زغلول صيام يكتب: إلى متى الخروج الآمن للفاسدين في الوسط الرياضي؟!
لا أقصد أحدا بعينه حتى يفسر البعض الكلام على هواه، ولكن بما أننا مع تباشير عام جديد أحلم مثل الملايين الذي يحلمون بحياة رياضية نظيفة تعيد إلى هذا البلد سمعته من جديد، فلا يعقل أن تكون هناك ضمانة لكل فاسد في خروج آمن ليجلس متمتعا بكل ما جنته يديه من حرام طوال سنوات وسنوات.
مرة واحدة نريد حسابا حقيقيا حتى يكون كل مسئول عبرة لكل من يعتبر، مرة واحدة نريد تفعيل مادة (من أين لك هذا؟!).. مرة واحدة نريد أن نضع النقاط على الحروف.. مرة واحدة نحاسب مسئولا في هذا القطاع على ما اقترفته يده التي سولت له الاعتداء على المال العام.
ليست القضية في إقصاء مسئول رياضي وتجميده من الهيئة التي يديرها لأنه إن عاجلا أو آجلا سيرحل من مكانه ويأتي من بعده ليكمل المسلسل في الاعتداء على المال العام.
ألم يلفت نظر أحد تلك السيارات الفارهة وتلك القصور المنيفة وتلك الأموال المكتنزة في البنوك وحالة الرفاهية التي يعيشها هؤلاء؟!، العديد من الهيئات الرياضية ظهر فيها ما ظهر ولكن لم يلتفت أحد، فلم يعد أحد يلتفت إلى ذاك الموظف البسيط الذي كان يبحث عن غرفة أو غرفتين تستره هو وأسرته والآن يعيش في القصر أو الفيلا وبدلا“ ما كان بيتشعبط في وسائل المواصلات العامة”، أصبح يملك سيارتين أو أكثر من أحدث موديل وأولاده القصر يستقلون السيارات.
هل سافر الخليج؟! هل تغرب وذاق طعم الغربة؟! لا طبعا.. هل كان يحفر حتى وجد كنزا دفينا فحدثت له تلك الهزة التي نقلته من عالمنا البسيط إلى عالم الباشوات!!
الحقيقة التي لاحظتها أن النماذج كثيرة وأمثلة أكثر صادرت كل الموارد واحتفظت بها لنفسها على اعتبار أنهم أذكى من الكل.. أمثله في كل هيئة رياضية سواء موظف أو مدير أو حتى رئيس …سواء نادي أو اتحاد أو مؤسسة رياضية.
هل بعد ذلك يصح أن يكون العقاب هو خروج آمن لرئيس الاتحاد هذا أو رئيس النادي ذاك أو الموظف أو حتى المدير؟!
أحلم مثل آخرين يعيشون في هذا البلد أن يكون عام 2024 هو عام الحرب على الفساد في القطاع الرياضي واستئصال هذا الفساد من جذوره من أجل فتح صفحة جديدة تضمن وجود وسط لديه القدرة على الارتقاء بالمنظومة الرياضية.
قد يرى البعض أنها أحلام يقظة ولكن ما زلت مؤمنا أن الله قد كتب الخير لهذا البلد وسيظل حافظا لها وما زلت على يقين بأن هذا البلد مليء بالشرفاء الذين يعشقون ترابها ويمنون أنفسهم بأن تكون بلدهم أحسن بلد في العالم.
اعتقد أنه حان الوقت للإفراج عن ملفات كثيرة لتخرج من الثلاجة إلى العلن ليحصل كل شخص ارتكبت يداه مخالفة على الجزاء العادل.. ويبقى للحديث بقية إن كان في العمر بقية.