خلاف كبير بين الخارجية والكونجرس، كيف فجرت صفقة الأسلحة لإسرائيل الأوضاع في واشنطن
أحداث فلسطين وإسرائيل، منذ بدء العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على قطاع غزة، لم توقف الولايات المتحدة الأمريكية سيل الأسلحة المدمرة والفتاكة التي تزود بها تل أبيب سرا وعلانية غير مهتمة بمطالب المنظمات الحقوقية التي لا تعمل إلا لخدمة مصالح الغرب فقط.
أزمة في إدارة بايدن بسبب صفقة الأسلحة مع إسرائيل
وفتحت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن ترسانة أسلحتها على مصراعيها أمام إسرائيل لتنتقي من الأسلحة أكثرها فتكا وتدميرا بالأطفال والنساء الأبرياء في غزة.
وأبرمت واشنطن العديد من صفقات التسليح لإسرائيل، والتي كان من ضمنها آلاف القنابل التي تزن الأطنان ولديها قدرة على اختراق الدروع والتي استخدمتها إسرائيل في تدمير منازل قطاع غزة فوق المدنيين مما تسبب في إسقاط آلاف الشهداء.
وهناك العديد من الأصوات سواء في إدارة بايدن أو الكونجرس أو حتى وزارة الخارجية الأمريكية التي عارضت إرسال صفقات السلاح إلى إسرائيل بدون شروط، لأنه يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة.
ولكن على ما يبدو فإن إدارة بايدن لا تسمع إلى تحذيرات موظفيها، وتحدت معارضتهم وأبرمت صفقة أسلحة جديدة مع إسرائيل بملايين الدولارات دون موافقة الكونجرس، وهو ما أثار الرأي العام في واشنطن، ودفع أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى انتقاد بايدن وإدارته معتبرين ذلك تجاوز من وزارة الخارجية الأمريكية لسلطات الكونجرس في موافقتها على بيع أسلحة لإسرائيل.
خلاف بين المؤسسات الأمريكية بسبب إسرائيل
ومن جانبه دعا عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي، تيم كين، "بتفسير علني للأساس المنطقي وراء هذا القرار.. وهو القرار الثاني من نوعه هذا الشهر"، بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست".
ويوم الجمعة الماضي كشفت الحكومة الأمريكية، عن موافقتها "بشكل طارئ"، من دون المرور بالكونجرس، على بيع ذخائر مدفعية لإسرائيل بقيمة 147.5 مليون دولار.
وهذه ليست المرة الأولى وفي 9 ديسمبر أيضا وافقت أمريكا بشكل طارئ أيضا، على بيع إسرائيل ما يقرب من 14 ألف قذيفة دبابة عيار 120 ملم لاستخدامها في حربها ضد حماس في قطاع غزة، بحسب وكالة فرانس برس.
ويعارض السيناتور كين وغيره من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ مبيعات الأسلحة التي تقوم بها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي تترافق مع تجنب تمريرها عبر الكونجرس.وقال كين في بيان إنه يجب "أن تكون لدى الكونجرس رؤية شاملة رؤية كاملة بشأن الأسلحة التي تنقل لدولة الأخرى".
وذكر عضو مجلس الشيوخ الأمريكي أنه "مثلما يلعب الكونجرس دورا حاسما في جميع شؤون الحرب والسلام، يجب أن يكون للكونجرس رؤية كاملة بشأن الأسلحة التي ننقلها إلى أي دولة أخرى. إن تجاوز الكونجرس دون داع يعني إبقاء الشعب الأمريكي في الظلام".
خلاف داخلي بالخارجية الأمريكية بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، اعرف التفاصيل
وقال السيناتور الديمقراطي، كريس فان هولن، إن قرار الإدارة الأمريكية "بتقليص ما هو بالفعل إطار زمني سريع لمراجعة الكونجرس يقوض الشفافية ويضعف المساءلة".
وفي السياق ذاته ذكرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية أن إسرائيل طلبت إضافة صمامات ومفجرات وقذائف عيار 155 ملم إلى طلب البيع السابق، ما يزيد كلفته الإجمالية المقدرة من 96.5 مليون دولار إلى 147.5 مليون دولار ويتطلب إخطارا جديدا.
