رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده الـ 97.. أبرز المحطات في حياة القارئ محمود علي البنا.. والده نذره للقرآن الكريم.. علاقة الشيخ مصطفى إسماعيل بالتحاقه بالإذاعة.. وكواليس لقائه الأخير مع الشعراوي

الشيخ محمود علي البناء،
الشيخ محمود علي البناء، فيتو

تحل اليوم الأحد الذكرى السابعة والتسعين على ميلاد أحد أساطير دولة التلاوة المصرية وهو الشيخ محمود علي البنا الذي ولد في مثل هذا اليوم من 1926 بإحدى قرى المنوفية، حيث يعد الشيخ محمود على البنا واحدًا من أشهر سفراء وقراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، فقد زار العديد من دول العالم على مدى ما يقرب من أربعين عامًا متتالية ولم يترك قارة إلا وذهب إليها، خاصة في شهر رمضان المبارك، وقرأ القرآن في الحرمين الشريفين والحرم القدسي والمسجد الأموي ومعظم الدول العربية، فضلا عن زيارته العديد من دول أوروبا.

“فيتو” بدورها تسلط الضوء خلال التقرير التالي على أبرز المحطات في حياة  الشيخ محمود علي البنا في ذكرى ميلاده 

نشأة الشيخ محمود علي البنا وحفظ القرآن الكريم

ولد الشيخ محمود علي البنا فى 17 ديسمبر فى عام 1926 بقرية شبرا باص التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ليقرر والداه نذره للقرآن الكريم وإلحاقه بكُتاب القرية وهو في سن الرابعة من عمره، حيث قال فى حديث إذاعى نادر إنه كان يسهر يوميًا على لمبة الجاز ليراجع ويحفظ ما سيقوم بتسميعه لشيخه فى اليوم التالى حتى أتم الحفظ وهو فى الحادية عشرة.

عام واحد حال دون التحاقه بمعهد القراءات بشبين الكوم حيث كان لا يأخذ ما هم دون الثانية عشرة عاما، ليلتحق بمعهد المنشاوى بمدينة طنطا المجاورة ليتعلم القراءات وهناك اكتشفه الشيخ حسين معوض ودفعه لتعلم القراءات على يد الشيخ إبراهيم سلام بالمعهد الأحمدي وهو ما قام به بالفعل قبل أن يشد الرحال إلى القاهرة.

انتقل الشيخ محمود إلى القاهرة وبدأ يتلو القرآن فى العديد من المناسبات حتى ذاع صيته وأعجب بصوته صالح باشا حرب رئيس جمعية الشبان المسلمين فقرر أن يتم اعتماده قارئا للجمعية عام 1947 ثم بعد عام واحد استمع إلى قراءته على ماهر باشا وطلب منه الالتحاق بالإذاعة المصرية ليصبح أصغر قارئ يتم اعتماده بإذاعة القرآن الكريم.

تزوج الشيخ البنا من (سيدة) أخت صديقه محمود علي راشد وعمره 21 سنة وعمر زوجته 16 سنة وذلك سنة 1948 قبل التحاقه بالإذاعة بشهور وأنجب منها أولاده (شفيق وآمال وعلي وأحمد ومحمد وناهد وشريف) وبدأ حياته بشقة صغيرة في شبرا ثم انتقل لحدائق القبة ثم بنى لأسرته بيتا مستقلا في منطقة مصر الجديدة.

 

التحاق الشيخ محمود على البنا بالإذاعة

التحق الشيخ محمود علي البنا  بالإذاعة بداية سنة 1949 وبتشجيع من الإذاعية صفية المهندس ويومها أضرب كبار القراء عن القراءة لأن الإذاعة أبرمت عقدا مع الشيخ مصطفى إسماعيل بأجر أعلى منهم جميعا فكان البديل هو استدعاء الشيخ البنا الذي يقيم بالقاهرة فكان يبدل مع كل من الشيخ الحصري والشيخ البهتيمي لدرجة ظنت فيها الناس أن الشيخ البنا مسنود من القصر الملكي. 

 أبرز محطات الشيخ البنا كقارئ 

عين أولا بمسجد الأميرة (عين الحياة) بحدائق القبة وكان اسمه مسجد الملك ثم عرف بمسجد الشيخ كشك لاحقا لما خطب فيه وقضى فيه حتى سنة 1956 ثم انتقل قارئا بمسجد الرفاعي بالقلعة وكان يتبع الخاصة الملكية ثم عاد قارئا بالمسجد الأحمدي بطنطا سنة 1958 ويحل محل الحصري الذي ذهب قارئا لمسجد سيدنا الحسين وكان عمر البنا آنذاك 31 سنة واستمر فيه حتى سنة 1981 أي 23 سنة وفي أحد أيام الجمع تخفت أمه وسط الناس وذهبت لترى وتستمع لابنها الشيخ الذي ذاع صيته واستجاب الله لدعائها وصار خادما عند البدوي. 

ثم ظهر الشيخ البنا على شاشة التلفزيون يوم 21 يوليو سنة 1960 أي يوم بدأ إرساله في مصر وبعدها عرف الشيخ السفر للخارج فسافر لكل من الهند وماليزيا والإمارات ولبنان والجزائر وغالبية البلاد الأوروبية سفيرا للقرآن.

