة إطلاق تحالف جديد لتأمين الملاحة فى البحر الأحمر لمواجهة الهجمات التى تنفذها ميليشيات الحوثى فى منطقة مضيق باب المندب، تتصاعد حدة المخاوف من التحالفات العسكرية فى البحر الأحمر الذى يعد شريانًا حيويا لحركة التجارة العالمية، وممرًا استراتيجيًا يستقطب اهتمامًا وتنافسًا دوليًا متصاعدًا، فى ظل وجود الكثير من القوى البحرية والقواعد العسكرية بمنطقة القرن الأفريقى.

 

وقال عقل، إن وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن أعلن مؤخرا خلال زيارته للبحرين، وتزامنا مع استهداف الحوثيين للسفن التجارية التابعة لدولة الاحتلال الإسرائيلى، تشكيل تحالف دولى يضم عشر دول للتصدى لهجمات الحوثيين المتكررة على سفن يعدونها مرتبطة بإسرائيل فى البحر الأحمر، وهذه الدول هى: الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، البحرين، كندا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النرويج، سيشل، وإسبانيا.

وتابع سفير مصر السابق فى اليمن قائلا: “إن تسارع وتيرة التحركات العسكرية فى البحر الأحمر يثير مخاوف من توسيع رقعة المواجهة فى المنطقة التى يوجد بها الكثير من القوى البحرية الدولية، إضافة إلى وجود إحدى عشرة قاعدة عسكرية فى منطقة القرن الأفريقى القريبة من مدخل البحر الأحمر، لدول متنافسة إقليميًا ودوليًا، من بينها: الولايات المتحدة، والصين، وفرنسا، وتركيا.

واستكمل: كما تسعى روسيا للتواجد فى المنطقة من خلال التعاون مع إريتريا، إذ سبق الاتفاق خلال زيارة لوزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إلى أسمرة فى العام الماضى على الاستفادة من الخدمات اللوجيستية لميناء مصوع الإريترى.

واستطرد عقل: “يرى البعض أن إعلان الولايات المتحدة تشكيل التحالف الجديد وتكوينه الراهن يعكس رغبة أمريكية فى توفير غطاء دولى لعملياتها فى هذه المنطقة الحيوية، وإعفاء دول المنطقة من القيام بأية مسئوليات لمساندة موقف السياسة الأمريكية، خصوصًا ما يرتبط منها بحماية أمن إسرائيل”.

وأكد أن وجهة النظر هذه ترى أن التحالف سيفتح المجال أمام تحالفات أخرى فى المقابل قد يكون منها “تحالفًا إيرانيًا - يمنيًا - تركيًا”، وقد يستقطب كذلك دعمًا “صينيًا - روسيًا”، مما يهدد بإعادة أجواء الحرب الباردة إلى المنطقة، وقد يؤدى إذا تفاقمت حدة المواجهات إلى اندلاع حرب دولية، وفرض شروط جديدة على منطقة البحر الأحمر والملاحة الدولية فى تلك المنطقة، التى تعدّها واشنطن ذات أولوية استراتيجية.

واستكمل حديثه: “فى حين يرى البعض الآخر، أن الهدف المعلن لتكوين التحالف الأمريكى هو مواجهة العمليات التى تنفذها جماعة الحوثى، ليس الهدف الفعلى لتلك التحركات المكثفة، بل التواجد والسيطرة على هذه المنطقة الحيوية.

وأوضح أن هناك إدراكا عالميا بأن الحروب القادمة فى العالم هى حروب بحرية، وبالتالى فالتواجد فى منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب يعد أولوية قصوى لمعظم القوى الكبرى فى العالم، مشيرا إلى أن وجهة النظر هذه ترى أن المنطقة بها قدرات بحرية كبيرة وأطر للتعاون تشارك فيها دول رئيسية، مثل: مصر، السعودية، والإمارات، وغيرها من الدول، ذات المصلحة فى تأمين حركة الملاحة بها، سواء لتأمين صادرات النفط، أو بصفتها المدخل الجنوبى لقناة السويس.

