عاطف الطيب، صبي الترزي الذي أخرج 3 أفلام ضمن قائمة أفضل 100، وهذا سبب وفاته
عاطف الطيب ، هو أحد مثقفى ومفكرى هذا البلد، استطاع أن يرصد حالة الوطن طوال فترة الثمانينات وحتى منتصف التسعينات بمهارة وحساسية فلم يترك قضية إلا وطرقها من خلال رؤية خاصة في السيناريو فتعامل مع المهتمين برصد ظواهر الواقع المعاش مثل بشير الديك، وحيد حامد، مصطفى محرم وأسامة أنور عكاشة.
ولد عاطف الطيب في جزيرة الشورانية بمركز المراغة في محافظة سوهاج في مثل هذا اليوم عام 1947، وعاش بحى باب الشعرية، وبدأ حياته صبى ترزى بجانب دراسته وتسبب حبه للتمثيل في فشله في الالتحاق بالجامعة وانضمامه إلى معهد السينما.
تخرج عاطف الطيب من المعهد العالي للسينما - قسم الإخراج، وعمل أثناء الدراسة مساعدًا للإخراج مع مدحت بكير في فيلم (ثلاثة وجوه للحب ـ 1969)، و(دعوة للحياة ـ 1973 ) ومع المخرج محمد بسيونى (ابتسامة واحدة لا تكفى ) كما عمل مساعدًا للمونتاج مع كمال أبو العلا، عمل مساعدا للاخراج مع المخرج شادى عبد السلام في فيلم " جيوش الشمس، ثم أخرج عاطف الطيب فيلمًا قصيرًا من إنتاج المركز التجريبي هو( المقايضة) وعمل بعد ذلك، مساعدًا للمخرج يوسف شاهين في فيلم (إسكندرية ليه) كما عمل مساعدًا للمخرج محمد شبل في فيلم (أنياب).
مساعد مخرج فى أفلام أجنبية
عمل عاطف الطيب مساعد مخرج كذلك في أفلام أجنبية عديدة والتي تم تصويرها في مصر فعمل مساعدًا للمخرج لويس جيلبرت في فيلم "الجاسوس الذي أحبني" ومع المخرج جون جيلرمن في فيلم "جريمة على النيل" ومع المخرج مايكل بنويل في فيلم "الصحوة" ومع المخرج فيليب ليلوك في فيلم "توت عنخ آمون" ومع المخرج فرانكلين شافنر في فيلم “أبو الهول”..
مشاركة فى حرب أكتوبر
التحق عاطف الطيب بعد تخرجه بالجيش لأداء الخدمة العسكرية، فشارك في حرب أكتوبر 1973، وخلال فترة الخدمة أخرج فيلمًا قصيرًا بعنوان "جريدة الصباح" من إنتاج المركز القومي للأفلام التسجيلية والقصيرة.
بدأ المخرج الراحل عاطف الطيب مرحلة اخراج أول أفلامه الروائية الطويلة عام 1982 بفيلم " الغيرة القاتلة " الذى حقق نجاحًا كبيرًا وكتب اسمه بأحرف من ذهب في مشواره السينمائى، ليمتد عمله الفني اقل من خمسة عشر عاما قدم فيها 21 فيلما فقط.
سواق الأتوبيس يفوز بجائزة أحسن فيلم
ويعتبر فيلم "سواق الأتوبيس" الذى نال عنه جائزة مهرجان نيودلهي كأحسن فيلم، فكان بمثابة بشارة مولد فن اعتبره الكثير الانطلاقة الجماهيرية الحقيقية التي أعلنت للجميع عن وجود سينما جديدة، والتي قامت على أكتاف سينمائيين مغامرين أمثال محمد خان وخيري بشارة وداوود عبد السيد وغيرهم إضافة إلى عاطف الطيب.
