علم من أعلام الوحدة الوطنية.. بقلم/ نجيب محفوظ
في مقال كتبه الأديب نجيب محفوظ ينعي فيه وفاة الكاتب والمفكر الدكتور لويس عوض ونشر بمجلة نصف الدنيا يقول فيه:
"عرفته في ندوة كازينو الأوبرا قبل الثورة، عرفت فيه أستاذًا يكرس ذاته للعلم والثقافة، جاء للتعرف على أعضاء لجنة النشر الجامعيين، وكان مجلسنا يجمع بين الجد والسمر، يدور الحديث فيه حول أمور النشر وأحزان السياسة وآخر ما ذاع من نكت، لكن بدا الضيف الجديد مثقلًا بأمانة الثقافة مستهدفًا العمل الجاد في نشرها.
جرى أول حديث له معنا حول دراسة إنشاء مجلة أدبية ثقافية أسبوعية وللأسف اتخذت لجنة النشر طريق العناد.
بعد سنوات انضم إلى الحرافيش عضو حر يجيئ أحيانًا ويغيب أحيانًا فتوثقت علاقات المودة بينه وبيننا وكان مجئيه المرة الثانية بعد نضج شخصيته كأستاذ في الجماعة ومستشار لوزارة الثقافة وناقد كبير ومفكر يتسم بالصدق والشجاعة والاستنارة ولم تفارقه صفات الجدية والالتزام.
«إنه علم من أعلام جيل الجدية والاستنارة والحرية والانتماء والوحدة الوطنية وقد تمخض جهاده الطويل عن نخبة من أفضل الأتباع المستنيرين ونقد عميق شامل لأدبنا المعاصر، وفكر حر جرئ قد تتفق معه وقد تخالفه ولكن لا يسعك إلا أن تجله وتحترمه وبذلك صار من أعظم رموز حياتنا الفكرية وتطلعاتنا الشريفة نحو غد أفضل وعصر أعظم إنسانية وحضارة، علم من أعلام الوحدة الوطنية.