رئيس التحرير
عصام كامل

حوار مع صديقي الإخواني


ظن الإخوان المسلمون وبعض الظن إثم .. أنهم ماكثون فيها .. بل ومخلدون أبد الدهر .. وغاب عنهم أن إرادة الله لا تخضع للقواعد والمخططات .. قبيل عزل مرسي .. دار حوار بيني وبين أحد الأصدقاء الإخوان .. يومها قلت له .. ماذا يحدث؟


لقد انتظرنا أن يكون الدكتور مرسي أداة للبناء لا للهدم .. وجسراً للتواصل لا للتفريق .. وبوصلة لصناعة الأمل .. فإذا به يدخل علينا جميعا الهم والحزن .. وفاجأني صديقي .. كم سنة حكمنا مبارك .. قلت ثلاثون عاماً.. فقال نحن سنحكم نصف قرن أو يزيد .. فقلت له إذن ليس لها من دون الله كاشفة .. والله وحده هو من بيده نواصينا ..وكانت ضحكته .. التي توجها حديثه معي ..

هكذا كانوا يفكرون .. وبئس مافكروا فيه .. لقد عولوا على أمرين شعب غالبيته من الفقراء وزيادة على ذلك فنصفه من الجهلاء .. هكذا قال لي .. قلت له ياصديقي .. ربما تفاجأون بهؤلاء الصامتين وقد فاض بهم الكيل فقال لي لن يحدث .. إنهم من استكانوا وتخاذلوا من قبل هذا شعب لا يتأوه .. قلت له السوابق تغاير ما تفكرون فيه .. فقال سترى .. وها أنا قد رأيت..

بالأمس القريب قدمت إليه التهنئة بقدوم عيد الفطر المبارك .. وتذكرنا سويا حوارنا الذي لم يفسد للود قضية .. فسلم بما قلته .. غير أنه قدم التبريرات والأعذار .. فقلت له ياصديقي .. إنها إرادة الله التي لا راد لها .. أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد .. لقد عولتم على الجهلاء .. والفقراء .. ومن سدت في وجوههم أبواب الرزق ..

فكانت صرختهم التي هزت الأركان .. وأخرجت مرسي من قصر الرئاسة .. ولن يعود إليه مرة أخرى إن شاء الله .. هو وحده من جنى علي نفسه وعلى جماعته وعلي تجربته الفاشلة .. أما الإسلام فهو باق .. باق .. باق .. وإن ذهبت جماعة الإخوان ومن يقفون في خندقها إلى النسيان .. وسبحان من له الدوام؟؟
الجريدة الرسمية