رئيس التحرير
عصام كامل

"المصلحة تحكم".. "إخوان تونس" تفض اعتصام المعارضة بالقوة.. و"إخوان مصر" يستنجدون بالعالم لحماية اعتصاماتهم.. مؤيدو المعزول يتحدون الحكومة.. ويهددون باللجوء للعنف

مظاهرة بتونس-صورة
مظاهرة بتونس-صورة أرشيفية

تسعى جماعة الإخوان بكافة السبل من أجل الوصول إلى السلطة والسيطرة عليها في كافة دول الربيع العربي؛ لعل ما حدث في مصر أبرز مثال على ذلك؛ وهو ما يتكرر الآن في تونس؛ والذي تقوده حركة النهضة ذراع جماعة الإخوان؛ والتي قامت حكومتها اليوم بفض اعتصام المعارضين بالقوة أمام المجلس التأسيسي.


فاليوم قامت ميليشيات حركة النهضة التابعة للتنظيم الدولى للإخوان في تونس، بفض اعتصام المتظاهرين التونسيين أمام المجلس التأسيسى بالقوة، وتعاونت الميليشيات الإخوانية، مع قوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع في فض الاعتصام الذي احتشد فيه الآلاف من أنصار المعارضة التونسية للمطالبة بحل المجلس وإسقاط الحكومة.

وكان اغتيال القيادى اليسارى شكرى بلعيد بداية التظاهرات التي دعت إليها تنسيقيات الجبهة الشعبية المعارضة التي كان ينتمى إليها بلعيد بالزحف على العاصمة من مختلف المحافظات، للتظاهر من أجل المطالبة بكشف حقيقة اغتيال بلعيد، وتجمّع أنصار المعارضة من "نداء تونس" و"الجبهة الشعبية" بالإضافة إلى الكشف عن قتل القيادى السياسي المعارض محمد البراهمى.

من جانبه أكد رئيس الحكومة على العريض في بيان وحزب حركة النهضة الإسلامي الإخوانى، الشريك الأكبر في الائتلاف الحاكم، أن الحوار هو السبيل الأمثل لتخطي الصعوبات الماثلة ولحل الإشكاليات القائمة.

وعلى الجانب الآخر تستمر اعتصامات الإخوان في مصر للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم ورفض ما حدث من ثورة خرجت الملايين من الشعب المصري للمطالبة بإسقاطهم ورفض دولة المرشد.

وتصمم جماعة الإخوان على التمسك بكرسي الحكم رغم المجازر وأحداث العنف التي وقعت ورغم وقوع الكثير من القتلى والمصابين نتيجة ارتكابهم العديد من المجازر وأعمال العنف ورصد وقوع العشرات من حالات التعذيب في الاعتصامين بـ"رابعة العدوية" و"النهضة".

ويواصل أنصار المعزول الاعتصام وتطالب جماعة الإخوان كافة القوى الدولية للتدخل والمساعدة في عودتهم مرة أخرى للحكم أيا كان الثمن لذلك، واستعطاف القوى الغربية لهم وأن تظاهراتهم سلمية والحكومة المصرية تستخدم العنف والقوة ضدهم.

وطالبت الحكومة المصرية قبل 10 أيام أنصار الرئيس المعزول بمغادرة الميادين وفض اعتصاماتهم والعودة إلى منازلهم من أجل الاستقرار والأمن للدولة والمساهمة في دفع عجلة الإنتاج إلا أنهم يرفضون ذلك ومصممين على الاعتصام؛ بل إنهم تحدوا الحكومة من إقدامها لفض الاعتصام؛ مهددين بوقوع المجازر إذا ما أقدمت الداخلية على صرفهم من الميادين.

من جانبها ناشدت كل القوى السياسية في مصر الحكومة وقوات الأمن والجيش بالتدخل الفورى والعاجل لفض الاعتصام بعد أن فاض بهم الكيل خاصة أهالي المناطق المحيطة بالاعتصامات الذين ضاقوا ذرعا من اعتصامات الإخوان وما تسببه لهم من أذى وضجر وقطع طرق عليهم وتفتيش يوميا.

ويتعجب المناهضون لجماعة الإخوان والرافضون لحكم مرسي من البطء الشديد للحكومة في فض الاعتصام خاصة بعد أن أعلنت جموع الشعب المصري تفويضهم للقوات المسلحة بدعم الحرب على العنف والإرهاب وخروج الملايين يوم 26 يوليو الماضي لتفويض الجيش للتخلص من عنف جماعة الإخوان؛ وعلى الرغم من ذلك تسعى الحكومة لحقن الدماء وعدم الدفع بمزيد من القتلى نتيجة فض الاعتصام؛ وتعهد رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي بتوفير مواصلات مجانية لتوصيل المعتصمين إلى منازلهم وعدم ملاحقتهم قضائيا ما لم يكونوا متورطين في أحداث عنف.

من جانبها أكدت رئاسة الجمهورية المصرية أن الجهود الدبلوماسية التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية لحث جماعة الإخوان على الالتزام بمسئولياتها الوطنية لمٌ تحقق النجاح المأمول، رغم الدعم الكامل الذي وفرته الحكومة المصرية لتيسير الوصول إلى شارع مصري مستقر وآمن.
الجريدة الرسمية