أخطر 10 ملفات على مكتب الرئيس القادم.. كارثة غزة.. المصريون والفلسطينيون يرفضون التهجير وهذا الملف يحتاج إلى حكمة ونفس طويل
تعيش مصر هذه الأيام أجواء الانتخابات الرئاسية 2024، والتى يتنافس فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس حزب الوفد عبدالسند يمامة ورئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى فريد زهران ورئيس حزب الشعب الجمهورى حازم عمر، ومن المقرر أن تعلن نتيجتها يوم 18 ديسمبر 2023، على أن تجرى جولة الإعادة فى يناير ٢٠٢٤، وذلك حال عدم حسم أى من المرشحين الفوز من الجولة الأولى.
وأيًا كان الفائز فى هذه الانتخابات فإنه سيجد العديد من الملفات الصعبة على مكتبه بمجرد توليه مقاليد السلطة ودخوله قصر الاتحادية، ولعل أخطرها 10 ملفات حيوية داخليًا وخارجيًا، ربما يكون أولها ملف الوضع فى قطاع غزة واستمرار العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين فى القطاع ومحاولة تهجيرهم إلى سيناء، وهو المخطط الذى لا تزال إسرائيل وقوى عالمية تعمل على تنفيذه ويواجه برفض مصرى حاسم وصارم، وأيضًا ملف سد النهضة وأزمة مياه النيل، والذى لا يزال يراوح مكانه بسبب التعنت الإثيوبي، بالإضافة إلى ملف الأزمة السودانية وتطورات الأوضاع هناك والتى تؤثر على مصر، باعتبار السودان امتدادًا لأمن مصر القومى وعمقها الاستراتيجي.
أما على صعيد الملفات الصعبة الداخلية فهناك أزمة الارتفاع المستمر فى الأسعار نتيجة ارتفاع التضخم وجشع التجار وكذلك ما يتعلق بالديون والقروض وتحديات الصناعة وسعر صرف الجنيه، وهناك أيضًا أزمات التعليم والمنظومة الصحية وتحديات العدالة الاجتماعية وتزايد الفقر بالإضافة إلى المناخ السياسى والحياة الحزبية والفساد والأزمة السكانية، وجميع هذه الملفات تحتاج إلى مقاربة وحلول مستدامة.
“فيتو” تحاول فى هذا الملف تقديم مقاربة لجميع هذه الملفات من خلال العديد من الخبراء والمختصين، فإلى التفاصيل:
لا صوت يعلو على صوت غزة، أخطر أزمة إنسانية فى العالم العربى منذ نكبة ٤٨، التى تركت جرحا غائرا فى الضمير العربى والعالمى.
ويعتبر ملف غزة مهمة خاصة ومعقدة لأى رئيس مصرى منذ قديم الأزل، لكنها أصبحت فى ظل العداون الإسرائيلى الغاشم وغير المسبوق من أعقد الملفات وأخطرها على أي سياسى أو دبلوماسى لإنقاذ الشقيقة والجارة من آلة القتل التى لا تتوقف.
السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق، يرى أن أنسب طريقة للتعامل مع الوضع فى قطاع غزة هو أسلوب الإدارة المصرية الحالى، لافتا إلى أنها قد تكون غير مناسبة للرأى العام الذى يريد شيئا من القوة مثل طرد السفراء أو قطع العلاقات أو المناوشات، إلا أن النهج الذى تسلكه الدبلوماسية المصرية هو الأمثل ولولاه ما كنا لنتوصل إلى وقف إطلاق نار داخل القطاع لمدة أسبوع.
وتابع: “وصلنا إلى وقف إطلاق النار فى غزة، لأن جمهورية مصر العربية تعتبر الدولة الوحيدة التى لديها اتصالات بكافة أطراف النزاع سواء الفلسطينية أو الإسرائيلية أو الأمريكية أو الأوروبية”، معربا عن ثقته التامة فى كفاءة الدبلوماسية المصرية داعيا الشعب المصرى والرأى العام العربى إلى الثقة فى حسن اختياراتها وتحركاتها.
