خبير استراتيجي يكشف الخيارات الأربعة التي تحكم إسرائيل في ملف الأسرى
الحكومة الاسرائيلية، كشف الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية والخبير الاستراتيجي في السياسة الدولية ان الحكومة الإسرائيلية تتجه إلى التعامل مع مسألة حجز الأسرى العسكريين انطلاقًا من مقاربة قد تبدو مترددة، خاصة أن إسرائيل وحكومتها مصممة على استكمال نهجها في التصعيد، وعدم الاستماع أو الإنصات إلى الأصوات التي تدعو إلى التهدئة أو الحل أو على الأقل الدخول على خط هدنة إنسانية جديدة استكمالًا لما جرى.
الأسرى العسكريين
الحكومة الإسرائيلية ، وأكد فهمي في تصريح لفيتو أن ما جرى ومن واقع الصفقة الإنسانية يؤكد أن ما حدث بالنسبة إلى المدنيين لن ينطبق على الأسرى العسكريين، وأن الأمر تحكمه ضوابط مختلفة، خصوصًا بعد إعلان خطة المراحل الثلاث التي طرحتها القاهرة، التي تركز على ثلاث مراحل: تبدأ بهدنة إنسانية أسبوعين قابلة للتمديد، تتبادل فيها حماس 40 محتجزًا في مقابل 120 أسيرًا فلسطينيًا، والمرحلة الثانية إقامة حوار وطني فلسطيني برعاية مصرية، وتشكيل حكومة تكنوقراط، تتولى الإشراف على قضايا الإغاثة الإنسانية، وتنص المرحلة الثالثة على وقف كلي وشامل لإطلاق النار، وصفقة لتبادل الأسرى تشمل كل العسكريين الإسرائيليين لدى "حماس" والفصائل الفلسطينية.
جدل داخل مجلس الحرب
وواصل فهمي حديثة قائلا: يدور جدال حقيقي داخل مجلس الحرب الراهن في إسرائيل، للتعامل مع المراحل المطروحة حول أمرين، الأول: كيف يمكن الاستمرار في المواجهة واستعادة الردع ومكانة إسرائيل؟ إذ إن هذا الأمر له الأولوية على غيره من الرؤى والأفكار المطروحة بالتهدئة أو إيقاف المخطط الراهن في القطاع.
أما الثاني، فيرى أن إسرائيل تضررت كثيرًا من استمرار المواجهة والحرب في قطاع غزة وخارجها، وأنه قد آن أوان الانخراط في عمل سياسي، يتزامن معه ترتيبات أمنية راهنة، يمكن أن تهدئ الأوضاع في القطاع، وكذلك حالة الهجوم الدولي، بما في ذلك المطالبات الأميركية بضرورة تغيير الحكومة الراهنة، واستبدالها بحكومة أخرى تشرع في مرحلة تفاوضية وسياسية، مع بدء توفير المتطلبات الأمنية في القطاع وخارجه، مع تأجيل النظر تمامًا في الشروع بتنفيذ فكرة المؤتمر الدولي المنشود دوليًا أو من خلال العمل على حل الدولتين.
حل جزئي
وتابع في إطار من التجاذبات داخل الحكومة، فإن حل مسألة الأسرى العسكريين والانتقال من مرحلة إلى أخرى وفقًا لأحدث طرح يدور في أربعة خيارات مطروحة:
الأول، حل جزئي وعلى مراحل يمضي في سياق الإفراج عن بعض الأسرى ضمن صفقة محددة تمر بمراحل قد تصل إلى ثلاثة أو أربعة، من خلال الاتفاق على خروج المجندات والضباط الصغار من رتب دنيا إلى العليا، مع الإبقاء على القيادات الكبيرة في إطار عدد 137 ممثلًا للقوة العسكرية والأسرى العسكريين، الذين يوجدون لدى حركة "حماس".
الإفراج عن القيادات العليا
الخيار الثاني هو البدء بالإفراج عن القيادات العليا ضمن مجموعة الـ137 لدى الفصائل كلها، وعدم اعتماد استراتيجية المراحل بشرط بناء إجراءات ثقة أولًا تعمل في اتجاه محدد، ومن خلال الاتفاق على استراتيجية اليوم التالي، وهو ما سيسمح باستبدال القيادات العليا والعناصر المتقدمة لدى حركة "حماس"، وعدم الاكتفاء فقط بالأسماء المطروحة من الجنود، مما يؤكد أن هذا الأمر قد يحدث من خلال الإفراج عن رموز فلسطينية كبيرة في السجون الإسرائيلية، وبما يسمح في المقام الأول بالبدء من أعلى في إطار استراتيجية ممكنة وحركية تعمل في اتجاهين.
بناء مقاربة مقابلة
الخيار الثالث، هو بناء مقاربة مقابلة في إطار عدم النظر إلى طرح الوسطاء القريبين سواء مصر أو قطر أو ألمانيا أو الاتحاد الأوروبي، والشروع في تأجيل الحديث عن أي صفقة يمكن أن تجري في المدى القصير، واستمرار العمل العسكري والاستراتيجي في المقام الأول، مع الانتقال تدريجًا إلى الحشد العسكري والشروع في تنفيذ الترتيبات الأمنية كاملة، وتأجيل العمل على أي خيارات مطروحة، رغم الضغوط الشعبية والجماهيرية المطالبة بالإفراج عن الأسرى، بخاصة أن حكومة نتنياهو نفسها أجلت من قبل إتمام صفقة الجنود والجثامين من صفقة جلعاد شاليط.
العمل العسكري في عمق القطاع
أما الخيار الرابع والأخير، فهو اتجاه الحكومة الإسرائيلية إلى العمل العسكري في عمق القطاع والوصول إلى الأسرى من دون إتمام أي صفقات أو إيجاد حلول من أي نوع، والوصول إلى أسير واحد قد يؤدي للعمل في اتجاه إلى الوصول لباقي الأسرى مع وجود تعاون بريطاني- أميركي لافت للوصول إلى الصيد الثمين.
ولا تزال تعمل إسرائيل في اتجاهات محكمة للوصول إلى الأسرى من دون مفاوضات أو اتصالات من أي نوع أخرى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخل.