إسرائيل ترضخ لأوامر أمريكا بخفض وتيرة العدوان على غزة.. تل أبيب تجهز لخطة الانسحاب.. ونتنياهو يحاول التهرب من الفشل
رغم التصريحات المتلاحقة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وغيره من المسئولين الإسرائيلين، بأن الحرب على غزة ستستمر طويلًا حتى تحقيق أهدافها في تصفية قدرات حماس على الحكم وعلى القتال، وأن الجيش يحتاج إلى أسابيع كثيرة وربما لشهور حتى ينتقل من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة للحرب، فقد بات واضحًا أن القيادتين السياسية والعسكرية، رضختا للإرادة وللإدارة الأمريكية، وباشرتا بشكل فعلي عملية تقصير الحرب وتقليص حجمها ووقتها ومداها.
قيادات إسرائيل، تفعل ذلك بالضبط وفقًا لنصائح الولايات المتحدة التي تمت صياغتها بوصفها خطة عمل في اللقاءات التي أجراها وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، والرئيس الجديد لهيئة أركان الجيوش الأمريكية المشتركة، تشارلز براون، خلال زيارتهما إلى تل أبيب قبل أسبوعين، واجتماعاتهما مع مجلس قيادة الحرب ومع رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي.
ففي حينه، فرد الفريقان الخرائط والصور الملتقطة من الجو ودفتر اليوميات، وحددا مسيرة تقليص الحرب، وحاول الطرف الإسرائيلي تمديد الفترة الزمنية ومدى وعمق العمليات، إلا أن أوستن وبراون والجنرالات الآخرين في فريقهما، طرحوا على الجانب الإسرائيلي زبدة خبرتهم من الحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان. وبالضغوط الناعمة والنصائح الملحة حسموا الأمر.
ووفق التسريبات، فإن الجانب الإسرائيلي راح يساوم على أسبوعين، وطلب أن يبدأ الانتقال من المرحلة الثانية إلى الثالثة منتصف الشهر الحالي، ولكن القرار الأمريكي طلب البدء بالانسحاب فورًا، والانتهاء من ذلك منتصف الشهر الحالي، ووافق على تأجيل بدء الانسحاب من خان يونس فقط، لأسبوعين.
دعم غير مسبوق في التاريخ
وبحسب جريدة «الشرق الأوسط» فإن المصادر المطلعة أشارت إلي أن إسرائيل كانت بحاجة إلى هذا الضغط حتى تغير اتجاه الحرب، فالولايات المتحدة «ليست أخا كبيرا فحسب»، بل هي قدمت لإسرائيل دعمًا لم يسبق أن حصل في التاريخ لدولة صديقة في حربها، حيث شمل تعويضًا ماليًا بقيمة 14.3 مليار دولار (حوالي ثلث تكاليف الحرب)، وتعويضًا عن الذخائر والعتاد والأسلحة التي خسرتها (قطار جوي شمل 230 طائرة شحن، و30 سفينة شحن حملت عشرات ألوف الأطنان من الذخائر والعتاد والأسلحة) إضافة لدعم سياسي (الفيتو في مجلس الأمن وتجنيد دول الغرب)، وإعلامي وقضائي (لمنع محاكمة جنرالات إسرائيل وقادتها السياسيين أمام المحكمة الدولية والمحاكم المحلية في دول الغرب، بتهمة ارتكاب جرائم حرب).
ويقولون في تل أبيب، إن من يقدم مثل هذا الدعم غير المسبوق، لا يقال له لا إزاء أي طلب، خصوصًا وأن واشنطن ما زالت تؤيد إسرائيل في هدفها بشأن تصفية قدرات حماس على الحكم، وتصفية قدراتها مع غيرها من التنظيمات الفلسطينية المسلحة على القتال ولكنها طلبت فعل ذلك بـ«عمليات جراحية» تبعد الخطر عن المدنيين وتقصد بذلك انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة إلى مواقع خارج الحدود، والقيام من هناك بعمليات ضد أهداف عينية وموضعية لتصفية العناصر المسلحة أو قادة عسكريين.
وقال الأمريكيون إن على إسرائيل أن توقف غاراتها وقصفها من بعيد، جوا وبحرا وبرا، التي أدت إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، ودمار جزئي أو شامل لغالبية المباني في قطاع غزة، وإن اغتيال قادة حماس لا يحتاج إلى تدمير بقية ما تبقى من أبنية في غزة وإن واشنطن، تقدم هذه النصائح لخدمة إسرائيل، إذ إنها لم تعد قادرة على تجنيد العالم إلى جانبها، بل إن الولايات المتحدة نفسها أصبحت «وحيدة ومعزولة» في دعم عمليات إسرائيل الحربية.
التفرغ للمفاوضات حول تبادل الأسرى
وينطوي هذا الموقف الأمريكي على القناعة، بأن الأهداف ذات السقف العالي جدا التي طرحتها القيادة الإسرائيلية للحرب، إبادة حماس، لم تكن واقعية ولا قابلة للتحقيق ولا بد من مساعدتها على النزول عن هذا السقف، رويدا رويدا، بالتفتيش عن وسائل أخرى، والتفرغ للمفاوضات حول تبادل الأسرى، حيث إن الرئيس جو بايدن، نفسه، التقى عائلات الأسرى الإسرائيليين ووعدهم ببذل جهود شخصية لتسريع إطلاق سراح أفراد عائلاتهم، وهو لا يريد أن تخيّب أمريكا آمالهم بها.
أما قيادة الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى في تل أبيب، فقررت الانسجام مع الموقف الأمريكي ومعها القادة السياسيون القادمون من الجيش، خصوصًا بيني جانتس وجادي آيزنكوت.
ولا يجد نتنياهو مفرا من أن ينسجم هو الآخر، بطريقته المعروفة: يطلق تصريحات متبجحة تُرضي شركاءه في اليمين المتطرف، لكنه لا يعترض على خطط الجيش ويتحدث عن خلافات مع الحلفاء المخلصين في الإدارة الأمريكية، ولكنه لا يتحدث عن طريقة حسم هذه الخلافات ويرفض الموقف الأمريكي حول اليوم التالي ومستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويؤيد مواقف حلفائه الرافضين لحل الدولتين، ويؤكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو الوحيد الذي سيتولى مهمة الأمن في غزة لمنع هجوم آخر من حماس، ولكنه لا يرضخ لمطالب الحلفاء لترجمة هذا الرفض إلى واقع عملي، فيستكمل مهمة تدمير غزة كلها.
وما بقي لـ نتنياهو حاليًا، هو السعي لإطالة عمر حكومته بمزيد من الأحابيل، حتى يؤجل الحرب القادمة عليه حتمًا، الحرب الداخلية، التي ستحاول المعارضة فيها إسقاط حكومته وإقامة لجنة تحقيق نزيهة وذات صلاحيات حول أسباب الإخفاق الذي أدى إلى هجوم 7 أكتوبر، والتوجه إلى انتخابات جديدة مبكرة في أسرع وقت ممكن.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.