وعن ملف التهجير والقضاء على القضية الفلسطينية، أكد بيومى أن المواطنين الفلسطينيين أنفسهم والمصريين لا يريدون أي عمليات تهجير، مشيرا إلى أن هذا الملف له الأولوية المطلقة على طاولة رئيس مصر، ويحتاج إلى حكمة ونفس طويل جدا. مضيفا: “ننجح دائمًا فى كشف الزيف الإسرائيلى ولن نقبله أبدا”.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق: “جيش الاحتلال الإسرائيلى يكثف من ضرب وقصف قطاع غزة ويركز خلال عملياته على استهداف القطاع الصحى والقطاع التعليمى، حتى يجعل حياة المواطن الفلسطينى داخل بلده مستحيلة، ويدفعه فيما بعد، ومع تكثيف الضغط عليه، إلى الهروب أو النزوح”.
وشدد على أن الفلسطينيين أنفسهم يرفضون هذه الفكرة رغم كل هذه المحاولات، ويفضلون الموت فوق أراضيهم بدلا من النزوح، وأشار بيومى إلى أنه اقترح فى وقت سابق تدشين صندوق لدعم الصمود الفلسطينى.
واستطرد: المستقبل الذى يراه قادة دولة الاحتلال غير معروف لهم أنفسهم، لأنهم منغمسون فى حالة عداء مع الفلسطينيين ومع سوريا، ولديها موقف ليس جيدا مع كل من مصر والأردن، كما أن العالم الإسلامى والعربى بأكمله يكره هذا الكيان. متسائلا: كيف تعتقد أنها ستعيش هكذا وما هو مستقبلها!
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن هناك ظاهرة لا يركز معها الكثيرون ظهرت مؤخرا، وهى “الهجرة العكسية”، لافتا إلى أن هناك يهودا إسرائيليين اكتشفوا خلال الفترة الأخيرة أن الحياة داخل هذا الكيان المحتل ليست مناسبة، وبدءوا فى الاتجاه إلى العودة لبلدانهم الأصلية أو الهجرة إلى بلد آخر.
وتابع: هذا الاتجاه وصل إلى ذروته بعد عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى، مضيفا: “ما تبقى من يهود العالم لا يكفى عددهم لتحقيق حلم الصهيونية الشهير بإقامة دولة من النيل إلى الفرات، مستشهدا بتقرير الإيكونوميست التى أكدت فيه أن دولة الاحتلال تبنى منازل ومدنا للأشباح”.
واستكمل: أنسب طريقة للتعامل مع غزة وفلسطين هو مواصلة شرح القضية بأسلوب دبلوماسى حضارى لكل البلدان على كافة الأصعدة، لاسيما المستوى الدولى عبر شرح القضية للأمم المتحدة لتبنى قرارات فى صالح القضية الفلسطينية تهدف لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
أضاف: هناك أيضًا المستوى الإقليمى، اتصالات ومباحثات على مستوى التجمعات الإقليمية سواء مع الاتحاد الأوروبى أو الاتحاد الأفريقى، والأخير يعتبر منظمة تحرير فلسطين عضوا داخل المنظمة، بالرغم من أنها ليست فى قارة أفريقيا، وهو انحياز كبير لها، ما يثبت زيف وكذب من يروجون إلى أن إسرائيل توغلت داخل القارة السمراء.
وشدد على أهمية اللقاءات الثنائية والمكثفة مع البلدان والأطراف الفاعلة فى العالم، خصوصا الأصدقاء منهم ومحاولة استغلال العلاقات الجيدة مع الدول لحشد أصوات تتبنى موقفًا مناصر للقضية الفلسطينية داخل الأمم المتحدة.
ولفت إلى ضرورة استغلال العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى لحلحلة القضية الفلسطينية.
من جانبه، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق رخا أحمد حسن، أن المفتاح الأساسى لحل أزمة قطاع غزة فى يد الولايات المتحدة الأمريكية لأنها تعتبر شريكا عمليا فى هذه الحرب.
وأوضح أن الرئيس الأمريكى جو بايدن وكلا من وزير دفاعه ووزير خارجيته شاركوا بأنفسهم فى مجلس الحرب الإسرائيلى وحضروا وضع خطة شن العدوان على القطاع، وهناك اتفاق بين واشنطن وتل أبيب بشأن تصنيف حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” كمنظمة إرهابية وتشبيهها بداعش.
واستكمل: ومنذ بدء الحرب فى الـ7 من أكتوبر ومع مرور أكثر من شهرين وحتى وقتنا هذا، لم يتغير موقف الولايات المتحدة بشأن العدوان على قطاع غزة من الناحية العملية”، مشددا على أن واشنطن وفرت مظلة عسكرية وسياسية وإعلامية لحماية دولة الاحتلال الإسرائيلى لمنع أي طرف من الأطراف الإقليمية من التدخل بالحرب.
كما وفرت بالمظلة السياسية منع أي قرار يصدر ضد دولة الاحتلال بخلاق المظلة الإعلامية التى تتبنى كل الأكاذيب اللى يروجها الكيان الصهيونى.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق: “الولايات المتحدة تزعم أنها ترفض قضية تهجير المواطنين الفلسطينيين من أراضيهم، ولكنها فى نفس الوقت توافق على مواصلة دولة الاحتلال عدوانها الغاشم على قطاع غزة كما ترفض وقف إطلاق النار حتى تحقيق أهداف تل أبيب”.
استكمل: “نفس الأمر بالنسبة لتأكيدها على ضرورة دخول مساعدات إلى غزة لكنها لا تدين عمليات الاحتلال التى تهدف لعرقلة دخولها للقطاع، وهذا موقف غير متناسق ومتناقض للغاية”.
وشدد رخا حسن على أن الحرب فى قطاع غزة ليست مع إسرائيل فقط، فالولايات المتحدة مدت جيش الاحتلال بأسلحة وذخائر مدمرة كانت تستخدمها فى حرب أفغانستان لتدمير الأنفاق والمخابئ داخل الجبال، هذه هى حقيقة ما يحدث، ولا يوجد طرف إقليمى قادر على وقف هذه الحرب دون مباركة أمريكية.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن التحركات المصرية التى تتم منذ بدء العدوان على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، هى التصرف الأمثل، مشددا على أن القاهرة قامت بكل ما تستطيع أن تقوم به سواء على المستوى السياسى أو أي مستوى آخر.
وتابع: “مصر والأردن والدول التى لديها علاقات مع إسرائيل يختلف موقفها عن أولئك الذين ليس لديهم علاقات مع الاحتلال، موضحا أنهم مقيدون باتفاقية سلام، وبهناك حدود للتحركات، ومصر تقدم أقصى ما تستطيع من مساعدات.
وأكد أن 90% من المساعدات الإنسانية التى دخلت قطاع غزة منذ بدء العدوان من مصر، كما تفتح المعبر على مدار الساعة ولكن دولة الاحتلال تعرقل دخول المساعدات من ناحيتها”.
أضاف: “مصر تبذل كل الجهود من أجل وقف العدوان على غزة، وكل الأطراف الدولية الفاعلة تأتي إلينا للتشاور ونحن نستغل هذا من أجل توصيل صوت الفلسطينيين وإقناع العالم بأنه لن يكون هناك استقرار أو سلام فى المنطقة إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وحل الدولتين”.
واستكمل رخا حسن: “الحكومة الإسرائيلية الحالية تحاول إطالة الحرب فى قطاع غزة لأنها تعلم أن نهاية العدوان ستكتب نهاية نتنياهو ووزرائه المتطرفين، وسيواجه رئيس وزراء الاحتلال العديد من القضايا”، مشيرا إلى أن انتهاء الحرب فى يد الولايات المتحدة الأمريكية لافتا إلى أن مصر تبذل أقصى ما فى وسعها من خلال الجهود الدبلوماسية المكثفة التى تهدف إلى وقف إطلاق النار فى غزة سواء هدنة مؤقتة أو وقف دائم لإطلاق النار، والاتجاه نحو ما بعد انتهاء الحرب فى غزة.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق: “الأولوية المطلوبة حاليا هى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار الكامل عن القطاع، بحيث تدخل مساعدات إنسانية وعاجلة بكميات غير محدودة إلى الفلسطينيين”.
ونصح رخا حسن، بشن حملة قوية على دولة الاحتلال الإسرائيلى واستغلال التصريحات التى أدلى بها وزير التراث فى حكومة الاحتلال عميحاى إلياهو بشأن ضرب قطاع غزة بالقنبلة الذرية، وتدويل ملف الأسلحة النووية فى تل أبيب دون أي رقابة دولية باعتبارها تهدد أمن المنطقة بما يستوجب فرض عقوبات عليها.
واختتم مساعد وزير الخارجية الأسبق: “مصر تقوم بأقصى ما تستطيع فى حدود إمكاناتها، والأولويات حاليا هى توصيل المساعدات لقطاع غزة، وبذل جهود مكثفة مع كل الأطراف الدولية للمطالبة بضرورة وقف إطلاق النار”، مشيرا إلى أن مصر رفضت ملف التهجير، وتؤكد على هذا الموقف، وعليها مواصلة التأكيد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
