التفاصيل الكاملة لإعادة هيكلة السلطة الفلسطينية.. مصادر تكشف مصير الحرس القديم وأبرز المرشحين لتولى المهمة الانتحارية مصير قطاع غزة مرهون بأيدى فصائل المقاومة وتوحيد الصف
تحاول إسرائيل بكل الطرق الممكنة تفكيك السلطة وتشتيت الشعب الفلسطينى، وإنهاء أى أمل فى الدولة المستقلة، بينما تسعى الولايات المتحدة فى طريق إعادة بناء السلطة الفلسطينية وتجديد الدماء فيها بعد أن شاخت على مقاعدها، وتحاول استثمار الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء الصراع تماما الذى استمر طيلة أكثر من سبعة عقود.
وهناك العديد من السيناريوهات التى وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا حول مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وهو تولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع مع الضفة الغربية.
وشجعت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وعدد من الدول العربية هذا السيناريو، باعتبار أن السلطة الفلسطينية هى الهيئة المعترف بها دوليا باعتبارها ممثل منظمة التحرير الفلسطينية.
وطالبت الولايات المتحدة الأمريكية السلطة الفلسطينية بإجراء بعض التعديلات الهيكلية واختيار دماء جديدة أصغر فى السن لبعض المناصب القيادية لتحمل مسئولية الفترة المقبلة.
وبحسب مصادر، تدور العديد من المناقشات حول بعض الشخصيات التى قد يكون لها دور فى شغل مناصب قوية داخل السلطة الفلسطينية، وقد تكون سببا فى إعادة الوفاق بين فصائل المقاومة، وعلى رأس هذه الأسماء مروان البرغوثى، والذى اعتبرته تقارير أنه قد يكون ورقة الإنقاذ للموقف الذى يحدث فى قطاع غزة، حيث تصر حماس على تحريره، بالإضافة إلى بعض الشخصيات المهمة الأخرى مقابل تحرير أسرى إسرائيليين لديها.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن حركة حماس طالبت بأن تتضمن صفقة الرهائن المتوقعة، ثلاثة معتقلين رئيسيين، بينهم “خليفة محتمل” لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.
وأوضحت التقارير العبرية أن إصرار حماس على ضم هذه الشخصيات يشير إلى أنها تخطط لمرحلة ما بعد الحرب، وتدرس العلاقات بينها وبين حركة فتح والفصائل الفلسطينية الأخرى.
وتضم “القائمة” وفق وصف الصحيفة الإسرائيلية، شخصيات فلسطينية ذات وزن كبير وقادرة على تغيير مشهد السلطة الفلسطينية، وفى مقدمة الثلاثى الذى تطالب حماس بالإفراج عنه وفق “يديعوت أحرونوت”، مروان البرغوثى، العضو البارز فى حركة فتح، والذى اعتبر فى آخر استطلاع للرأى أجرى فى الضفة الغربية، الأوفر حظا لقيادة السلطة الفلسطينية بعد عباس.
مروان البرغوثى (65 عاما) معتقل فى إسرائيل منذ عام 2002 وحُكم عليه بالسجن المؤبد لخمس مدد و40 عاما بتهمة قيادة ما يعرف بـ”كتائب شهداء الأقصى” الذراع العسكرية لحركة فتح، والمسئولة عن قتل إسرائيليين خلال انتفاضة الأقصى الثانية التى اندلعت عام 2000.
والشخصية الثانية هى أحمد سعدات (70 سنة)، وهو اسم ثقيل آخر فى القائمة المصغرة لحماس، التى تشترط إطلاق سراحه مقابل إخلائها سبيل رهائن إسرائيليين لديها، وفق الصحيفة الإسرائيلية والثالث هو عبد الله البرغوثى (51 سنة).
السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، يرى أن إعادة الهيكلة والتجديد فى السلطة الفلسطينية ليس مطلب الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، ولكنها رغبة العديد من دول العالم، بينها دول عربية دعت السلطة إلى إدخال دماء جديدة فى مراكز القيادة.
وأكد جمال بيومى، أن السلطة الفلسطينية أصبحت تدرك أنها بحاجة إلى قيادات أكثر نشاطا فى الوقت الراهن للتعامل مع الظروف الصعبة التى يمر بها قطاع غزة والضفة الغربية.
ونوه السفير جمال بيومى إلى أن السلطة الفلسطينية تعمل فى الوقت الراهن على إعادة توحيد الصفوف بين فصائل المقاومة المختلفة ودمجهم من جديد تحت مظلة منظمة التحرير، إلا أن حركة حماس تسعى إلى عزل قطاع غزة وتحويله إلى إمارة إسلامية.
