لتقليل الخسائر في صفوفه، خيار جديد لجيش الاحتلال لاكتشاف أنفاق حماس وتحرير الرهائن
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن الجيش الإسرائيلي لجأ لاستخدام "الخيار الأرخص والأكثر فعالية"، لاكتشاف فتحات أنفاق حركة حماس في غزة، لتقليل الخسائر في صفوف جنوده.
وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي جرّب مجموعة متنوعة من الأساليب لاستكشاف أنفاق حركة حماس في غزة بدءًا من الروبوتات والكلاب الآلية والكلاب الحقيقية، مشيرًا إلى أن إسرائيل باتت اليوم تستخدم طائرة كوادكوبتر المسيّرة الصغيرة، كوسيلة مهمة للقيام بطلعات خاصة يصعب على قوات المشاة وسلاح الجو تنفيذها، خاصة إذا كانت العملية في منطقة سكانية عالية الكثافة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن هذه المسيرات لعبت دورًا أساسيًا في تقليل خسائرهم أثناء تقدمها السريع عبر ساحة معركة مكتظة بالسكان ومحصنة جيدًا ومفخخة على نطاق واسع.
وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يمتلك أيضًا أسطولًا كبيرًا من الطائرات بدون طيار ذات الأجنحة الثابتة، والتي يبلغ حجم بعضها طائرات إف-16 بينما بعضها الآخر صغير بما يكفي لحملها على ظهر جندي، وتقوم بمهمات تتراوح بين المراقبة والاستطلاع والغارات الجوية.
وأفادت الصحيفة أن أكبر هذه الطائرات المسيرة حجما يمكنها الطيران على ارتفاع ٤٥ ألف قدم والبقاء في الجو لمدة يوم ونصف تقريبًا، بينما تطير أصغرها على ارتفاع ٥ آلاف قدم ويمكنها البقاء لبضع ساعات في الجو.
ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن تلك الطائرات بدون طيار لا تزال تمثل "العمود الفقري الحاسم" لدعم عمليات الجيش الإسرائيلي ولكن اتضح أن طائرات "كوادكوبتر " الصغيرة رخيصة التكلفة هي أكثر فائدة من نواحٍ عديدة في بعض أجزاء ساحة المعركة، كما هو الحال في الأنفاق.
وقال جاكوب ناجل، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إنه "منذ حوالي عقد من الزمن، كان مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعتقد أن الطائرات بدون طيار لن يكون لها تأثير على ساحة المعركة، لكن سماء غزة تعج بهذا النوع من المسيرات حاليًا".
وأشارت الصحيفة إلى وجود استخدام متزايد للمسيّرات التجارية الصغيرة في الصراعات حول العالم حيث تعتمد كل من روسيا وأوكرانيا بشكل كبير على المروحيات الرباعية للمراقبة والهجمات، في حين استخدمت حماس طائرات صغيرة بدون طيار كجزء من هجومها في السابع من أكتوبر الماضي.
جندي أوكراني يطلق طائرة كوادكوبتر على جبهات القتال مع روسيا
ومنذ ذلك الحين، شقت آلاف الطائرات التجارية بدون طيار طريقها إلى أيدي الجنود الإسرائيليين في ساحة المعركة والمدنيين الإسرائيليين الذين يتطلعون للدفاع عن أنفسهم.
وأفادت الصحيفة بأن طائرات "كوادكوبتر" المسيرة باتت "شريان الحياة" بالنسبة للوحدات الإسرائيلية الأصغر حجمًا والأقل تجهيزًا، مثل تلك المكونة من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم إلى المعركة بعد هجمات حماس.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل استخدمت في السابق، روبوتات ثقيلة متصلة بالسطح من خلال كابل لتفتيش مئات الأميال من الممرات التي حفرتها حماس تحت غزة، لكن أرضيات النفق غالبًا ما تكون مليئة بالقمامة، مما يؤدي إلى تعثر الروبوتات، في حين ثبت أن بعض الممرات ضيقة للغاية بحيث لا يمكن تشغيلها.
كما حاولت إسرائيل استخدام الكلاب الآلية، لكنها باهظة الثمن وثقيلة.
سطوة صينية
وتقول الصحيفة إن إسرائيل لم تكن وحدها التي فشلت في التنبؤ بمدى أهمية مسيرات "كوادكوبتر" في مناطق الحرب، فقد ركز الجيش الأمريكي لسنوات على بناء طائرات بدون طيار أكبر وأكثر تكلفة قبل أن يدرك بعد فوات الأوان أنه تنازل عن سوق الطائرات المسيرة لصالح الصين.
وأفادت الصحيفة بأن شركة (إس.زد-دي.جيه.آي تكنولوجي المحدودة) الصينية واليوم، تعد أكبر صانع للطائرات بدون طيار الاستهلاكية في العالم، وقد أصبحت طائراتها الرباعية الرخيصة ذات شعبية كبيرة في ساحة المعركة.
ونقلت الصحيفة عن بليك ريسنيك، الرئيس التنفيذي لشركة (بي آر آي إن سي ) الأمريكية لصناعة الطائرات بدون طيار قوله: "إن إحدى أهم أولويات الاستحواذ لدى الجيش الإسرائيلي في الوقت الحالي تتمثل في الحصول على الطائرات بدون طيار لاستخدامها في عمليات إنقاذ الرهائن في أنفاق حماس والبيئات الجوفية".
وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على نوع الطائرات بدون طيار التي يستخدمها داخل غزة.
ونقلت الصحيفة عن أفيف شابيرا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الطائرات بدون طيار "إكس تي إي إن دي" الإسرائيلية لصناعة الطائرات المسيرة قوله إنه عمل مع الجيش الإسرائيلي منذ عدة سنوات لاستخدام مسيرات "كوادكوبتر" لإسقاط البالونات الحارقة التي كان سكان غزة يطلقونها على المناطق والمزارع الإسرائيلية المجاورة والتي كانت تتسبب بإشعال حرائق كبيرة.
وقال شابيرا إن الجيش الإسرائيلي يستخدم الآن الطائرات بدون طيار التي تصنعها شركته ويستخدمها لمجموعة متنوعة من الأغراض داخل غزة فيما يستخدم البعض منها للدخول إلى الأنفاق.
وأضاف أن منظمة ياهالوم العسكرية الإسرائيلية، أو "الماسة" باللغة العبرية والمتخصصة في العثور على أنفاق حماس وتدميرها، تستخدم طائرات بدون طيار لإسقاط أجسام على الألغام والأفخاخ التي عادة ما توجد حول مخارج الأنفاق.
وأشار إلى أن كلا من حماس وإسرائيل، تقومان بالتشويش على أنظمة تحديد المواقع العالمية للملاحة وإشارات الراديو للاتصالات لتعطيل عمل المسيرات.
وتحظى المسيرات بخاصيات مهمة مثل إمكانية توجيهها بواسطة مشغل واحد باستخدام سماعة رأس للواقع الافتراضي توفر صورًا معينة يمكن من خلالها اقتحام مبنى ما من خلال نافذة أو باب، والهبوط بطائرة ثانية عند المدخل لمزيد من المراقبة وفي الوقت نفسه، تمكين مشغل ثالث من البحث داخل المبنى عن الهدف.