وترك الشيخ محمود على البنا للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967، والمصحف المجوّد في الإذاعة المصرية والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات عدد من الدول العربية.

 

علاقة الشيخ البنا بالرئيس عبد الناصر ثم السادات 

تعرف على عبد الناصر يوم دعاه للقراءة في عزاء والده في الإسكندرية سنة 1965 واستبقاه الرئيس لليوم التالي وسأله لماذا لم يسجل المصحف المرتل ثم أمر الإذاعة بتسجيل المصحف المرتل للشيخ البنا فكان خامس الكبار بعد (الحصري ومصطفى إسماعيل والمنشاوي وعبد الباسط)، وعرفها الشيخ للرئيس فكان يقرأ في ذكراه سنويا وبالمجان حتى رحل سنة 1985 وتبرع بعد هزيمة 1967 بماله للمجهود الحربي.

أما الرئيس السادات فكانت علاقته به لصيقة إذ كان السادات دائم التردد على مسجد البدوي بطنطا ثم لما أصبح رئيسا ذهب إليه باستراحة القناطر الخيرية مع الشيخ أبو العينين شعيشع وعبد الباسط وأحمد الرزيقي سنة 1980 وطلبوا منه تأسيس نقابة للقراء واستجاب لهم السادات وأمر صوفي أبو طالب بإعداد قانون النقابة رقم 93 لسنة 1983 وانتخب نقيبا بعد الشيخ عبد الباسط ورحل وهو نقيب القراء في 20 يوليو سنة 1985 ودفنه صديقه الشيخ الشعراوي وصلى عليه ودفنه بمسجده الذي أسسه بقريته بناء على وصيته 

 

الحصول على شهادات التكريم والأوسمة 

وحصل الشيخ محمود على البنا على العديد من شهادات التقدير والتكريم والأوسمة من مختلف الدول التي زارها، كما حصل على ميدالية تذكارية من القوات الجوية في عيدها الخمسين عام 1982، وحصل على درع الإذاعة في الاحتفال بعيدها الذهبي عام 1984.

تفاصيل لقاء الشعراوى بالشيخ البنا قبل وفاته بساعات

عُين الشيخ محمود على البنا قارئًا بمسجد الحسين وتوطدت علاقته بإمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى حيث كان يسكن بذات المنطقة ويحب أن يسمع القرآن الكريم بصوته وقال عنه الشعراوى فى أحد اللقاءات  "أحبته منذ أن رأيته ثم بعد ذلك أحببت ما يقدمه"، وظلا أصدقاء حتى وفاته.

لازال هناك بعض الوقت قبل الرحيل هكذا كان يشعر البنا قبل أن يطلب رؤية صديقه الشيخ الشعراوى وأخبره أبناؤه بأنه يسجل خواطره فى البحر الأحمر ليرد عليهم قائلًا "اذهبوا إليه وأحضروه فقد عاد"، وتوجه بالفعل نجل الشيخ البنا إلى منزل إمام الدعاة ووجده بالفعل عاد وأخبره بأن والده بالمستشفى ويريد لقاءه.

 

وصية البنا للشيخ الشعراوى

توجه فورا الإمام الشعراوى إلى حيث يرقد الشيخ البنا بالمستشفى وجلس معه بعض الوقت وانهمرت الدموع من عين الإمام  بعد أن علم بأن رحيل صديقه بات قريبًا  ثم تحدث إليه ببعض الكلمات أخبره فيها بدنو الأجل وأن هذا اللقاء هو الأخير، قبل أن يعتدل ويسلم عليه قائلًا “هنتقابل بعدين”، ليخرج الإمام من غرفة صديقه طالبًا من أبنائه أن يتصل به أحدهم عندما تصعد الروح إلى بارئها.

أرسل الشيخ البنا إلى أبنائه جميعا وطلب منهم الحضور وأوصاهم بتوزيع الميراث كما أمر الله تعالى "للذكر مثل حظ الانثيين"، ثم طلب من نجله الأكبر إحضار ورقة وقلم وأملاه نعيه الذى سيذاع عقب وفاته كاملًا، كما طلب منهم أن يتم تشغيل القرآن الكريم بصوته فى جنازته.

فى صباح اليوم التالى صعدت روح الشيخ محمود على البنا إلى بارئها وتم إعلام الشيخ الشعراوى ليكون على رأس المشيعيين بقرية شبرا باص كما قام بدفنه بيديه كما أوصاه البنا قبل رحيله.

وفاة الشيخ محمود علي البنا

وبعد وفاته مُنح اسمه وسام العلوم والفنون عام 1990 في الاحتفال بليلة القدر، وتسلمه نجله الأكبر المهندس شفيق محمود على البنا.. وكرمته محافظة الغربية بإطلاق اسمه على الشارع الرئيسي بجوار المسجد الأحمدي بمدينة طنطا، وانتقل (رحمه الله) إلى جوار ربه (عز وجل) في 20 يوليو 1985م.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


 

الجريدة الرسمية