نصائح مصطفى محمود لمواجهة ضغوط الحياة مع بداية عام جديد
في مجلة صباح الخير وفى الأيام الأخيرة من عام 1966 كتب المفكر مصطفى محمود ـ ولد فى مثل هذا اليوم 27 ديسمبر 1921 ـ رحل 2009 ـ مقالا مع بداية عام جديد يرسم فيه خطوات التخلص من القلق والضغوط التي يمر بها البشر هذه الأيام يقول فيه:
القلق من ضرورات العصر، وكل إنسان معرض لحالة من حالات القلق، والإنسان القلق في حاجة إلى ثلاثة مراحل ليفلت من قلقه،أن يفهم نفسه ويكشف قدراته ويزيح النقاب عن رغبته الحقيقية ومداها ومنبعها ويفهم واقعه وإمكانياته، وأن يقطع حبل التصورات والخيالات التي تغذى قلقه.
أسوأ الحلول هو الهروب
وأضاف الدكتور مصطفى محمود:أن يلقى بنفسه في شعور جديد وتجربة جديدة بدون تحفظ وبدون خوف أهى تجربة حلوة أم مرة المهم لذة الاكتشاف، وبهذا يستعيد الإنسان القلق قدرته على التكيف ويشعر أنه قد استرد نفسه ووضع يده على عصا القيادة من جديد، لكن ثبت أن أسوأ الحلول التي يلجأ اليها إنسان قلق أو مضغوط بمشاكل الحياة حوله هي الهروب بالمقاهى أو التدخين أو المخدرات ولعب الطاولة والقمار أو شلل السهر، كلها معناها ورقة غياب يتركها الإنسان القلق على مكتبه ويذهب بدون أن يصطحب نفسه إلى مكان ما ثم يعود دون أن يكون قد أحس بشيء حقيقى، إن فترة الهروب فترة ساقطة من العمر وليس هو الحل.
وتابع: كذلك فإن أسوأ الحلول اللجوء إلى الدجل والشعوذة والأحجبة والأدعية، أن هذا الحل مثل البنج يصنع للإنسان اطمئنانا وهميا فتزول المشكلة زوالا مؤقتا في الفترة المحدودة التي يعيشها تحت البنج.
التسليم بقضاء الله
وقال: إن القلق مشكلة حقيقية تحتاج إلى حل حقيقى واقعى وهى مشكلة عاجلة لا تقبل التأجيل فإلى جانب الإيمان والتسليم بالقضاء والقدر أن نقف وجها لوجه أمام حقائقنا فإما أن نصل إلى حل لتناقضنا أو يصل هذا التناقض إلى قمته فنحاول المحافظة على حياتنا بأن نلغيها من أساسها.
وزن الأمور بميزان موضوعى
وأضاف: أن القرص الواقى من القلق هو ساعة نقضيها في الفراش قبل أن ننام نفكر ونفكر فيما فعلناه ونزنه بميزان موضوعى هادئ، هذه الساعة هي بمثابة تطعيم ضرورى للذهن ضد القلق لأنها سوف تمنحنا معرفة بأنفسنا.
وتابع: إذا استسلم الإنسان لزوابع القلق والغضب والحقد والأرق واليأس أصبح فريسة سهلة لقرحة المعدة والسكر وتقلص القولون وأمراض الغدة الدرقية والذبحة الصدرية.. وهى أمراض لا علاج لها، ولكن بالمحبة والتفاؤل والتسامح وطيبة القلب جرب بنفسك لا تشمت ولا تكره ولا تحقد ولسوف تلمس النتيجة هائلة، إنها تجربة شاقة سوف تحتاج منك إلى مجاهدات مستمرة ودائبة مع النفس، وسوف يتطلب ذلك حرب تشترك فيها العقل والإيمان والعزم والصبر والإصرار.
وقال: إذا كنا نقرأ أن السيد المسيح كان يشفى المرض بالحب، فليس في هذا مبالغة، بل هي حقيقة علمية؛ فالحقد والكراهية والحسد يرفع ضغط الدم ويحدث اضطرابات في الغدد وعسر هضم وأرق، والنفور والاشمئزاز يؤدى إلى أمراض الحساسية (مثل نفور الجسم من مواد غريبة)، واليأس يؤدى إلى انخفاض الكورتيزون في الدم، والغضب يؤدى إلى ارتفاع الأدرينالين في الدم بنسبة كبيرة
حرب الإنسان مع نفسه
وأضاف مصطفى محمود: فأشق حرب هي حرب الإنسان مع نفسه، وما أسهل أن تسوس الجيوش، ما أصعب أن تسوس نفسك. لا يكفى أن تقول من الغد لن أبغض أحدا، أو لن أحسد أحدا، ونظن بذلك أن المشكلة انتهت، فقليل من الصراحة مع نفسك سوف تكشف لك أنك تكذب وأنك تقول بلسانك ما لا تحسه بقلبك.
نتعلم كيف نحب
وأضاف: فى النهاية يقول دكتور مصطفى محمود:أن ثمار المحبة تستحق كفاح العمر، بالحب يحل الانسجام والنظام في الجسد والروح، وما الراحة إلا حالة الانسجام التام في الجسد، وإذا كان الحب لم يشف أحدا إلى الآن.. فلأننا لم نتعلم بعد كيف نحب؟
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.