رئيس التحرير
عصام كامل

علوية جميل المرأة الحديدية التي بدأت مشوارها في المسرح واعتزلت بعد النكسة

علوية جميل ومحمود
علوية جميل ومحمود المليجى وزواج دام أربعين عاما

علوية جميل، فنانة من الزمن الجميل، هي إحدى رائدات المسرح، أشهر امرأة متسلطة في السينما، وأشهر حماة قاسية أيضا جسدت الدورين ببراعة على مدى أكثر من نصف قرن، أفلامها ولو أنها لم تكن بطلتها إلا أنها كانت علامة في السينما المصرية.

 

ولدت اليصاب خليل مجدلاتى ـ الشهيرة بـ علوية جميل ـ في مثل هذا اليوم 15 ديسمبر عام 1908،  بقرية طماي الزهايرة، إحدى القرى التابعة لمركز السنبلاوين في محافظة الدقهلية، نفس القرية التي ولدت بها سيدة الغناء أم كلثوم، حيث ربطتها بها صداقة طويلة فيما بعد،وهي من عائلة لها أصول يهودية لبنانية هاجر أهلها إلى مصر واستوطنوا محافظة الدقهلية.

علوية جميل 

اكتشف الفنان يوسف وهبي الممثلة علوية جميل واختار لها اسم شهرتها علوية جميل، وقدمها في مسرحية "كرسى الاعتراف" وكان عمرها خمسة عشر عاما، عشقت المسرح بسبب ترددها عليه مع أسرتها، وعشقت التمثيل، فتنقلت وتنقلت بين الفرق المسرحية عزيز عيد وسلامة حجازي وجورج أبيض، حتى انضمت إلى فرقة رمسيس ثم الفرقة القومية التي استمرت بها عشرة أعوام، انتقلت بعدها إلى الفرقة القومية، ومن أشهر مسرحياتها "توسكا مع فرقة الفنانة فاطمة رشدي، والطلاق، والكونت دى مونت كريستو، والوطن، وراسبوتين، والنائب المحترم، ودم ملوث"، بالإضافة إلى أفلامها التي ما زالت تعيش في وجداننا.

أول أفلامها يوم سعيد 

وفى عام 1940 قدم المخرج محمد كريم الممثلة علوية جميل في السينما فقدمت أول أفلامها “يوم سعيد” مع الفنان محمد عبد الوهاب وفاتن حمامة وبعد عام قدمت فيلم "انتصار الشباب" مع فريد الأطرش وأسمهان، ثم تلتها بأكثر من خمسين فيلما منها: أولاد الفقراء، وحيدة  ، سيف الجلاد، ابن الحداد، الجيل الجديد، الحياة كفاح، كازينو اللطافة، الخير، القصر الملعون التلميذة، والشر، الملاك الأبيض، ليلى بنت الأغنياء مع ليلى مراد وأنور وجدى، زهرة السوق، قتلت ولدى، قدم الخير، العقل فى إجازة مع محمد فوزى، الأب، الأم القاتلة، الحبيب المجهول، وكان آخر أفلامها “سجين الليل” عام 1964.

مع زوجها الفنان محمود المليجى 

كما قدمت عملا تليفزيونيا فريدا هو " القط الأسود " قاسمها البطولة زوجها محمود المليجى وأخرجه عادل صادق، عن قصة إبراهيم عبد القادر المازني قاسمها البطولة زوجها محمود المليجي ومديحة سالم وعمر الحريري وقدمت فيه دور امرأة قاسية القلب لن ينساه أحدا.

المليجي يصفها بالمرأة الحديدية 

تزوجت علوية جميل من الفنان محمود المليجي عام 1931، وظلت معه حتى وفاته عام 1983، وأطلق عليها زوجها محمود المليجي لقب "المرأة الحديدية"، فكانت لا تسمح له بلقاء أصدقائه بالمنزل، حيث تعرفت عليه اثناء عملها بالفرقة القومية، ومن شدتها وقوة شخصيتها انها عندما علمت بزواج زوجها الفنان محمود المليجى من الممثلة الناشئة فوزية الأنصاري سرا أجبرته على طلاق العروس الجديدة فى ثالث يوم لزواجهما واستردت زوجها وعاشت معه بعد ذلك أربعين عاما.

وتذكر الكاتبة سناء البيسي في كتابها عن قصة حياة الشرير محمود المليجي: "كان المليجى يعتبر علوية جميل  في مقام والدته، وكانت فلوس البيت في يدها، وكان ينصاع لأوامرها، خاصة بعد علمهما أنه لا يستطيع الإنجاب واستمرت معه 40 عاما بدون انجاب بالرغم من انجابها من زوج سابق ابنتها إيزيس وابنها محمد.

قصص حب سرية 

وذكرت الأخبار الفنية فى ذلك الوقت أن علوية جميل كانت تغار كثيرًا على محمود المليجي، خاصة أن "شرير السينما المصرية" محمود المليجي مر بقصص حب سرًا، أولها لم تدم طويلا مع الفنانة لولا صدقى، ثم درية أحمد، التي عملت بفرقة إسماعيل ياسين، وتزوجها سرًّا، وبعد علم علوية اتصلت به وطالبته بتطليقها، وفي اليوم التالي استلمت منه وثيقة الطلاق، وطردها إسماعيل ياسين إرضاءً لها.

رحيل الابن والحزن عليه 

تعرضت علوية جميل لأزمات في حياتها كانت بدايتها عندما عمل ابنها محمد ضابطًا بحريًّا على أحد المراكب في البحر المتوسط، وأثناء نهاية الحرب العالمية الثانية غرقت المركب وعليها طاقمها وفقدت علوية جميل ابنها، ولم تعلم بالخبر إلا من الصحف قبل طلوعها على المسرح، إلا أنها وبكل شجاعة صعدت على المسرح وقدمت دورها باقتدار والدموع تنهمر من عينيها وكانت تلك الليلة من أكثر الليالي التي نالت فيها تصفيق الجمهور، ثم جاء رحيل الزوج واصابتها بأمراض الشيخوخة.

الاعتزال حزنا على الأحباب 


اعتزلت أيقونة السينما المصرية المرأة الحديدية والفنانة القديرة علوية جميل الفن عام 1967، ثم  أن أصيبت بالحزن الشديد على وفاة الزوج الحبيب محمود المليجى وعاشت حزينة مع ابنتها الوحيدة حتى توفيت عام 1994.
 

الجريدة الرسمية