رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية تمثالي ممنون بوادي الموتى في الأقصر (صور)

تمثالي ممنون، فيتو
تمثالي ممنون، فيتو

قبل أن تصل إلى وادي الموتى في البر الغربي، تجد عملاقين كبيرين واقفين منذ آلاف السنين على المسار السياحي بالطريق المؤدي إلى المقابر الفرعونية، والمعابد بوادي الملوك والملكات، الذي عُرفا قديما في مدينة طيبة بأنه وادي الموتى، نظرا لأن البر الشرقي هو أرض الحياة عند الفراعنة، حيث يقبعان هناك لحراسة الوادي من الشرور ولصوص اللُقى، إنهما تمثالا ممنون بغرب الأقصر.

 

يقول الدكتور الطيب غريب مدير معابد الكرنك والباحث الأثري في الأقصر، إن تمثالي ممنون يقعان في الضفة الغربية للنيل بمدينة الأقصر، ويعتبران أحد أشهر المعالم الأثرية والسياحية بالمدينة، وفي الواقع  كانا يتقدمان معبدا جنائزيا ضخما يرجع لعهد الملك امنحتب الثالث، أحد أشهر ملوك الأسرة الـ 18 عصر الدولة الحديثة عهد الأمجاد والانتصارات الحربية وعصر الإمبراطورية المصرية كما يحلو للبعض أن يسميه.


ويتابع مدير معابد الكرنك والباحث الأثري، لـ «فيتو» أن معبد امنحتب الثالث يعد أكبر وأضخم معبد جنائزي تم تشييده في مدينة الأقصر، بل لعله أضخم معابد الحضارة المصرية القديمة الجنائزية قاطبة، إلا أنه تعرض لمجموعة من العوامل التي تكاد تكون دمرته تماما وجعلته عبارة عن أطلال وكان منها زلزال ضخم جدا، حدث في العصر الفرعوني كما أثبتت ذلك مجموعة من الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة.

ويضيف الباحث الأثري في الأقصر إن المعبد تم استخدامه كمحجر لسرقة أحجاره وتماثيله وأرضياته منذ عهد الملوك الرعامسة، وتمت إعادة استخدام أحجاره في مجموعة من المعابد منذ العصر الفرعوني، واستمر هذا الأمر حتي في العصور الحديثة حيث تعرض هذا المعبد للعديد من الأضرار خلال العصور المختلفة.

ويوضح الدكتور الطيب غريب مدير معابد الكرنك والباحث الأثري في الأقصر، أنه يقبع اغلب المعبد حاليا تقريبا أكثر من الثلثين تحت الأراضي الزراعية وبعض بيوت الأهالي والممتلكات الخاصة التي تحيط بالمعبد.

ويستكمل حديثه لـ «فيتو» أن تمثالي ممنون يمثلان الملك امنحتب الثالث، وهو جالس على كرسي العرش ويديه على ركبتيه وأعلى رأسه يرتدي التاج المزدوج فوق لباس الرأس المصري القديم والذي يسمي «النمس»، ويرتدي النقبة القصيرة «الشنديت» ويقف على جانبي كرسي العرش وبجوار قدمي الملك أمه  «موت ام ويا» الميتانية من بلاد العراق وفي الناحية الأخرى زوجته الملكة «تي» وهما واقفتان.


ويستطرد الباحث الأثري ومدير معابد الكرنك بالأقصر، يبلغ ارتفاع كل تمثال قرابة الـ 21مترا «حاليا حوالي 19,5» ويبلغ وزن التمثال الواحد قرابة 800 طن وقد تم قطع كل تمثال من كتلة واحد من حجر الكوارتز الأحمر من الجبل الأحمر شمال شرق مدينة القاهرة، وجلب وقطع هذه الكتل المهولة من حجر الكوارتز الأحمر من الجبل الأحمر في القاهرة كان يتم وضعها على سفن والابحار ضد التيار في نهر النيل لمسافة حوالي 700 كيلو متر، وهذا أحد آيات وإعجاز المصري القديم المبهر على الإطلاق.

وعن لقب تمثالي ممنون، يؤكد الطيب غريب مدير معابد الكرنك والباحث الأثري في الأقصر، أنه ترجع تسمية التمثال الشمالي بممنون وليس كلا التمثالين إلى زلزال حدث في عام 27 قبل الميلاد، وتسبب في سقوط بعض أحجار التمثال الشمالي وتصدع في أحجاره، الأمر الذي جعل الهواء عندما يمر من خلال هذه التصدعات يصدر نوع من الصوت أو الصفير وهو ما جعل الزائرين الاغريق يشبهون التمثال ويربطون بينه وبين البطل الاثيوبي الاسطوري اجا ممنون الذي قتل على يد أخيليس البطل الاسطوري الاغريقي في الحرب الشهيرة حرب طروادة، وتحكي هذه الأسطورة أن آلهة الفجر «اورورا» أو «ايوس» طلبت من الإله زيوس أعظم آلهة الإغريق أن يميز ابنها عن بقية البشر بشيئ مميز فكان يظهر لها في الفجر على هيئة هذا الصوت وتبكيه أمه وكانت دموعها قطرات الندي، فكان اللصوص الذين ينهبون لُقى المقابر الفرعونية يخافون منهما عند المرور بجوارهما.


ويختتم الدكتور الطيب غريب مدير معابد الكرنك والباحث في الأقصر، بأنه قد توقف هذا الصوت بعد ترميم التمثال الشمالي على يد الامبراطور الروماني سبتيموس سفيروس تقريبا عام 200 ميلادية، فاختفي الصوت وبقيت الأسطورة.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية