الطريق إلى تصحيح مسار الديمقراطية فى مصر.. مكتسبات ثورة 25 يناير 2011 فتحت الطريق للتنافس الحر على المنصب الأول فى البلاد
لم تكن انتخابات الرئاسة 2024 أكثر من خطوة على طريق ترسيخ الممارسة الديمقراطية، وتعزيز فكرة حق التغيير بالصندوق، وهو طريق ليس سهلا، فكل الديمقراطيات فى العالم تجاوزت عددا من المراحل حتى تصبح على ما هى عليه الآن.
ولا يمكن فهم كيف وصل قطار انتخابات الرئاسة فى مصر الآن، إلا بالنظر للتاريخ الحديث لاختيار مصر الرجل الأول فى البلاد، وتحديدا منذ الإطاحة بالملك فاروق الأول إثر ثورة 1952، والإطاحة بالحكم الملكي، تم تعيين محمد نجيب، قائد القوات المسلحة المصرية، كأول رئيس لمصر من خلال تصويت مجلس قيادة الثورة المصري.
تلى ذلك إصدار مصر أول دستور لها بعد الثورة عام 1954 ونصت مواد الدستور الجديد على أن رئيس مصر هو رئيس الدولة ويجب أن يكون المرشح للمنصب مواطنًا مصريًا من أب وجد مصريين، وألا يقل عمره عن 45 عامًا فى يوم الانتخابات.
علاوة على ذلك، حدد الدستور أن يتم انتخاب الرئيس عن طريق الاقتراع السرى من هيئة مكونة من أعضاء البرلمان، كما نصت المواد على عدم جواز انتخاب أى مرشح لرئاسة الجمهورية لأكثر من ولايتين متتاليتين.
لكن هذه الطريقة التى تتواكب مع أفضل الممارسات الديمقراطية فى العالم لم تستمر حيث تغيرت سريعا طريقة اختيار الرجل الأول فى البلاد بعد إعفاء الرئيس محمد نجيب عن الحكم، وأصبحت آلية انتخاب الرئيس عن طريق الاستفتاء الرئاسى بموجب الدستور الجديد.
مع اندلاع ثورة 25 يناير 2011، عرفت مصر جولة جديدة من انتخابات الرئاسة، بعد أن خرجت حشود من المتظاهرين إلى الشوارع المصرية ضد حكم حسنى مبارك، فتنحى عن الحكم بعد ثلاثين عامًا، وسلم السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وفى مارس 2011، صوت المصريون لصالح تعديل دستورى ليحل محل دستور 1971، الذى تم تعليقه فى أعقاب الثورة.
ونصت التعديلات الدستورية المعتمدة لأول مرة فى تاريخ البلاد على “يتم انتخاب رئيس الدولة لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط، واستنادًا إلى التعديلات الدستورية لعام 2011، وبعد فترة انتقالية مدتها عام واحد، وأُجريت الانتخابات الرئاسية الثانية المتعددة المرشحين فى البلاد.
أسفرت الانتخابات الرئاسية فى يونيو 2012 عن جولة إعادة بين مرشح الإخوان محمد مرسى ورئيس الوزراء فى عهد مبارك أحمد شفيق، وفاز مرشح الإخوان.
وأُجريت الانتخابات البرلمانية فى شتاء عام 2011، وتم اختيار أعضاء الجمعية التأسيسية من قبل النواب فى عام 2012، وقاموا بصياغة دستور جديد. تمت الموافقة على الدستور فى استفتاء شعبى فى ديسمبر 2012.
فى 3 يوليو 2013، ونتيجة لأربعة أيام من الاحتجاجات على مستوى البلاد ضد حكمه فى يونيو 2013، عزل مرسى وعين رئيس المحكمة الدستورية العليا، المستشار عدلى منصور، كرئيس مؤقت حتى صياغة دستور جديد.
وفى يناير 2014، تمت الموافقة على الدستور الجديد من قبل غالبية المصريين فى استفتاء عام. ونصت على أنه ينبغى انتخاب الرئيس لمدة أربع سنوات، وهى “قابلة للتجديد مرة واحدة”، كما منحت التعديلات مرونة أكبر للأحزاب السياسية والمرشحين المستقلين للترشح للانتخابات الرئاسية.
وأجريت انتخابات جديدة فى مايو 2014؛ وأصبح بموجبها عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع أثناء عزل مرسي، رئيسًا منتخبًا للبلاد بعد حصوله على أغلبية 96 بالمائة من الأصوات، ضد منافسه الوحيد، القطب الناصرى حمدين صباحي.
ومع انتهاء ولاية الرئيس السيسى الأولى فى 7 يونيو 2018، توجه المصريون إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى لاختيار رئيس البلاد للسنوات الأربع المقبلة، وتنافس موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد مع الرئيس السيسى وحصل على ما يقل قليلًا عن 3% من الأصوات الصحيحة بينما اختار 96.9% من أصحاب الأصوات الصحيحة الرئيس السيسي.
فى ديسمبر 2023، عاد المصريون إلى صناديق اقتراع الانتخابات الرئاسية فى مصر، إذ يتنافس الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الرئاسة لولاية جديدة مدتها 6 سنوات بموجب التعديل الدستورى الذى صوت عليه المصريون عام 2019، لتصبح مدد الحكم 12 عامًا كحد أقصى وقت إجراء الانتخابات، ومنح الدستور الرئيس السيسى أحقية الترشح لمدة جديدة ونهائية.
ترشح أمام الرئيس السيسى ممن اجتازوا ضوابط الترشيح وفق القانون، حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهوري، وعبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد الجديد، وفريد زهران، رئيس الحزب الديمقراطى الاشتراكى المصري، ليكتب بذلك مرحلة جديدة ومختلفة فى تاريخ التنافس على أهم منصب فى البلاد والذى يتوقف عليه دفع البلاد للأمام واستكمال مسيرة التنمية وإيجاد حلول عاجلة لمشكلات الاقتصاد والتضخم وغلاء الأسعار.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.