تعليق صادم من أستاذ بجامعة هارفارد عن أزمة السكر في مصر
أزمة السكر، كشف الدكتور أسامة حمدي، أستاذ السكر والباطنة بجامعة هارفارد، عن الأضرار التي يسببها استهلاك السكر وخاصة في مصر، التي تعد من الدول الأعلي نسبة في مرض السكر، وفي تعليق صادم طالب بتقليل استخدام السكر في مصر لما يعادل 40 جرام في اليوم فقط لكل فرد.
خطورة تناول السكر وجلطات القلب
وعن أزمة السكر، طالب الدكتور أسامة حمدي الحكومة بمنع المشروبات الغازية والعصائر والحلويات، وفرض ضرائب باهظة على جميع المنتجات المغلفة التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر.
وقال الدكتور أسامة حمدي عن أزمة السكر في مصر: "حقيقة تناول السكر.. وضياع الصحة والمال! سافرت حول العالم لأحذر من تناول السكر وأضراره، وعلاقته بالسمنة، ومرض السكر، وأمراض القلب. وكلما اتخذت دولة إجراءً حاسمًا للحد من استهلاك السكر؛ أحس بسعادة غامرة."
وتابع أسامة حمدي قائلًا: "السبب الرئيسي لهذه التوصيات هو ما تم تأكيده علميًّا مؤخرًا من الخطورة الشديدة لتناول السكر، وارتباطه الوثيق بجلطات القلب والمخ. كذلك ارتباط معدل استهلاك السكر اليومي بالسمنة، ومرض السكر من النوع الثاني والمنتشر بصورة وبائية في مصر ودول الخليج. ويكفي أن تعرف أن تناول علبة واحدة يوميًا من الحجم الصغير (٢٥٠ مل) من المشروبات الغازية المحلاة بالسكر يزيد فرصة الإصابة بمرض السكر بنسبة ١٨- ٢٦٪؛ لذا فإن جميع دول العالم تتجه الآن إلى خفض نسبة استهلاك السكر إلى أقل من ٥٠ جرامًا في اليوم، كما توصي حاليًا منظمة الصحة العالمية."
وقال الدكتور أسامة حمدي عن أزمة السكر في مصر: "بينما تتبارى دول العالم بخفض نسبة استهلاك السكر حفاظًا على صحة مواطنيها، يتباكى المصريون على نقص السكر في الأسواق! فمصر من أعلى دول العالم استهلاكًا للسكر، حيث يستهلك الفرد المصري نحو ٩٠ جرامًا من السكر في اليوم الواحد؛ لذا لا عجب من ازدياد نسبة السمنة والسكر في مصر إلى أرقام مرعبة، جعلت مصر من ضمن أعلى عشر دول في العالم في عدد مرضى السكر والسمنة"
كيس سكر واحد يكفي لمد عام
وعن استهلاك المصريين للسكر قال أسامة حمدي: "فنحن نتناول يوميًّا ٣٦٠ سعرا حراريًّا زائدًا، فالسكر سعرات خاوية بدون أي قيمة غذائية حقيقية، تؤدي فقط إلى السمنة ومقاومة الجسم للإنسولين، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكر من النوع الثاني. فمن المعروف أن خفض ٢٠٪ من كمية تناول السكر يصحبها انخفاض معدل السمنة بنسبة 12.5٪. وقد نجحت بعض الدول، مثل الصين، وماليزيا، وروسيا، وإندونيسيا، في خفض الاستهلاك اليومي من السكر إلى نحو ٣٠ جرامًا فقط؛ أي ما يعادل ثلث ما نستهلكه في مصر؛ وذلك للحفاظ على صحة مواطنيها!"
وأوضح "وللعلم، فإن علبة واحدة يوميًّا من المشروبات الغازية الكبيرة الحجم (٣٣٠ مل)، التي يسرف المصريون في شربها، تحتوي على ٩ ملاعق من السكر، أي ٣٦ جرامًا من السكر. ومع الأسف، ما زلنا نعتبر السكر في مصر من السلع المسماة بالإستراتيجية، وهذا حقيقةً من المضحكات المبكيات! وفي حين يُخفِض العالم بأجمعه نسبة تناوله من السكر، بل يحذر منه بشدة، يصيبنا نحن الفزع لنقص السكر، أو غلو ثمنه، وكأننا نحزن على فراق الأمراض!"
وحكي الدكتور أسامة حمدي عن تجربته في تناول السكر، فقال: "لقد قررت في منزلي- منذ سنوات- مقاطعة السكر، فنشرب الشاي بدون سكر، ونادرًا ما تدخل الحلويات منزلنا، وعادة ما تأتي مع الزوار، لكننا لا نأكلها أيضًا، إن لم يأكلها الضيف نفسه. حلوياتنا هي الفاكهة الطازجة، وشرابنا هو الماء. نشتري كيلوجرامًا واحدًا من السكر في السنة بكاملها لشاي الضيوف. لم نَمُت، ولم نشعر بالحزن أو الفزع- كما فعل إخواننا وأخواتنا في مصر- لنقص السكر."
مصر تستهلك سنويًّا نحو ٣,٢٥ مليون طن من السكر
وأشار أسامة حمدي إلى أن "خفض استهلاك السكر في مصر، بالإضافة إلى إسهامه في الوقاية من الأمراض القاتلة، له عائد اقتصادي كبير؛ فمصر تستهلك سنويًّا نحو ٣,٢٥ مليون طن من السكر، وتنتج ٢,٧٥ مليون طن سنويًّا؛ لذلك تحتاج إلى استيراد ٥٠٠ ألف طن سنويًّا، فإذا خفَّضنا استهلاكنا من السكر إلى مجرد تحلية الشاي فقط (علشان الناس متزعلش) سينخفض استهلاكنا إلى أقل من ٥٠ جرامًا بكثير، فعشر ملاعق صغيرة من السكر تعادل ٤٠ جرامًا."
وقال "ولو واكبت مصر معدلات الدول الناجحة، السابق ذكرها، لانخفض استهلاكنا- كدولة- من السكر إلى الثلث، أي ١,١ مليون طن بدلًا من ٣,٢٥ مليون طن سنويًّا. وحيث إن مصر تنتج حاليًا ٢,٧٥ مليون طن من السكر سنويًّا، فإن خفض الاستهلاك سيؤدي إلى الاكتفاء الذاتي، وحفظ العملة الصعبة، وتصدير ١,٦٥ مليون طن من السم الأبيض إلى الدول التي تريد قتل شعوبها."
وأضاف أسامة حمدي "وحسب السعر العالمي للسكر، الذي يقدر بنحو ٦٤٠ دولارًا للطن، فستصدر مصر بما قيمته مليار و٥٦ مليون دولار، وتوفر من الاستيراد نحو ٧٠٤ ملايين دولار سنويًّا، ليضيق عجزنا التجاري بنحو ١،٧٦ مليار دولار سنويًّا، وهو رقم لا يستهان به في ظل ظروفنا الاقتصادية الحالية، ويكفي لإنشاء عشرات المستشفيات. ولكن قبل كل ذلك سنحمي أبناء شعبنا من أمراض قاتلة، كأمراض القلب، والسكر، والسمنة!"
نصائح للحكومة المصرية بشأن أزمة السكر
وقدم أستاذ هارفارد نصائحه للحكومة المصرية قائلًا: "والأفكار المطروحة لوزارة الصحة، والبرلمان، وكل من يهمه الأمر في مصر، كثيرة، منها:
١- منع جميع أنواع المشروبات الغازية، والعصائر، والمغلفات من الحلويات إذا احتوت على أكثر من ٥،٥ ملعقة صغيرة من السكر.
٢- فرض ضرائب باهظة على جميع المنتجات المغلفة والمعلبة المحتوية على نسبة كبيرة من السكر، وربما فرض ضرائب تصاعدية حسب نسبة السكر. وقد طبقت بريطانيا هذا الإجراء؛ مما نتج عنه خفض نسبة المنتجات المحتوية على أكثر من أربع ملاعق صغيرة من السكر من ٥٧٪ إلى ٤٢٪، مع خفض ٥٠٪ من المنتجات لنسبة السكر فيها، كذلك بدأت الإمارات العربية المتحدة بتطبيقه.
٣- حظر الإعلان عن المنتجات المحتوية على السكر، وخاصة للأطفال، بما يشمل وسائل التواصل والإنترنت.
٤- إلزام الشركات بكتابة كمية السكر بوضوح على الغلاف الأمامي للعلبة، وربما وضع علامة مميزة تفيد إن كان الشراب أو الغذاء المغلف صحيًّا أم لا، قياسًا بكمية السكر، وقد طبقت فرنسا، وأستراليا، ونيوزيلندا، والإمارات، هذا الإجراء.
٥- منع بيع جميع المشروبات والمغلفات المحتوية على أكثر من ثلاث ملاعق سكر صغيرة في المدارس، وجميع المنشآت الحكومية.
واختتم الدكتور أسامة حمدي حديثه عن أزمة السكر فقال: "وأرى أن جميع هذه الإجراءات في منتهى الأهمية؛ للحد من البدانة والسكر، ويجب تطبيقها في دول العالم أجمع إذا كانت لديها شجاعة سنغافورة التي طبقتها جميعًا. أرجو أن ننزعج بشدة مما نفعل بأنفسنا، وأن نقوم بالتوعية اللازمة للناس، وأن نخوض فورًا معركة مع السكر من أجل الحفاظ على صحتنا، وعلى اقتصادنا. لقد دققت ناقوس الخطر، فهل من مستمع؟!"
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية