«وداعًا جوليا» ابن شرعى لمهرجان الجونة
الفنانة إيمان يوسف: السينما السودانية تشهد طفرة حقيقية ولكنها لا تزال تواجه تحديات صعبة
ينافس الفيلم السوداني “وداعا جوليا” فى مهرجان الجونة السينمائى هذا العام ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة للدورة السادسة، وبذلك يعود الفيلم إلى المهرجان بعد ثلاث سنوات، حيث حصل وقتها على عدة جوائز فى منطلق الجونة السينمائى هي: أفضل مشروع فى مرحلة التطوير، وشهادة منصة الجونة السينمائية، وجائزة نيو سينشرى.
فيلم “وداعًا جوليا” من إخراج وتأليف محمد كردفانى، وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف، وعارضة الأزياء وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك، ويشارك فى بطولته نزار جمعة، وقير دوينى.
وتدور أحداث الفيلم فى الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب «منى» المرأة الشمالية التى تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبى ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التى تبحث عنه كخادمة فى منزلها ومساعدتها سعيًا للتطهر من الإحساس بالذنب.
وحصل فيلم “وداعا جوليا” على عرضه الأول فى المملكة المتحدة فى مهرجان لندن السينمائى، وحصد الفيلم عددا من الجوائز الدولية، حيث فاز بجائزة روجر إيبرت فى مهرجان شيكاغو السينمائى الدولى وجائزتين من مهرجان الحرب على الشاشة فى فرنسا، وحصد أيضًا 3 جوائز دولية فى مهرجان Paysages de Cinéastes وهى جائزة لجنة تحكيم الصاعدين، وجائزة الجمهور، وجائزة لجنة تحكيم المرأة.
وكانت مسيرة فيلم “وداعًا جوليا” مع الجوائز قد انطلقت من مهرجان كان السينمائى الدولى، حيث فاز بجائزة الحرية وشهد عرضه العالمي الأول.
كما وقع اختيار السودان عليه لتمثيلها فى الحفل الـ96 من جوائز الأوسكار للمنافسة على أفضل فيلم دولى لعام 2024.
“فيتو” أجرت حوارا مع الفنانة السودانية إيمان يوسف بطلة فيلم “وداعا جوليا”، وذلك على هامش تواجدها فى مهرجان الجونة السينمائى هذا العام.. وإلى نص الحوار:
بداية.. فيلم “وداعا جوليا” يعود لمهرجان الجونة بعد ثلاث سنوات من مشاركته الأولى بالمهرجان وحصوله على عدة جوائز وقتها.. كيف استقبلت ذلك؟
فى الحقيقة كما نقول دائمًا إن فيلم وداعا جوليا يعد ابنا لمهرجان الجونة السينمائى، وعلى الرغم من عرض ومشاركة الفيلم فى العديد من المهرجانات الدولية والعالمية وحصوله على جوائز من مختلف البلدان التى عرض بها، إلا أن مهرجان الجونة بالنسبة لنا كسودانيين له طابع مميز، لأنه يعد بوابة لتبادل الثقافات فى العالم العربي بشكل عام.
ونحن فى السودان صناعة الأفلام لدينا ليست ضخمة، ونحاول دائمًا أن نظهر ثقافتنا وتراثنا الفنى للعالم كله، وبخاصة العالم العربى، كما نتابع ونشاهد العديد من الأعمال سواء الدرامية أو السينمائية المصرية واللبنانية والسورية، فنحن نمتلك ثقافة غنية للغاية ولدينا العديد من القضايا الممكن تقديمها والتى تخرج بالأساس من المجتمع السودانى وما يدور به.
فى وجهة نظرك، كيف أثرت النجاحات الأخيرة للسينما السودانية على الصناعة هناك، وما مردود ذلك النجاح عليكم؟
بالفعل، خلال السنوات الأخيرة شهدت الصناعة السينمائية السودانية تطورا ملحوظا، وقدم أبناء السودان أعمالا مميزة ومشروعات حصدت العديد من الجوائز، ولعل أبرزها “وداعا جوليا” و”ستموت فى العشرين”، هذا الناتج السينمائى المهم كان له مردود بالتأكيد علينا، وبالتأكيد فإن أهم ما أحدثته هذه النجاحات هو حالة التشجيع للصناع على العمل وتقديم المزيد، وكل ذلك يعطى زخما كبيرا على مستوى الأعمال التى تقدم كل عام، وبالتالى فإنه من المهم أن تتواصل النجاحات السينمائية لدينا لتكون حافزا لتقديم المزيد.
كيف تقيمين المواهب الشابة فى السينما السودانية، وما مستقبل الصناعة من خلالهم؟
بكل صراحة، لدينا طاقات فنية هائلة وشباب لديهم طموح كبير للغاية، ويريدون تقديم العديد من الإنتاجات، يحاولون دائمًا ولديهم رؤى وأفكار مميزة، لكن كل ما ينقصهم هو أن يتم تسليط الضوء عليهم فقط حتى يواصلوا ويبدعوا ويتركوا تأثيرًا فى السينما السودانية، وفى وجهة نظرى أنه إذا نالوا القدر الكافى من الاهتمام وإيصال ما يجول بخاطرهم للجمهور، فسنراهم دوما على منصات التتويج فى المحافل السينمائية الدولية.
ما الذى ينقص الإنتاج السينمائى السودانى؟ وما الذى يحتاج إليه صناع السينما لديكم؟
حقيقة، الإنتاج السودانى خلال السنوات الماضية كان موجودا بشكل جيد، لكن ليس بالضخامة الكافية، ودائمًا أقول إنه يجب علينا كسودانيين استغلال أى فرصة تتاح لنا لتقديم المزيد خاصة فى الظرف الحالى الذى تمر به السودان، نحتاج أن نكتب أعمالا سينمائية كثيرة، وإظهار حقائق ما عندنا، ونحتاج لتقديم المشكلات التى نعانى منها اجتماعيا وسياسيا، ونحتاج لأن نمثل حتى نظهر الأزمات الموجودة لدينا بطريقة حقيقية.
فى وجهة نظرك ما التحديات التى تواجه الفنانة السودانية خلال الوقت الحالى؟
فى الحقيقة هى كثيرة للغاية، ونستطيع القول إنها مشكلات لها علاقة بالمجتمع، ونحن دائمًا ما نعانى من فكرة التقبل داخل مجتمعنا.. تقبل أن تدخل المرأة عالم الفن سواء من خلال التمثيل أو الغناء، هذه المشكلة الأبرز التى تواجهنا وهى بسبب أعراف وتقاليد رسخت داخل المجتمع السودانى على مدار سنوات طويلة، بالإضافة إلى صعوبة الإجراءات والروتين داخل البلد نفسها.
فيلم “وداعا جوليا” استغرق وقتا طويلا فى التصوير، ما سبب ذلك؟
نعم، هذا حدث بالفعل، ظللنا نصور شهورا طويلة، ولكن ليس بصورة منتظمة، وذلك بسبب تأثيرات المظاهرات التى اندلعت فى السودان فى هذا الوقت، وفى الحقيقة فكرة أن تضع وقتا محددا لتصوير عمل فى السودان والانتهاء منه أمر غاية فى الصعوبة، على سبيل المثال لا أخفى عليك نحن كنا قد وضعنا جدولا لتصوير فيلم «وداعا جوليا» يتماشى مع جدول ومواعيد المظاهرات التى تخرج من وقت لآخر، ولكن الحمد لله انتهينا من الفيلم بعد فترة طويلة من التصوير، والمردود الذي لاقاه كان جيدا للغاية
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.