صعوبات مع الرقابة بسبب الزمار
أخرج عاطف الطيب فيلمه "الزمار"، والذي أنتج عام 1984، الذى كتب قصته الشاعر عبد الرحيم منصور وهو يعرض معاناة عمال التراحيل، واعترضت الرقابة عليه ولم يعرض على الجمهور بالرغم من مشاركته مهرجان القاهرة السينمائى، ومهرجان موسكو السينمائى عام 1985، ومهرجان برلين وهو بطولة نور الشريف حتى انه اضطر الى تغيير نهايته ليعرض في مصر.
كما تعرض فيلم عاطف الطيب " ناجي العلي" لهجوم شرس شنته عدد من وسائل الإعلام عقب عرضه عام 1992، لدرجة اتهام نور الشريف والمؤلف بشير الديك والمخرج عاطف الطيب بالخيانة وعدم الوطنية، بل اتهموا نور الشريف بأنه تلقى 3 ملايين دولار من منظمة التحرير الفلسطينية، وبناء عليه طلب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من الرئيس الأسبق حسني مبارك عدم عرض فيلم "ناجي العلي" في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي 1992، لينفي فكرة تمويل المنظمة لـ نور الشريف.
أخرج عاطف الطيب خلال مشواره الفنى القصير الذى امتد اثنى عشر عاما فقط "21 فيلمًا" حصل أغلبها على جوائز المهرجانات العالمية، منها:الغيرة القاتلة، البريء، التخشيبة، سواق الأتوبيس، كشف المستور، انذار بالطاعة، ناجى العلى، كتيبة الإعدام، الهروب، الحب فوق هضبة الهرم، ناجى العلى، أبناء وقتلة، دماء على الاسفلت، وكان آخر أفلامه " ليلة ساخنة" مع لبلبة ونور الشريف الذى عرض بعد وفاته ونال عنه جائزة أحسن فيلم وأحسن مخرج وكان أروع ماقدمته السينما المصرية، ولم يتمكن من استكمال فيلمه الأخير "حبر الخواطر ".
مسلسل واحد للتلفزيون
قدم عاطف الطيب للتليفزيون مسلسلا واحدا هو "بنات السيدة زينب "بطولة عبلة كامل، كما أخرج كليبين غنائيين، كان الأول للمطربة "لطيفة" بعنوان "كتبتلك"، والثاني للمطربة "أنغام" بعنوان "شنطة سفر "، وكان حلمه الكبير ان يقدم فيلما عن الزعيم جمال عبد الناصر، ورشح لأداء دوره الفنان أحمد زكى.
حصل عاطف الطيب على إشادات كثيرة من النقاد، الذين رأوا أنه برع في استخدام ممثليه لتوصيل فكرة بشكل واع وجميل حيث استفاد من قدراتهم التمثيلية، بل إنه في بعض أفلامه اعتمد وبشكل أساسي علي تلك القدرات الأدائية مثل أداء أحمد زكي في فيلمى ”الهروب“ و”البريء“، وأداء نور الشريف في أفلام ”سواق الأتوبيس” و”ناجي العلي“، ومحمود عبد العزيز في فيلم ”الدنيا على جناح يمامة”، ولبلبة في فيلمى ”ضد الحكومة“ و”ليلة ساخنة".“
نهاية مؤلمة بسبب القلب
ولأن عاطف الطيب كان يعانى فى صغره من حمى روماتيزمية فى القلب لم يتم علاجها بسبب الفقر نتج عنها فى الكبر مشاكل صحية ونظرا للأزمات التى مر بها مع الرقابة وفى أفلامه أصيب بمرض السكر، ورفض السفر للعلاج على نفقة الدولة إلى ألمانيا وكان يقول: ( الغلابة الذين أدافع عنهم أولى مني ) حتى تدهورت صحته بعد جراحة أجريت له فى القلب بسبب خطأ طبى لم يعترف به الأطباء المعالجين في يونيو عام 1995، بعدما قدم للسينما العديد من الأعمال الواقعية التى عبرت عن الغلابة والمهمشين وترسخت في وجدان المصريين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.