وتابع: يعتقد هؤلاء أن إطلاق المجال لتعدد التحالفات فى المنطقة، يحمل هدفًا أكبر من مجرد التصدى لعمليات تستهدف سفنًا تجارية متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، ومما يدل على ذلك أن المنطقة تعرضت فى سنوات سابقة لخطر القرصنة، ولم يستدع الأمر آنذاك مثل هذا التحرك العاجل والمكثف من جانب واشنطن.

من جانبه، قال الدكتور معتز سلامة، الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن المشكلة الأساسية فى مقترح الولايات المتحدة بشأن تشكيل قوة دولية لحماية الملاحة فى البحر الأحمر تأتى فى وقت تتباين فيه النوايا، واستكمل: هذه المنطقة تعرضت لمخاطر كثيرة فى السابق، خصوصا حينما كانت توجه جماعة الحوثى هجماتها تجاه السعودية ولم تتحرك أمريكا آنذاك.

وتابع: فى الوقت الراهن والظروف العالمية الحالية، الولايات المتحدة تريد حصر نطاق الصراع فى المنطقة، ومنع الحوثيين أو إيران وميليشياتها فى المنطقة من المشاركة فى الحرب الدائرة بقطاع غزة، وأضاف: بمجرد توجيه ضربات ضد الحوثيين ستتحرك الأذرع الإيرانية فى المنطقة سواء فى العراق أو لبنان أو سوريا وتوجه ضربات ضد كل من يتعرض للحوثيين، مؤكدا أنها معادلة صعبة فى ضوء الحسابات السياسية الحالية”.

وأضاف الخبير فى مركز الأهرام للدراسات: توجيه ضربات للحوثيين مسألة تخضع لحسابات دقيقة، ليس من زاوية الولايات المتحدة فقط، بل من كل الدول المشاركة فى القوة، إذ تعد عملية صعبة للغاية بالنظر إلى طبيعة الجغرافيا فى اليمن.

ولفت إلى أن الهدف فى الأساس من الإعلان عن تشكيل هذه القوه الدولية، الدعم المعنوى فى اللحظة الراهنة لدولة الاحتلال والتأكيد على أن المنطقة يمكنها الالتفاف خلف التواجد الأمريكى فى البحر الاحمر”، مضيفا: حال توجيه ضربات لجماعة الحوثى فى اليمن ستقتصر على الهجمات القصيرة والمحدودة والمركزة التى لا تستدعى نشوب حرب شاملة ضد إيران أو تتطلب رد فعل من أذرعها فى المنطقة.

واستطرد سلامة: “حماية الملاحة البحرية فى البحر الأحمر بدون نوايا مستبطنة لحماية إسرائيل أمر طبيعى، ويحدث دائمًا فى هذه المنطقة الاستراتيجية، موضحا أن هناك قوى إقليمية عديدة تتواجد فى هذه المنطقة، وتوقيت الدعوات الأمريكية لا يصب فى صالح حماية أمن الملاحة البحرية.

وأوضح أنه إذا كان الهدف من الدعوات الأمريكية، هو تأكيد هيمنة الولايات المتحدة على البيئة البحرية فى تلك المنطقة وتوسيع دائرة الصراع لحماية إسرائيل، فإن البحر الأحمر سيتحول لمسرح للعسكرة وللهجمات على السفن وتهديد أمن الملاحة البحرية الدولية، ما سيجعل الخسائر تطول جميع الدول.

وقال الخبير فى مركز الأهرام: العمليات ضد الحوثيين مهما كانت قوتها لن تنهى وجودهم، ولن تطول الكثير من قوتهم، كما لن تؤدى إلى تغيير كبير فى الأوضاع داخل اليمن، مستبعدا سيناريو الحرب الشاملة على اليمن مشددا على أنه حال شن الحوثى هجمات جديدة الرد سيستهدف مراكزهم وعمليات الإطلاق.

واختتم سلامة حديثه: “أى ضربات توجه ضد الحوثيين بالتأكيد ستعرض أمن البحر الأحمر لبعض الهزات والتوترات”، لافتا إلى أن أفضل طريقة للتعامل معهم هى التفاوض.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية