محاولة الخروج من المأزق.. حكومة نتنياهو تلجأ إلى تبديل الحقائب من أجل تجنب الانهيار.. ورعب إسرائيلي من الدخول في حرب استنزاف مع حماس وحزب الله
حالة تخبط كبيرة تعيشها حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو على مدار 12 شهرا مضت منذ توليها مقاليد الحكم في ديسمبر من العام 2022 وهو الأمر الذي يراه مراقبون أنه قد ينتهي الأمر باستقالتها والتي قد تكتب نهاية نتنياهو سياسيا خاصة عقب أصابع الاتهام التي وجهها الجمهور الإسرائيلي لحكومته في التصدي لمعركة طوفان الأقصى.
تبديل حقائب بحكومة نتنياهو للخروج من المأزق
ولجأت حكومة نتنياهو إلى إجراء أخير بتبديل حقائب الوزراء، حيث وافقت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، على تبديل الحقائب في حكومة بنيامين نتنياهو، ليتولى إيلي كوهين، منصب وزير الطاقة والبنية التحتية، خلفا ليسرائيل كاتس، الذي سيتولى حقيبة الخارجية، بدلًا من كوهين.
وذكرت القناة الـ 13 الإسرائيلية، ظهر الأحد، أن "الحكومة قررت في جلستها الموافقة على تبديل الحقائب بين إيلي كوهين، ويسرائيل كاتس، على أن يدخل هذا التبديل حيز التنفيذ، الاثنين، بعد موافقة الجلسة العامة للكنيست".
وأكدت القناة على موقعها الإلكتروني أن "كوهين يبقى عضوا في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية الكابينيت".
وتعتبر حكومة نتنياهو أكثر حكومة تواجه تظاهرات واحتجاجات منذ اليوم الأول لتوليها مقاليد الحكم بدولة الاحتلال، خاصة أنها تصنف كحكومة يمينية متطرفة، فضلا عن أن الإدارة الأمريكية والعديد من السياسيين الإسرائيليين يحملونها مسؤولية الفشل في التصدي لعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي.
ويأتي تبديل الحقائب الوزارية في الوقت الذي يطالب فيه عدد من الأحزاب الإسرائيلية والعامة بضرورة استقالة الحكومة حيث ذكرت تقارير عبرية، أن إسرائيل في مأزق استراتيجي على خلفية الحرب الدائرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأفاد المحلل السياسي الإسرائيلي، عاموس هرئيل، أن "إسرائيل تمر بمرحلة أو بحالة مأزق استراتيجي في غزة، ليس مع حركة حماس في غزة أو حزب الله اللبناني في الشمال، ولكن مع الرأي العام الإسرائيلي، أيضا".
تكلفة باهظة للعدوان الإسرائيلي على غزة بلغت 18 مليار دولار
وأوضح الكاتب في صحيفة "هاآرتس" العبرية، أن "تكلفة العدوان على غزة، تجاوزت 18 مليار دولار، حتى الآن، ولا تزال الحرب مستمرة"، مشيرا إلى أنه من الممكن أن تواجه بلاده "حرب استنزاف"، خاصة وأن المواطن الإسرائيلي العادي بدأ يشعر بالقلق على أمنه ومستقبله في البلاد، بحسب قولها.
وأضاف هرئيل في مقاله بأن "هذا الشعور يتنامى مع محاولات بنيامين نتنياهو، تقويض الديمقراطية في بلاده، لكن المواطن يتأثر بالخسائر التي تنشر يوميا بين صفوف الجيش الإسرائيلي"، منوها إلى أن "هذا الأمر قد بات يمثل تغييرا جذريا في الحياة اليومية الإسرائيلية".
اقرأ أيضا.. تصاعد التوتر.. خلاف واشنطن وتل أبيب يظهر للعلن.. وأمريكا تعاقب إسرائيل بتأخير شحنات الأسلحة والذخائر
وحذر عاموس هرئيل من أنه من المحتمل نشوب حرب إقليمية مع اشتعال الجبهة الشمالية مع حزب الله، قد تتسع بمواجهة إيران، ما يعني دخول إسرائيل في "حرب استنزاف" حقيقية، بحسب قوله.
تراجع شعبية نتنياهو في إسرائيل
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية سلّطت الضوء على تراجع شعبية نتنياهو، وتخلي الحلفاء عنه وسط حالة الاضطراب التي تعيشها حكومته، بالتزامن مع الحرب على غزة.
وقالت الصحيفة: "مع مرور أكثر من 11 أسبوعًا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يجد نتنياهو نفسه مرغمًا ليس فقط على التجديف وسط التحديات التي يفرضها الوضع العسكري المعقد في غزة، بل أيضًا مواجهة مهمة ملحة وهي تأمين مستقبله السياسي".
ومن بين الأمور المنتظر مناقشتها في اجتماع الكابينت، إطلاق اسم على الحرب القائمة الآن.
وذكرت الصحيفة، أن "الاسم الأول الذي أطلقه نتنياهو وهو (السيوف الحديدية)، لم يلق صدى لدى الجمهور الإسرائيلي، وحتى الوزراء وجنرالات الجيش بالكاد استخدموا هذا الاسم، لذلك يقترح نتنياهو اسما آخر الآن وهو حرب التكوين".
واعتبرت أن "نتنياهو يحاول على ما يبدو إقناع الجمهور الإسرائيلي بأن هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر، لا علاقة له بسياساته وإدارته السابقة لشؤون إسرائيل".
