«جولف نيوز» تفضح «الإخوان»: القيادات يختبئون وراء الإسلام لركوب الثورة في مصر وتونس.. الإطاحة بطواغيت «الجماعة» لا يعني القبول بديكتاتوريات إسلامية جديدة..والأحزاب الديني
رأت صحيفة «جولف نيوز» الإماراتية أن الأحداث في مصر وتونس أثبتت أن الإطاحة بالطغاة خلال الثورات التي شهدتها المنطقة لا يعني أن الناس ستقبل الديكتاتوريات الجديدة التي تديرها الأحزاب الإسلامية.
وأوضحت الصحيفة أن الأحداث السياسية الكبرى في المنطقة أكدت أن انهيار بعض الأنظمة الديكتاتورية لا يعني أن الشعب الذي ثار ضدهم سيقبل بديكتاتوريات جديدة مختلفة أحدثتها الأحزاب الإسلامية، وذلك بسبب حرمانهم من حقوقهم وإهمالهم وتهميشهم.
وأشارت إلى أن المراقبين لاحظوا التغيير في موقف الحركات الإسلامية تجاه الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بصفة خاصة منذ عقد من الزمان، وذلك كجزء من إستراتيجية واقعية تمهد طريقهم نحو السلطة.
فالحزب الإسلامي العراقي، على سبيل المثال، وهو فرع من الإخوان المسلمين في العراق، أضحى لا يجد حرجا ليصبح جزءا من العملية السياسية في العراق ولا من قربه من الولايات المتحدة. كما وجدت جماعة الإخوان في مصر أرضية مشتركة مع الولايات المتحدة، ساعدتهم في التغلب على الصعوبات لقبولهم من قبل المجتمع الدولي.
وأضافت الصحيفة "إلا أن هذه الحركات لم تستفد من تجربة حكم الإسلاميين الناجحة في تركيا، حيث إن حزب التنمية والعدالة في تركيا، وهو حزب إسلامي معروف، وصل إلى السلطة في عام 2002. ومن خلال سياسة التنمية الحقيقية، كان الحزب قادرا على الحفاظ على بنية الدولة العلمانية والحفاظ على الأغلبية التي جاءت به إلى السلطة".
وأكملت الصحيفة "لكن الإخوان في مصر رفضوا الاستماع إلى الآراء التي قدمت إليهم من قبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لدى زيارته إلى مصر في سبتمبر 2011، فيما يتعلق بأهمية وجود دستور ليبرالي".
واعتبرت أن أهم عامل يفصل بين الأنظمة التي أحدثها الإسلاميون هو أنهم لم يكن لديهم برنامج وطني لبناء دولة للجميع، بل برنامج لبناء إمارة تابعة لدولة وهمية لا توجد إلا في مخيلاتهم.
ورأت أن هذا هو السبب في أنها لم تنفذ أي إصلاحات جوهرية في المجتمعات التي تنتشر فيها، فهي لم تواجه الجوانب السلبية للنظام السابق الذي أطيح به بأدوات التغيير الحقيقي، بل بدأت في تحويل البلاد ومؤسساتها خارج بنية مدنية تجاه بلد لا يصلح إلا للإخوان. فكانت معظم القرارات والمقررات التي اتخذتها هذه الحركات ضعيفة، غير كفء وتعتمد على الهيمنة والعزلة، واصطدمت هذه السياسة مع الواقع.
وبينت "جولف نيوز" أن الأنظمة الإسلامية جاءت إلى السلطة من خلال "الربيع العربي" على الرغم من أنها لم تحمل بصمات أصابعهم. فالربيع العربي يجسد حقا أحلام الشباب وتطلعاته إلى التمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها غيرهم من الناس في الدول المتقدمة. إنه يرمز أيضا إلى طريق جديد نحو الحرية، وفرصة إعادة بناء بلدهم بطريقة تناسب قيم ومعايير العصر الحالي.
ومع ذلك، اختبأت أطراف وراء واجهة الإسلام لجني ثمار الثورة عبر صناديق الانتخابات وشرعيتها عن طريق المناطق النائية والاستفادة من الناس البسيطة حسنة النوايا الذين يعيشون في هذه المناطق.