حركات خائنة
حينما نتجول اليوم فى الشارع السياسى نُزهل من تسييس كل الشوارع وأصبح الناس اليوم يدركون بالفطرة ما يدور داخل الأبواب المغلقة من أحاديث وخطط سياسية تُدبر للوطن وأصبح الناس جميعاً فى مصر لا تثيرهم الكلمات المعسولة ولا تقشعر جلودهم لمشاهد العنف والتعذيب لأنهم أصبحوا لا يصدقون كل ما يرونه ويسمعونه بل أصبحنا جميعاً نعيش الشك فى أدق لحظات حياتنا اليومية.
فمن كُنا نهتف له ونرفعه على أعناقنا آملين فيه الخير لنا ولوطننا يفاجئنا نفسه وبأفعاله مؤكداً كل الوشايات بأنه عميل وخائن.. والأمثلة كثيرة ولكننى سأذكرلكم على سبيل المثال لا الحصر وائل غنيم الذى ظهر باكيا فى برنامج الإعلامية المرموقة منى الشاذلى وتكلم نادماً على ندائه بنزول الناس الشارع يوم 25 يناير.. وأسف لسقوط شهداء الثورة واعتبره الناس بطلاً مرموقاً ثم يصدمنا بأنه عميل أمريكانى مجند تحت يد الإخوان المسلمين.. وقد اختفى عن الأضواء تماماً بعد انتهاء مهمته الذى جُند من أجلها.. وأسماء محفوظ الذى ظهرت علينا وعرفناها من خلال "الفيس بوك" و"اليو تيوب" تحت اسم أشجع بنت فى مصر وهى تهتف ضد مبارك وتقول "هو مبارك عايز إيه عايز الشعب يبوس رجليه".. وكذلك هتافها ضد أمن الدولة تصدمنا هى الأخرى ونعرف بعد فوات الأوان بأنها عميلة أمريكية خائنة.
وعندما كنت أتحدث مع الأستاذ الدكتور سعد الدين إبراهيم وهو رجل يعشق الاستماع إلى آراء الناس بجميع مستوياتهم ويعطيهم الفرصة كاملة للتعبير عن كل ما يسمعونه ويحللونه ويدور فى عقولهم غير معقب على حديثهم.
قلت له أصبحنا نعيش الشك والتخوين فأين وائل غنيم ومن أين أتت أسماء محفوظ بثروتها تلك.. إنهم كانوا مجندين من قبل أمريكا.. فقال لى أين دليلك؟ وقال لى ساخراً قل لى على المكان الذى يدفع لهم تلك المبالغ لكى أتعامل معهم .. قلت له دليلى واضح لمن له عين فيمكن لأى شخص أن يربط الأحداث ببعضها ليكتشف هذا بكل بساطة.
فأجابنى بأنهم بعد أن ذاع صيتهم أنا من قمت بشراء تذاكر الطيران إلى أمريكا على نفقتى الخاصة وقمت بترتيب زياراتهم ومقابلاتهم مع المسئولين فى الولايات المتحدة.. وإن ثروتهم تلك يمكن أن تكون مقابل محاضرات طُلب منهم إلقاؤها هناك فأنا نفسى تقاضيت فى يوم من الأيام نظير محاضرة ألقيتها مبلغ 30000 دولار وكان هذا أكبر مبلغ تقاضيته لمحاضرة أليقتها.
فكان الرد منى هو هل إلقاء المحاضرات حتى لو بهذا الثمن الباهظ يجعل واحدة مثل أسماء محفوظ تشترى سيارة بملغ مليون ونصف جنيه وطبعاً السيارة هى جزء ضئيل مما تملك يادكتور فدليل الخيانة واضح لا يحتاج لتفسير. فسكت عن الكلام .
واستمررت فى كلامى وقلت له اسمح لى فحركة 6 إبريل ويمثلها أحمد ماهر والذين أطفحُونا الكيل بكلامهم عن الفساد وحكم مبارك ونكتشف أن أحمد ماهر موجود فى اعتصام رابعة مع الإخوان.. وكذلك حركة كفاية وقلت له من يمول هذه الحركات يادكتور حتى الحركة الوطنية المصرية التى سيادتكم منسقها العام أخشى أن نكتشف بعد ذلك أن وراءها هدفا آخر غير المعلن عن أعضاء الحركة بأنها حركة لكل المصريين وهى من أجل الحفاظ على الدولة المدنية التى أسسها محمد على.
فهز الدكتور رأسه غير معترض وأدار رأسه ليرى تعقيب الجالسين على ما قلت فوجد الجميع مؤيدين فسكت ولم يرد.. وما يستفزنى حقا هو التدخل السافر لرجال الدين فى اختيار الحكومة وفى الدستور.. فبلد غاب عنها أصحاب الخبرات وظهر بديلاً عنهم أصحاب العاهات والعمامات هى بلد عاجزة عن الحركة ولكن لن يستمر هذا الأمر طويلا فستعود الأمور إلى مواضعها الحقيقية يوماً ما.. فكن مطئنا أيها المواطن فكما شربنا الماء العكر سنرتوى يوما بالماء الصافى النقى.