سخر الجن وتكلم لغة الطير والحيوان، قصة النبي سليمان
قصة النبي سليمان، لقد آتى الله- عزّ وجلّ- سيدنا سليمان -عليه السلام -المُلك مع النبوّة، فمَلَكَ الإنس والجنّ والطير والشياطين والريح، وذلك بعد دعائه عليه السلام، {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}، وقد سُخِّر الجنّ لسليمان -عليه السلام- فكان يراهم ويخاطبهم، ويحكم بينهم بالعدل، إذ كان يجازي المحسن منهم على إحسانه، ويعاقب المسيء على إساءته، وكان يعاقب كُلّ من قصّر في عمله أو اعتدى أو تمرّد على أمره بأن يُكبّله ويحبسه بالأغلال، وذُكر أنّ الله- عزّ وجلّ- وكّل مَلَكًا بيده سوطٌ من نار، فمن عصى سليمان فيما أمره ضربه بالسوط فأحرقه.
سيدنا سليمان مع الهدهد وبلقيس
أنعم الله -تعالى- على سليمان -عليه السّلام- بأن جعله يفهم لُغة الطّير، وقد كانت الطّيور من المخلوقات التي سخّرها الله -تعالى- له، وكان يستخدمها في عمليات البحث والتّحري عن الماء، والإتيان بأخبار الأمم والشعوب، ومن هذه الطّيور الهدهد الذي تفقّده بيوم من الأيام فلم يجده، ولم يطلب الهدهد الإذن بالغياب، ممّا دفع سليمان -عليه السّلام- أن يتوعده بالعذاب أو القتل إن لم يكن له عذر بغيابه.
سبب غياب الهدهد
وغاب الهدهد فترة من الزّمن ولمّا جاء سأله سليمان عن سبب غيابه، فأخبره أنّه رأى أهل سبأ وملكتهم بلقيس ذات الحكم والملك العظيم يسجدون للشّمس ويعبدونها، وأنّهم رأوا أنّ ذلك الفعل صحيح، فلمّا سمع سليمان بذلك أراد أن يتيقّن من الخبر وليعود عن إرادته في عذاب الهدهد، فكتب كتابًا يتضمّن الأمر بعبادة الله وحده، وأعطاه للهدهد وأمره أن يُلقيه عليهم ويُراقب ما يفعلون به.
فتحرّى الهدهد نافذة من قصر بلقيس كانت قد فتحتها لتدخل منها الشّمس لتعبدها، وألقى فيها الكتاب، فلمّا رأته الملكة جمعت القوم واستشارتهم في الأمر، فقالوا لها أنّهم قوم ذو قوّة وبأس شديد، وفوضوا الأمر لها، فكان اقتراحها أن تُرسل لسليمان هدية لتليّن الأمر فلا تقوم الحرب، فلمّا وصلت الهدية سليمان هدّدها بإرسال جيوشه لها، فقرّرت أن تُذعن لأمره وتذهب إليه.
الجن يحضر عرش بلقيس
وعندما علم سليمان -عليه السّلام- بأمرها جمع حاشيته وطلب منهم أن يحضروا عرشها إليه، فأخبره عفريت من الجن أنّه قادر على أن يأتي به قبل أن يقوم من مقامه، واقترح عالم من علماء قومه أنّ يأتي به قبل أن يرتدّ إليه طرفه، فشكر سليمان ربه وأحضر العرش، وأمر الحاشية أن يُغيّروا فيه قليلًا، فلمّا جاءت ورأته قالت: (كَأَنَّهُ هُوَ)، كما اندهشت من قصر سليمان الذي ظنّت أن أرضه نهرًا، فلمّا أرادت أن تدخله كشفت عن ساقيها، ولمّا رأت هذه المعجزات أعلنت خضوعها لله وحده، وقالت: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
استخدام سيدنا سليمان للجن
لقد استخدم سيدنا سليمان الجنّ في أمورٍ كثيرة، منها بناء المساجد والقصور، كما كانوا ينحِتون له التماثيل على شكل النسور والعقبان بالقرب من كرسيه وتحت سرير المُلكِ، وذلك ليهابها كلّ من اقترب من مجلسه ودنا منه، وكانوا ينحِتونها على صور الأنبياء والملائكة لكي يرى الناس كيف كانت عبادتهم فيقتدوا بهم ويتشبّهوا بحالهم، وهذه التماثيل كانت تُصنع إمّا من الرخام أو من النحاس، ولم تكن محرّمة في ذلك الزمان.
كما كان الجنّ يصنعون جِفان، وهي القِصاع العظيمة كأحواض الإبل، حيث كان يجتمع عليها ألف من الرجال فيأكلون منها، واستخدمهم عليه السلام بصناعة القُدور الراسية الكبيرة، فهي كالجبال ثابتة في مكانها لا تتحرك، وقد أمر سيدنا سليمان -عليه السلام- من كان غواصًّا من الجنّ أن يدخلوا في البحار فيجمعوا اللآلئ، والمجوهرات والأشياء النفيسة التي لا توجد في مكان آخر غيرها.
موت سيدنا سليمان
إنّ وفاة سيدنا سليمان - عليه السلام- كانت غربية مثل حياته، إذ قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}.
قال المفسرون: لم يعلم الجن أو غيرهم بوفاته إلاّ بعد سنة، وسبب ذلك أنّه كان متكئًا على مِنْسأته؛ وهي عصًا له، فبقي على حاله متكئًا حتّى أكلت دابة الأرض طرف عصاه، فاختّل توازنُه فسقط على الأرض، فعلموا بوفاته، وأقبلوا عليه فغسلوه ودفنوه.
الحكمة من إخفاء موت سيدنا سليمان عن الجن
إنّ الجن لا يعلمون الغيب كما يدّعون هم ومن يستعين بهم، وذلك لأنّهم لو كانوا يعلمونه لما استمروا في خدمتهم للنبي سليمان وهو ميّت.
إنّ تسخير الجن للنبي سليمان كان سببًا في نهضة المجتمع آنذاك، حيث كانوا يعملون أعمالا نافعة وبنوا البلاد وتمتّع بنو إسرائيل بنتائج عمل الجن دون أن يعملوا بأنفسهم أو يلحقهم أذى.
إنّ تعامل النبي سليمان مع الجن يجري وفق منهج تربوي وأسلوب إداري نافع، وهو معاقبة المسيء ومكافأة المُحسن، فترسيخ هذا المبدأ يُشجّع على إتقان العمل، وينهي عن التقاعس والكسل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.