زغلول صيام يكتب: البذخ الرياضي على جثة وطن يتقشف! سفريات وبهرجة بدون لازمة!
وسط الظلام يظهر نور من بعيد يؤكد أن الخير ما زال موجودا وما زال هناك مسئولون يسمعون ويقرءون وجهة النظر الأخرى التى هدفها الصالح العام بعيدا عن أي أغراض شخصية، وبالأمس طالعت بيان وزارة الشباب والرياضة الذى تجددت فيه تعليمات مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى بشأن ترشيد الكهرباء فى المنافسات الرياضية، وحدد الثانية والنصف ظهرا موعدا لانطلاق مباريات كرة القدم. قرار أثلج صدرى لأنه رمى الكرة فى ملعب اتحاد الكرة ورابطة الأندية والحج عامر حسين وننتظر التنفيذ من أجل صالح هذا البلد.. لأنه لا يعقل أن الدورى الإنجليزى بجلالة قدره يبدأ من الواحدة ظهرا واحنا تبقى مباراة واحدة وتقام فى التاسعة أو السابعة مساءا!
ومع هذه الاستجابة من مجلس الوزراء ووزارة الشباب والرياضة بقيادة الدكتور أشرف صبحى فتحت نفسى على فتح قضيه أخرى فى منتهى الأهمية لا تقل إن لم تكن تزيد على قضية ترشيد الكهرباء، وهى تتعلق بالبذخ الرياضى الذى لا يتناسب مع الوضع الذى نعيش فيه وتعيشه البلاد.
والبذخ الرياضى يتعلق بالسفريات خارج البلاد وما يصاحبها من بدلات وغيرها بالعملة الصعبة، وهى الدولار الذى قفز قفزات هائلة، ولعل النموذج الواضح لهذا الأمر هو الاتحاد المصرى لكرة القدم، وإذا كان الأمر مستساغا فى فترة سابقة على اعتبار أن اتحاد الكرة يدعم نفسه ذاتيا فإن الأمر الآن أصبح غير مقبول على الإطلاق، وأنا أعلم أن وزارة الشباب والرياضة دعمت هذا الاتحاد بأكثر من 20 مليون جنيه فى آخر ثلاث شهور، أى أن ميزانية الدولة أصبحت تتحمل عبء الاتحاد الذى كان قد تخلص من الحصول على دعم منذ عام 2005، ولكن الآن تم تبذير الودائع والأموال وأصبح ينتظر المعونة من الوزارة.
معايير القرارات الوزارية
وطالما الأمر هكذا أصبح حتما ولابد أن تطبق معايير السفر بكل دقة حفاظا على المال العام، فليس معقولا أن يكون القرار الوزارى لأى بعثة 60 و70 شخصا ويسافر كل من هب ودب! لابد أن نعود لما كان يحدث فى عهود سابقة، رئيس بعثة وإدارى وجهاز فنى وطبى ولاعبين وغير ذلك اسمه "فنطسة" على حساب مصر. بلاش مشرف عام ومشرف خاص وجيش من المعارف والمحاسيب.
وأحيانا يقول لك بعضهم إنها طائرة خاصة والمسافر لن يكلفنا تذكرة، طب وبالنسبة للإقامة والتأشيرة والبدل؟!
مطلوب إحصائية
أتمنى أن تظهر إحصائية واضحة لسفريات أعضاء اتحاد الكرة والمدير التنفيذى الذى أصبح يتفوق عليهم فى عدد السفريات ولا أعرف لماذا؟! لقد عاصرت اللواء الديب والكابتن صلاح حسنى والدكتور فاروق عبد الوهاب وغيرهم، لم أشاهد أحدا منهم يسافر مع بعثة حتى على سبيل المجاملة، لأن دور المدير التنفيذى يعرفه الجميع، وليس من بينه السفر شرقا وغربا.
هذه عينة، رغم أن الملف موجود فى جميع الاتحادات الرياضية ويحتاج إلى تقنين القرارات الوزارية الخاصة بالسفر فى أي بعثه رياضية.
صدقونى سنوفر ملايين كثيرة بدلا من إنفاقها على فسح ونزهات لا يستفيد منها الوطن، والأمر أطرحه أمام السيد رئيس الوزراء والدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة فى بداية فترة رئاسية جديدة للرئيس عبد الفتاح السيسى.
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.