وأوضح جمال بيومى أن السلطة الفلسطينية تبذل جهودا كبيرة من أجل إعادة دمج حماس فى منظمة التحرير وتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل التصدى لمخططات جيش الاحتلال الإسرائيلى.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن الوضع الراهن لا يحتاج فقط إلى دماء جديدة فى السلطة الفلسطينية، بل إقصاء حكومة اليمين المتطرف فى إسرائيل، وتشكيل حكومة جديدة أكثر تفاهما وأكثر مرونة من أجل التفاوض على حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته الخاصة.
وشدد بيومى على أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية ترفض توحد السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة فى قطاع غزة، وتصر على عدم تسليم إدارة القطاع لمنظمة التحرير لأنها تريد أن تنفذ مخططها للتهجير القسرى لسكان غزة والضفة الغربية.
ونوه بيومى إلى أن دولة الاحتلال لا تريد أن توقع على أى التزامات تتعلق بمستقبل غزة، وهو ما يكشف عن مخططها الخبيث للسيطرة على القطاع عسكريا.
من جهته، قال الدكتور أبو الفضل الإسناوى، الخبير السياسى والباحث فى العلاقات الدولية، إن كل السيناريوهات حول إدارة قطاع غزة فيما بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع تتعامل على أساس انتهاء حركة حماس عسكريا وسياسيا.
وأضاف الدكتور أبو الفضل الإسناوى أن انتهاء حركة حماس سواء عسكريا أو سياسيا أمر غير ممكن على الإطلاق، مشيرا إلى أن الحركة ما زالت متواجدة بقوة فى قطاع غزة، ودورها السياسى لا يزال موجودا ولها وجود فى العديد من الدول.
وأكد الإسناوى على أن حركة حماس لن تفرط فى قطاع غزة وهى طرف قوى فى المعادلة، خاصة بعد فشل جيش الاحتلال الإسرائيلى فى القضاء عليها أو على أى فصيل فى المقاومة الفلسطينية التى شاركت فى عملية طوفان الأقصى، وهو ما يعقد الأمر أمام إسرائيل وأمريكا فى تطبيق أى سيناريو لإدارة غزة والضفة الغربية بعيدا عن حماس.
وأوضح الخبير السياسى، أن هناك سيناريوهين مطروحين لإدارة القطاع بعد الحرب، الأول وضعته الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون، ويقوم على أساس انتهاء حركة حماس وتولى السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع.
وتابع: “السيناريو الثانى وهو ما طرحته تركيا، بأن تكون هناك دول ضامنة لأى اتفاق يتم بين حماس وإسرائيل، لعدم تكرار السيناريو الحالى”.
ونوه أبو الفضل الإسناوى إلى أن مقترح إدارة قطاع غزة من قبل السلطة الفلسطينية بدون وجود مشاركة لحماس لن تنجح، مؤكدا أن الحركة لن تقبل بأى سيناريو يستبعدها.
وأضاف أبو الفضل أن حماس أصبحت تحظى بشعبية كبيرة داخل فلسطين وخارجها، وزادت شعبيتها بعد عملية طوفان الأقصى، لذلك أصبح من شبه المستحيل القضاء عليها.
وشدد الإسناوى على أن السلطة الفلسطينية من المحتمل أن تدخل فى مفاوضات مع فصائل المقاومة من بينهم حماس والجهاد الإسلامى، من أجل توحيد الصف والاتفاق على إدارة القطاع والضفة الغربية.
وذكر الخبير السياسى، أن السلطة الفلسطينية ستخضع لعملية إعادة هيكلة، وذلك نظرا لأن محمود عباس أبو مازن وعدد من قياداتها أصبحوا كبارا فى السن، والمرحلة القادمة تحتاج إلى كوادر شبابية لإدارة هذه الأزمة الصعبة التى تمر بها الضفة وقطاع غزة.
ونوه إلى أن هناك عددا من الأسماء مرشحة بدلا من محمود عباس أبو مازن على رأسهم مروان البرغوثى الذى ما زال أسيرا لدى إسرائيل، ومن الممكن أن يتم الإفراج عنه فى صفقة تبادل أسرى.
وتوقع الإسناوى أن تستمر الحرب فى قطاع غزة لفترة أطول من التى كشفت عنها الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع إصرار إسرائيل على تحقيق أهدافها وهى السيطرة على غزة والبقاء عسكريا داخل القطاع ما يجعل من المستحيل إبرام أى صفقة مع السلطة الفلسطينية أو المقاومة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.