الصين، متخصصة بالشأن الآسيوي تكشف الدور الصينى والروسى لمواجهة المخطط الأمريكى الإسرائيلى فى غزة
الصين ، قالت الدكتورة نادية حلمي، الخبيرة فى الشأن الصينى، أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف، إن التدخل الصيني والروسي على خط أزمة غزة ومواجهات حماس وإسرائيل، بدأ يصبح أكثر فاعلية بدعوتهما إلى وقف فوري لإطلاق النار، كما طالبت موسكو وبكين مجلس الأمن الدولى بإجراء تصويت عاجل على (مشروع قرار حول تسوية الوضع في منطقة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي).
التحذيرات المستمرة من تفاقم الصراع
وأكدت حلمي فى تصريح لفيتو أن سبق تلك الدعوات من قبل الصين وروسيا العديد من التحذيرات المستمرة من تفاقم الصراع إثر تدخلات واشنطن والغرب ودعم طرف على حساب آخر. وهنا نجد بأن الهدف الأساسى للدبلوماسية الروسية والصينية سويًا يتمثل فى تنسيق المواقف بإضعاف النظام العالمى الحالى بقيادة واشنطن، مع دعم وتأييد الرؤية التي ترى أنه من الضروري إنشاء نظام عالمي بديل بدلًا من النظام الحالى القائم الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها الظالمة حول العالم، وهو المشروع الذي يتقاسمه معها بشكل خاص حلفاؤها الإيرانيون والكوريون الشماليون.
7 أكتوبر نتيجة حتمية لسياسات الحكومات الإسرائيلية
وواصلت حديثها قائلة ومن هنا، فمنذ بداية عملية "طوفان الأقصى"، وقفت روسيا والصين مع الفلسطينيين في تصريحاتهما، واعتبرتا سويًا ما حدث فى ٧ أكتوبر، هو نتيجة حتمية لسياسات الحكومات الإسرائيلية، وتحديدًا حكومة "بنيامين نتنياهو" المتطرفة بحق الفلسطينيين. وتعرضت الصين وروسيا لانتقادات غربية على خلفية عدم إدانتهما الصريحة لحركة حماس وعدم ذكرها بالاسم في بياناتهما، في حين كان انتقادهم لإسرائيل واضحًا. كما جاءت بيانات وزارتى الخارجية الصينية والروسية، بأن ما تفعله إسرائيل يتجاوز حدود الدفاع عن النفس، ويجب على قادتها التوقف عن فرض عقاب جماعي على سكان غزة. كما أن لدى الرئيس الصينى "شى جين بينغ" هدفًا كبيرًا يتمثل فى تحقيق رؤيته للصين كقائدة للجنوب، والذى يتكون من كافة الدول النامية والإفريقية والآسيوية والعربية والإسلامية، وهو ما يتيح له وضع نظام دولى جديد لصالح مصالح الصين في مواجهة واشنطن وحلفائها الغربيين. ويلاحظ هنا تمسك موسكو وبكين بموقف عدائى خطير تجاه إسرائيل، برفضهما إدانة حركة حماس واعتبارها حركة مقاومة، وهو موقف مثير للجدل بالنسبة لواشنطن وتل أبيب.
الوجود الصينى بالشرق الأوسط جوهريا
وتابعت حلمي، بات الحضور الصينى بالأخص فى الشرق الأوسط بات جوهريًا بالنسبة لها سياسيًا واقتصاديًا واستخباراتيًا واستراتيجيًا بالأساس، لسعى بكين لتوظيف موقفها السياسى المنتقد لإسرائيل، لتقوية مبادرتها للحزام والطريق، على حساب الممر الاقتصادى الأمريكى، والذى ينطلق من الهند ويمر عبر إسرائيل، وهو ما يعد بمثابة إنحياز أمريكى كامل لحكومة "بنيامين نتنياهو" التى تضع آخر اهتماماتها موضوع السلام والتطبيع فى الشرق الأوسط، وهى الأرضية التى تنطلق منها مبادرة الممر الهندى الإسرائيلى المشترك برعاية أمريكية فى مواجهة الصين. حيث بات التخوف الأكبر بالنسبة لبكين هو نجاح الولايات المتحدة الأمريكية عبر حليفتها الإسرائيلية فى تمرير مشروع الممر الهندى عبر تل أبيب، وإقامة "ميناء بن غوريون" على أنقاض ميناء غزة بعد طرد سكانه منه، وهو ما تحاول الصين منعه بشتى الطرق والوسائل، من خلال ضرب كافة تلك التحالفات الأمريكية الجديدة فى مواجهتها، سواء العسكرية أو الاقتصادية والتنموية، وهى تلك التى تعقدها واشنطن لاحتواء وتقييد نفوذ وتمدد الصين والتى يأتى أهمها فى الشرق الأوسط متمثلًا فى (مشروع الممر الهندى الشرق أوسطى الأوروبى)، والذى يعد بمثابة نواة لمشاريع أكبر برعاية أمريكية بالأساس.
الاستفادة من علاقتهما بمحور المقاومة
وأضافت حلمي، هنا تحاول كلًا من الصين وروسيا الاستفادة من علاقتهما بمحور المقاومة أو الممانعة المقاوم لسياسات الاحتلال الإسرائيلى والهيمنة الأمريكية فى المنطقة، بقيادة إيران. وهو ما أدى لتخوف الولايات المتحدة الأمريكية بعد اندلاع عملية "طوفان الأقصى" لدخول أطراف وميليشيات إقليمية مسلحة فى مواجهة إسرائيل، لذا جاء الحضور العسكري الأمريكى، كمحاولة لكبح جماح القوى المساندة لقطاع غزة، أى ما يعرف بمعسكر المقاومة، والذى يضم كلًا من (إيران وحزب الله اللبناني وأنصار الله اليمنية والمقاومة الإسلامية العراقية). ونجد بأنه رغم تحريك تلك القوات الأمريكية، إلا أنه لا تزال المقاومة الفلسطينية قادرةً على مواجهة الإحتلال الإسرائيلي، وكان هناك أكثر من ٧٠ هجومًا من أطراف المقاومة ضد القواعد الأمريكية والإسرائيلية.
التحدي الروسي يبلغ مداه الأقصى لواشنطن وإسرائيل
كما بلغ التحدي الروسى مداه الأقصى لواشنطن وإسرائيل، من خلال استقبال موسكو لوفد من قادة حركة حماس زار موسكو بعد بدء عملية "طوفان الأقصى" فى ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٣، والتقوا خلالها مع "ميخائيل بوغدانوف" مستشار الرئيس الروسى "بوتين" للشرق الأوسط. وهو ما وصفه الجانبين الإسرائيلى والأمريكى بكونه حدث صادم وزيارة مؤلمة بالنسبة لها وتم إدانتها من قبلهما. ومن جانب آخر وبعد حرب غزة، بدأت هناك سياسة إعلامية ثابتة عبر وسائل الإعلام الروسية والصينية ببث تقارير تعكس وقوفهما إلى جانب الفلسطينيين وتظهر معاناة أهالى قطاع غزة وإستهداف المدنيين، على عكس الدعاية التى تقدمها وسائل الإعلام الغربية التي تدعم الإحتلال الإسرائيلى صراحةً وتنتهك حقوق الإنسان.
فشل الولايات المتحدة الأمريكية فى نظامها الدولي الظالم
قالت الدكتورة نادية حلمى استفادت روسيا والصين من حرب غزة فى تعزيز نفوذهما فى الشرق الأوسط، كما اعتبرت روسيا بأن تلك الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة فرصة لتوجيه دعم الولايات المتحدة الأمريكية والغرب العسكرى من أوكرانيا إلى إسرائيل، وهو ما يشتت الانتباه بعيدًا عنها، كما استفادت الصين كذلك بتقديم نفسها لبلدان الشرق الأوسط والدول العربية والإسلامية كصانعة للسلام مقابل فشل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها فى الغرب من تحقيق ذلك، بدعمهم السافر لإسرائيل، وهو ما نجحت فيه بكين وبشدة فى سياق منافستها المحتدمة مع الولايات المتحدة الأمريكية. وبناءً على ذلك، تقدم الصين وروسيا، ومن خلال حرب غزة، صورة عن فشل الولايات المتحدة الأمريكية فى نظامها الدولي الظالم، وسياسة البلطجة التي تمارسها إسرائيل على دول المنطقة، ما يقدم الصين على أنها قوة بديلة وداعمة لدول الجنوب والعالم النامى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.