ومن جانبه ادعى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إن "هناك حالة طوارئ تتطلب هذا البيع الفوري للحكومة الإسرائيلية"، ما يتيح عدم عرض الطلب على الكونغرس ليراجعه، بحسب البيان الذي أكد أن الذخائر ستأتي من مخزونات الجيش الأمريكي.
وجاء في بيان الخارجية الأمريكية أيضا أن "إسرائيل ستستخدم القدرة المعززة لردع التهديدات الإقليمية وتعزيز دفاعاتها"، مضيفا أنه "يتعين على كل الدول استخدام ذخائر تتوافق مع القانون الإنساني الدولي".
وعلى الجانب الآخر قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه "يقدر الخطوة الأمريكية بإرسال الأسلحة".
إلى أن، جوش بول، خبير الأسلحة السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، قال في حديث صحفي إن "قرار بلينكن بإطلاق هذه الذخائر غير الموجهة تمكن إسرائيل من مواصلة نوع العمليات في غزة التي أدت إلى مقتل الكثير من الفلسطينيين".
وأضاف بول في حديثه "بينما تفكر إسرائيل في تصعيد الصراع ضد حزب الله في لبنان، وهي خطوة يقول مسؤولون أميركيون إنهم يعارضونها، فإن نقل الأسلحة يعني أن المسؤولين الإسرائيليين لن يضطروا إلى اتخاذ خيارات صعبة بشأن المتطلبات الدفاعية".
وأكد أن ما يحدث "أمر مخز وجبان ويجب بصراحة أن يقلب معدة أي إنسان محترم".
وتأتي عملية البيع في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل هجومها على قطاع غزة. وتضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة إلى أدنى حد ممكن ودعتها إلى تخفيف وتيرة الحرب في الأسابيع المقبلة، وفق وكالة رويترز.
السيناتور الجمهوري، بيرني ساندرز، كان قد دعا إدارة بايدن، منتصف ديسمبر، إلى "بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة" وانتقد سلوك إسرائيل في الحرب.
وألقت الحرب في غزة بظلال قاتمة على وزارة الخارجية الأمريكية التي يسودها خلاف داخلي بسبب دعوة بعض موظفيها لوقف إطلاق النار.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يحاول التعامل مع الانتقادات المتزايدة داخل صفوف الوزارة بشأن سياسة إدارة الرئيس جو بايدن إزاء الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين.
ودعا مئات من موظفي الحكومة بشكل علني وفي أحاديث خاصة إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وأرسلت نحو 3 برقيات تنتقد سياسة الإدارة الأمريكية عبر قناة المعارضة الداخلية بالخارجية الأمريكية، والتي تأسست خلال حرب فيتنام وتسمح للدبلوماسيين بإثارة المخاوف بشأن السياسة مع وزير الخارجية الأمريكي دون الكشف عن هوياتهم.
وتركز الانتقادات على دعم بايدن الراسخ لإسرائيل في أعقاب عملية طوفان الأقصى حماس في السابع من أكتوبر الماضي، والتي قالت إسرائيل إنها أدت إلى مقتل 1200 شخص.
حملة عسكرية متواصلة على غزة
وشن الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب ذلك حملة عسكرية متواصلة على غزة تسببت في مقتل أكثر من 21 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
ومنذ بدء الحرب، رفضت واشنطن عدة دعوات من زعماء وقادة عرب وأجانب لمطالبة إسرائيل بوقف الحرب، لكنها دعت إلى هدن إنسانية للسماح بدخول المساعدات وإجلاء الأمريكيين والأجانب.
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى موظفي وزارة الخارجية أقر بلينكن، الذي عاد لتوه من رحلة استغرقت 9 أيام إلى الشرق الأوسط وآسيا، بالأثر العاطفي الذي أحدثت الحرب على العاملين وكذلك بالانقسامات المحتملة داخل القيادات حول السياسة.
ونقلت وكالة رويترز عن بلينكن قوله في الرسالة: "أعلم أن المعاناة التي سببتها هذه الأزمة بالنسبة للكثيرين منكم لها أثر كبير على المستوى الشخصي".
وأضاف أن "المعاناة المصاحبة لرؤية صور يوميا للرضع والأطفال والمسنين والنساء وغيرهم من المدنيين الذين يعانون في هذه الأزمة أمر مؤلم.. وأنا شخصيا أشعر بذلك".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
