رئيس التحرير
عصام كامل

«التحرش للجميع» في أول أيام العيد.. «الفسطاط والأزهر» تتصدران المشهد.. تعزيزات أمنية بالحدائق لمواجهة الظاهرة.. انتشار مكثف لجمعيات المكافحة.. أول حالات المحافظات بالشرقية.. «

إحدي حالات التحرش
إحدي حالات التحرش

يبدو أن «التحرش» أصبح مشهدا ثابتا ومسلسلا يواصل عرض حلقاته في الأعياد، لا سيما وأن الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر المبارك شهدت تعرض ثلاث فتيات لتحرش جماعي بحديقة الأزهر، قبل أن تتدخل قوات الشرطة بشكل فوري للفصل بينهم.


كما شهدت حديقة الفسطاط بحي مصر القديمة تزايدا شديدا في أعداد الزوار ، وجاء أغلب رواد الحديقة من الصبية الذين تراوحت أعمارهم ما بين 13 إلى 20 عامًا، وقام هؤلاء الأطفال بالتحرش بالفتيات داخل الحديقة في الوقت الذي لم تحرك فيه الشرطة ساكنا.

وفي الحديقة نفسها، تعرضت 4 فتيات لتحرش جماعي من قبل بعض الشباب، حيث نزع المتحرشون حجاب فتاتين منهن، ومارسوا أفعالًا تخالف الآداب العامة، انتابت الفتيات حالة من الانهيار العصبي، وقام أمن الحديقة بتأمين خروجهن وفي نفس التوقيت كانت قوات الأمن قد عززت من تواجدها بمحيط الحديقة، لرصد حالات التحرش.

وبالقرب من نهاية كوبري قصر النيل باتجاه الأوبرا تعرض 3 فتيات أخريات للتحرش من قبل مجموعة من الشباب والصبية المتواجدين أعلى الكوبري، حيث بدأ التحرش بمعاكسات لفظية وتطور الأمر إلى ملامسات بالأيدي إلى أن تدخل بعض الباعة الجائلين وأنقذوا الفتيات.

أما ميدان النهضة، فيبدو أن أحد الشباب لم يستوعب تواجد أعداد كبيرة من المتظاهرين، وحاول التحرش ببعض المتظاهرات، قبل أن تمسك به اللجان الشعبية المسئولة عن تأمين ميدان نهضة مصر بالجيزة، وقد اصطحب أعضاء اللجان الشعبية "الشاب المتحرش" إلى إحدى خيام المعتصمين بالميدان وجلدوه بـ"الأحزمة"، كعقاب على تحرشه.

وبعيدا عن القاهرة الكبرى، نجح ضباط حماية الآداب العامة بالشرقية في ضبط ثلاثة متحرشين بالسيدات أمام نادي العشرة بمدينة العاشر من رمضان. وتحرر محضر بالواقعة وجارٍ العرض على النيابة العامة، كما شهد كورنيش النيل تواجدًا أمنيًا مكثفًا في أول أيام عيد الفطر المبارك لمنع حدوث أي حالات تحرش للفتيات. ويأتي ذلك في إطار خطة وزارة الداخلية لتأمين المواطنين خلال عيد الفطر.

كما نظم عدد من النشطاء السياسيين وشباب القوى الثورية عددا من اللجان الشعبية في الحدائق العامة والمنتزهات والأماكن المزدحمة لمنع أي حالة تحرش من قبل بعض الشباب وضبط الشباب المعتدي وتسليمهم إلى قوات الأمن. وأعلنوا أيضا عن عمل حملات توعية للشباب من أجل الحفاظ على البنات والسيدات وعدم الاقتراب منهن والحفاظ عليهن.

وفي هذا الإطار، قامت العديد من جمعيات مواجهة التحرش باتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة والتي كانت من أبرزها حركتا "بصمة" و"ضد التحرش"، وذلك للعام الثاني على التوالي تحت شعار حملة "عيد بلا تحرش"، والتي تهدف للقضاء على مشكلة التحرش الجنسي في مصر والتعامل مع القضية بشكل جدي وفعال.

كما تهدف الحملة إلى جعل ميدان طلعت حرب والشوارع المتصلة به منطقة آمنة خالية من التحرش على مدى أيام عيد الفطر المبارك، بدءا من اليوم وانتهاء باليوم الثالث في فعاليات منظمة منها التواجد بأعداد من المتطوعين المدربين على جميع تفاصيل الفعالية في تشكيلات منظمة بالميدان والشوارع المتصلة به.

كما تعمل الحركتان على التنسيق مع الشرطة والجهات الأمنية المعنية على أعلى مستوى، لمواصلة القيام بالتوعية بالتداخل مع العمل الميداني لتوفير بيئة آمنة سعيدة تناسب أجواء العيد الاحتفالية ومحاولة للتكاتف ورأب الصدع المجتمعي ونبذ الخلاف.

وشددت مبادرة "شفت تحرش" على أنها جماعة ضغط معنية برصد وتوثيق جرائم العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، وتقديم التوعية بحقوقهن وكيفية مواجهة تلك الجرائم وكذلك تقديم الدعم القانوني والنفسي للنساء والفتيات اللاتي يتعرضن لأي من جرائم العنف الجنسي أو الإرهاب الجنسي.

وطالبت المبادرة اليوم في بيانها الصحفي دعم الفتيات والنساء وعدم إلقاء اللوم على الفتاة أو المرأة التي تتعرض للتحرش وترك الجاني (المتحرش) بلا حساب أو مراجعة مطالبة وزارة الداخلية أن تتحمل مسئوليتها كاملة في توفير قوات ذات تأهيل مناسب للتعامل مع تلك الجرائم دون انتهاك لحقوق الإنسان أو خرق للقانون مع مراعاة تدنى أعمار المتحرشين إلى 8 و10 سنوات، وكذلك عدم إلقاء اللوم على الفتيات والنساء المقدمات على الإبلاغ أو طلب النجدة.

في حين دعت المبادرة جميع المنظمات النسائية والمبادرات المناهضة للتحرش على ضرورة المشاركة والتواجد الميداني في كافة الأماكن لتوفير شوارع وأعياد آمنة للنساء والفتيات في عموم مصر.

كما نظمت حملة امسك تحرش بدمياط فاعلية تتضمن سلسلة بشرية وتوزيع ملصقات ولافتات في الميادين العامة بالمحافظة عصر اليوم الخميس، في إطار التصدي لعمليات التحرش.

وطالبت الحركة بضرورة تشديد رقابة الشرطة على مدينتي دمياط ورأس البر في أيام عيد الفطر، مستنكرة التجاهل الأمني لحالات التحرش التي تحدث بشكل فاضح وواضح أمام أعين المواطنين دون تدخل قوات الشرطة، كما قرر أعضاء الحركة توزيع المنشورات التي كانت شعاراتها، "،حميها.. اعتبرها أختك"، "صوت المرأة ثورة.. والاعتداء عليها ردة"، "خليك راجل.. وبلاش تحرش.
الجريدة الرسمية