ورطة نتنياهو، تقارير عبرية تكشف عن خلاف حقيقي بين إسرائيل وإدارة بايدن حول غزة، وواشنطن ترغب في انسحاب تدريجي للاحتلال من القطاع
الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول العدوان على غزة بات حديث الساعة، حيث سلط العديد من التقارير العالمية والإسرائيلية الضوء على التساؤلات الأمريكية التي توجهها إدارة بايدن إلى حكومة نتنياهو حول معرفة الخطط الإسرائيلية للتعامل مع غزة في العام المقبل خاصة مع الحديث عن التفكير في انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة والعودة إلى المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس مقابل وقف إطلاق النار، حيث كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن القرارات المهمة التي تتخذها إسرائيل بهدف مواصلة الحرب على غزة في العام المقبل 2024، وعن خلافات حقيقية بين واشنطن وتل أبيب بشأن مستقبل قطاع غزة.
تساؤلات أمريكية حول خطط إسرائيل في غزة
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مساء السبت، أن الإدارة الأمريكية تريد معرفة الخطط الإسرائيلية للتعامل مع غزة في العام المقبل، خاصة وأن واشنطن طلبت نهاية الحرب في القطاع مع نهاية شهر يناير المقبل.
وتساءلت الصحيفة عن ماهية المخططات الإسرائيلية بشأن التعامل مع غزة في الفترة المقبلة، ما بين اتباع الأسلوب السياسي مع الأهالي الفلسطينيين وإدارة مفاوضات والانتقال لعملية سياسية أم الاستمرار في العدوان وإدارة حرب طويلة بعض الشيء في القطاع.
وأوضحت الصحيفة أنه مع توالي زيارات مسؤولين أمريكيين إلى تل أبيب، سيضطرها إلى اتخاذ قرارات سيكون لها التأثير الكبير على العام 2024، وطبيعة العلاقات الثنائية بين واشنطن وتل أبيب.
ومن بين القضايا والملفات المفترض مناقشتها في زيارة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، لإسرائيل هو السيناريو الإسرائيلي لمسار الحرب على أكثر من جبهة، سواء مع قطاع غزة في الجنوب أو "حزب الله" اللبناني في الشمال، فضلا عن إدارة ملف المحتجزين لدى حركة حماس.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذا السيناريو قد بدأ فعليا مع زيارة جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى تل أبيب، والتي انتهت، الجمعة الماضي، حيث ناقش المراحل المختلفة للحرب في غزة ومستقبلها مع كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، وأهمهم رئيس أركان الاحتلال، هرتسي هاليفي.
انسحاب إسرائيلي تدريجي من قطاع غزة
ولفتت إلى أن الإدارة الأمريكية تريد انسحابا إسرائيليا تدريجيا من غزة، وتقليل عدد قواتها في القطاع، مع الانتقال إلى المرحلة "ج" وهي إقامة منطقة عازلة بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة، وتحديدا على الأطراف الشمالية والشرقية للقطاع، رغم عدم تحمس أو تفهم واشنطن لتلك الخطوة.
إعادة إعمار غزة
وأوضحت أن خلال تلك الفترة سيسمح للمستوطنين بالعودة إلى منازلهم في غلاف غزة، في غضون أشهر قليلة، مع السماح للفلسطينيين من شمال القطاع بالعودة إلى أماكنهم، والعمل على إعادة إعمار غزة.
ونوهت الصحيفة إلى وجود خلافات بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل تتعلق بماهية اليوم التالي للحرب على غزة، وهو ما يمكن تسميته بالمرحلة "د"، أي ما يتعلق بالسيطرة على القطاع والاستعداد للدخول في عملية سياسية تؤدي إلى تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس "حل الدولتين"، موضحة أن إدارة القطاع سيتم تحديدها بالاتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة ومصر أيضا.
وتطالب واشنطن بزيادة المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، ومحاولة تقليص الأضرار التي تلحق بالمدنيين الفلسطينيين غير المشاركين في الحرب مع "حماس" ضد الجيش الإسرائيلي.
مخاوف من اندلاع حرب إقليمية بسبب حزب الله
وعلى جانب آخر، أكدت الصحيفة أن الجانب الأمريكي يريد من تل أبيب التحلي بالصبر بشأن شن حرب على "حزب الله" اللبناني، تخوفا من اندلاع حرب إقليمية، فيما طلب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، من مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، المضي قدما في المسار الدبلوماسي بهدف تحقيق أو تنفيذ القرار الأممي رقم 1701 والذي يقضي بعودة قوات "حزب الله" إلى ما وراء نهر الليطاني.