وبالنظر إلى حرصه على تأطير رواية ما يحدث في غزة لأغراضه السياسية الخاصة، يريد نتنياهو إطلاق اسم "حرب التكوين" للدلالة على حدث ملحمي لا علاقة له بأي شيء سبقه.
دعوة نتنياهو للاستقالة من منصبه
ومع ذلك، لا تزال مشاعر الرأي العام الإسرائيلي تنتقده إلى حد كبير، وتدعو الأغلبية إلى استقالته، وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة.
وضع سياسي محفوف بالمخاطر يواجه نتنياهو
وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية أنه حتى قبل بدء الحرب على غزة، كان نتنياهو يواجه وضعًا سياسيًا محفوفًا بالمخاطر، فقد أدت لوائح الاتهام بالفساد، والاستياء العام من خطة التعديلات القضائية التي اقترحها، إلى إضعاف مكانته، فيما رفضت أحزاب الوسط في الكنيست الانضمام إلى حكومة ائتلافية تحت قيادته بسبب اتهامات الفساد الموجهة له.
بموازاة ذلك، تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى انخفاض كبير في شعبية حزب الليكود، بزعامة نتنياهو، وتتوقع خسارته ما يقرب من نصف الأصوات التي حصل عليها قبل عام واحد فقط.
كما توقعت الاستطلاعات فوزًا سهلًا لبيني جانتس، وزير الدفاع السابق الذي انضم إلى حكومة الحرب المصغرة التي تشكلت مع بداية الحرب على غزة.
وأيضا تظهر استطلاعات الرأي أن أغلبية الإسرائيليين يؤيدون إجراء انتخابات مبكرة.
أزمة طاحنة تضرب الاقتصاد الإسرائيلي
وبخلاف الإخفاق السياسي لحكومة نتنياهو تعاني دولة الاحتلال من وضع اقتصادي متدهور عقب العدوان على غزة حيث كشفت تقديرات أخيرة رسمية تم إعلانها مؤخرًا، عن الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد الإسرائيلي بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة، حيث أعلنت وزارة المالية أن قرار منع دخول العمال الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر، "يكلف البلاد أكثر من 800 مليون دولار شهريًّا".
وقال ممثل عن وزارة المالية الإسرائيلي خلال اجتماع مع لجنة للكنيست تناقش مسألة العمال الأجانب،: "أجرينا حسابات حول الضرر الاقتصادي الناجم عن منع عمل الفلسطينيين.. تشير التقديرات إلى -830 مليون دولار- شهريا"، وفق ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ومنذ بدء عملية طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي، لم يتمكن نحو 150 ألف فلسطيني من الدخول إلى إسرائيل من الضفة الغربية للعمل كالمعتاد.
فقدان 20 % من القوى العاملة بسبب استدعاء الاحتياط بجيش الاحتلال
من جانبها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه "من المتوقع أن يتقلص الاقتصاد الإسرائيلي بنحو 2 % خلال هذا الربع من العام، بسبب أزمة العمال".
وأضافت أن "سوق العمل فقد نحو 20 % من القوى العاملة في إسرائيل، وذلك مقارنة بحوالي 3 % فقط قبل الحرب"، بحسب تقرير لمركز "تاوب" لدراسات السياسات الاجتماعية، وهو مؤسسة غير حزبية في إسرائيل.
وتعكس تلك الأرقام استدعاء نحو 900 ألف شخص لصفوف جيش الاحتلال، أو البقاء في منازلهم لرعاية الأطفال بسبب إغلاق المدارس، أو من تم ترحيلهم من البلدات الحدودية مع قطاع غزة ولبنان، جنوبي وشمالي البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن التأثير السلبي للحرب على الاقتصاد، "سيتوسع، خصوصًا مع عدم وجود أفق لإنهاء القتال".
انخفاض معدل نمو الاقتصاد الإسرائيلي عام 2024
واختلف بعض المحللين بشأن معدل نمو الاقتصاد خلال العام المقبل، حيث يرى البعض أن المعدل سيكون 0.5 % فقط، فيما أشار بنك إسرائيل إلى أن التوقعات تصل إلى 2 %، مستشهدا بتعافي البلاد بشكل أسرع من المتوقع خلال الحروب السابقة.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن المحافظ السابق لبنك إسرائيل، كارنيت فلوج، أن "تباين التوقعات التي نراها تنبع من التوقعات المختلفة بشأن طول فترة القتال، ومدى شدته خلال الفترة المقبلة".
طلبات للحصول على إعانة بطالة بإسرائيل
ووقَّع أكثر من 191 ألف إسرائيلي على طلبات الحصول على إعانة بطالة، منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر وحتى الأحد الماضي.
من جانبها أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية، الإثنين، أن البلاد بحاجة إلى زيادة إنفاقها الدفاعي بنحو (8.3 مليار دولار) خلال العام المقبل، بحسب وكالة بلومبرج.
وأشارت الوزارة إلى أن "الموازنة بشكل عام ستصل إلى نحو 562 مليار شيكل مقارنة بحوالي (139 مليار دولار) تم إقرارها مع طرح خطة الإنفاق في مايو الماضي".
وبجانب الإنفاق العسكري، قالت وزارة المالية إنها "ستكون بحاجة إلى (2.7 مليار دولار)، لتغطية نفقات إجلاء نحو 120 ألف شخص من الحدود الشمالية والمناطق الجنوبية في البلاد، وزيادة ميزانية الشرطة والجهات الأمنية الأخرى، بجانب إعادة بناء المستوطنات التي دمرتها حماس خلال هجوم السابع من أكتوبر".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.