ويفترض أن يناقش لويد أوستن مع المسؤولين الإسرائيليين ضرورة العمل على حرية الملاحة في البحر الأحمر، باعتبارها مشكلة دولية وليست إقليمية فحسب، وضرورة العمل على إنشاء قوة متعددة الجنسيات لحفظ حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وطالبت الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها المطول، القادة الإسرائيليين، بضرورة التعاطي مع ما تطلبه الإدارة الأمريكية بشأن السلطة الفلسطينية ومدى تقديم المساعدات الإنسانية للأهالي في غزة، رغم الاختلاف في مسار الحرب على القطاع والمرحلة المقبلة ما بعد الحرب.
وسبق وان تحدثت تقارير إعلامية عن أن الرئيس الأمريكي يريد أن تعود إسرائيل بشكل ما إلى تفعيل عملية السلام. كذلك يرغب أن تدير السلطة الفلسطينية قطاع غزة في نهاية المطاف بينما توافق إسرائيل على ترتيبات لإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.
حل الدولتين هدف رسمي للولايات المتحدة منذ تسعينيات القرن الماضي
وأشار تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إلى أن "حل الدولتين" هو الهدف الرسمي للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين منذ أوائل التسعينيات، لكن باءت سنوات من المفاوضات في سبيل تحقيق ذلك بالفشل، ولمدة ربع قرن تقريبًا، منذ انهيار عملية السلام، ظلت هذه العبارة شعارًا فارغًا. لكن بايدن يريد إحياءها، مجادلًا بأن الحل السياسي وحده هو الذي سينهي الصراع.
اقرأ أيضا.. نقطة انطلاق طوفان الأقصى.. حي الشجاعية كابوس يؤرق جنرالات الاحتلال.. وكمين القسام في شرق غزة يعيد الذكريات المؤلمة للجيش الإسرائيلي
موعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة
وكشف مسئول عسكري إسرائيلي كبير لموقع "أكسيوس"، الموعد المتوقع خلاله انتهاء الحرب، وكشف عن الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حول الموعد الزمني.
وكان مسئول إسرائيلي كبير قد أفاد لموقع "أكسيوس" بأن إسرائيل تتوقع إنهاء عمليتها العسكرية في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
ونقل "أكسيوس" عن المسؤول الإسرائيلي أن "المرحلة الشديدة الكثافة من الحرب من المرجح أن تستمر لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع أخرى".
جدول زمني لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة
وأضاف المسئول أن الفجوة بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية تتعلق بالجدول الزمني الذي مدته شهر واحد تقدمه إسرائيل لإنهاء المرحلة المكثفة من حرب غزة.
وصرح نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جون فاينر لمنتدى أسبن الأمني في واشنطن في وقت سابق بأن الولايات المتحدة لم تحدد موعدا نهائيا ملموسا لإسرائيل.
وأوضح فاينر: "هذا صراعهم. ومع ذلك، لدينا نفوذ، حتى لو لم تكن لدينا سيطرة مطلقة على ما يحدث على الأرض في غزة".
ونقل "أكسيوس" عن مسؤول الدفاع الإسرائيلي قوله إن الولايات المتحدة ستكون راضية إذا أنهت إسرائيل المرحلة العالية الكثافة من العملية بحلول نهاية ديسمبر، بينما ترنو إسرائيل إلى نهاية في يناير.
وبجانب الخلاف على تحديد جدول زمني لإنهاء الحرب في غزة، هناك خلاف آخر يتعلق بسقوط الشهداء الفلسطينيين، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إنه لا تزال هناك "فجوة" بين نوايا إسرائيل المعلنة لحماية المدنيين وأعداد القتلى المتزايدة على الأرض.
ونقلت الصحيفة عن "بلينكن" قوله، "بعد مرور ما يقرب من أسبوع على الحملة الإسرائيلية في الجنوب، يبقى من الضروري أن تولي إسرائيل أهمية كبيرة لحماية المدنيين"، مشيرا إلى أنه لا تزال "هناك فجوة بين نية إسرائيل حول حماية المدنيين والنتائج الفعلية التي نراها على الأرض".
وكان بلينكن قد قال لشبكة "سي إن إن" في وقت سابق، إنه "لا يمكن السماح بوقوع عدد مماثل للقتلى في جنوب قطاع غزة مثلما وقع في الشمال".
وأضاف: "إلى جانب ارتفاع أعداد الضحايا في الحرب الإسرائيلية على غزة فإن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع أدى إلى انخفاض إمدادات الغذاء والمياه والوقود والأدوية بشكل خطير"، في ظل عدم وصول المساعدات الكافية إلى محتاجيها وسط تحذيرات من قبل الأمم المتحدة من خطر جدي بحدوث مجاعة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.